كنتُ فيهم ولمْ أكن
إلى الأصدقاء الشعراء
خالد أبو خالد (فلسطين)
حميد سعيد (العراق)
ممدوح السكاف (سوريّة)
في “عمّانْ”
اجتمعوا
كان “حميدُ” يدورُ عليهم بالخمرِ، وبالأشعار
فَتَكْتَنِزُ الأمواجُ
بما في البحرِ من الخلجانْ
قبلَ ثلاثٍ
وتزيدُ قليلاً
كنّا في “حمص” ببيتي
قبْلَ تَشِقُّقِ جدرانِ الدّار بِرُبْعِ نهارٍ
كُنّا
أقداحاً
صافيةً
ودِنانْ
و”حميدٌ” هذا كانَ “سليمانُ العيسى”
بالشّعرِ يُداعبُهُ
يَرميهِ بِسوْسنةٍ
فَيَضوعُ العِطرُ
وتَكبُرُ أسئلةُ البُستانْ
يهتفُ مِن أعلى لَيْلكةٍ:
“ياحميد ابن سعيدِ
يافتى الشّعر الجديدِ”
فتَطيرُ فراشاتٌ من عسَلِ القوْلِ
وتَلْبسُ بَهْجتَها الأغصانْ
في “عمّانَ” ثلاثتُهم كانوا
افْتقدوني
تَركوا كرسيّاً رمزاً لِحضوري
لكنّي فاجَأْتهم
وخَرجْتُ عليهمْ من قافيةِ (النّون)
مَلآتُ الكاس فَفارَ
و…طَفَّ
بما
في الخمْرِ من الأشجانْ
ياأحبابُ
تُفرّقنا الأيّامُ
وتَجْمعُنا الجمراتُ
وسوفَ تُبعثِرُنا الآجالُ
ويبقى منّا الشِّعرُ
وأنّا لم نُشركْ بالأوطانْ