المقاومة متمسّكة بمطالب الشعب الفلسطيني.. وتقدم بطيء في "مفاوضات القاهرة" الاحتلال يخرق "التهدئة".. ومحامو غزة يستعدون لمقاضاة "إسرائيل" دولياً
أشارت المعلومات الواردة من القاهرة إلى أن حصول اختراق في المفاوضات غير المباشرة بين الوفد الفلسطيني وسلطات الاحتلال في القاهرة، وتقدم بطيء لكنه نوعي، لكن قيادياً فلسطينياً وصف المفاوضات بالـ”صعبة” وقال: مرت التهدئة الأولى من دون إنجاز يُذكر، وهذه هي التهدئة الثانية والأخيرة، والجدية الآن واضحة، والمطلوب أن يحقق الوفد ما يأمله الشعب الفلسطيني، وأكد أن المقاومة ستبقى وفية لتضحيات الفلسطينيين في قطاع غزة، وشدد على أن وقف كل أشكال العدوان وإنهاء الحصار مسألتان لن تتنازل عنهما المقاومة في مفاوضات القاهرة.
ميدانياً خرقت إسرائيل الهدنة بعدما أطلقت نيران رشاشاتها الثقيلة تجاه قوارب الصيادين قبالة بحر غزة في أول خرق للتهدئة المعلنة لـ 72 ساعة، كما استشهد فلسطيني متأثراً بجروح أُصيب بها خلال العدوان الإسرائيلي على رفح الأسبوع الماضي.
وفي إطار السياسة العدوانية والانتقامية لقوات الاحتلال المستمرة ضد الفلسطينيين، أكدت مصادر محلية أن آليات عسكرية تابعة للاحتلال الإسرائيلي جرفت أراضي في بلدة عرابة جنوب جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، فيما تمركزت عدة آليات عسكرية في المنطقة.
إلى ذلك يستعد محامو قطاع غزة لملاحقة سلطات الاحتلال ومقاضاتها دولياً لارتكابها جرائم حرب واستخدامها أدوات محرّمة دولياً خلال عدوانها الأخير على القطاع.
وأكد الخبير القانوني عبد الكريم شبير أن العدوان الإسرائيلي على القطاع انتهك كل المواثيق الدولية، وخصوصاً المادة 48 من اتفاقية جنيف الرابعة، محمّلاً المجتمع الدولي مسؤولية النتائج الكارثية التي تنجم عن صمته وإعطاء الضوء الأخضر لقتل وتدمير الشعب الفلسطيني.
صحيفة “إسرائيل هيوم” عبّرت عن القلق المتزايد في “إسرائيل” من النشاط المستقبلي للجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة، فتأليف اللجنة بحسب الصحيفة والتفويض الواسع الذي مُنح لها يحوّلان مواجهتها إلى مسألة “معقدة بصورة لا مثيل لها”، على حد تعبير مصدر رفيع المستوى، وهذا الأمر يتطلب معركة قضائية وسياسية معقدة وواسعة لمنع تقديم لوائح اتهام ضد مسؤولين إسرائيليين في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
وفي وقت يستمر الإجرام الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة وبأبشع الوسائل يكتفي سعود الفيصل وزير خارجية آل سعود باستغلال هذه المعاناة بالتوصيف الإعلامي والكلام الإعلاني الفارغ من أي خطوات عملية لتقديم دعم لوجستي على الأرض لمقاومتها، وحتى دون توجيه أي إدانة واضحة لهذا العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وفي سياق التباكي على ما يجري في غزة اعترف الفيصل في كلمة له خلال اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي أمس في جدة بأن اللجنة التنفيذية تعقد اجتماعها الثاني خلال شهر واحد من أجل التداول لكيفية التصدي للعدوان الإسرائيلي، واللافت أن كلمة الفيصل لم تتضمن أي إشارة إلى نية السعودية استخدام أي من أوراقها للوقوف مع غزة، وهي من تملك المال الوفير في البنوك الأمريكية وتغذي مصانع الغرب بالنفط ولها باع طويل وخبرة وافرة في تشكيل ودعم التنظيمات الإرهابية التي تهدد بها أمن المنطقة برمتها، بل اكتفى السعودي بالقول: يجب أن نتحرك بكل صدق وأمانة وبكل ما أوتينا من قوة وإمكانيات وهي كثيرة وقدّم بعضاً من الريالات300 مليون ريال لوزارة الصحة الفلسطينية مع مواصلة الجهود في المحافل الدولية والاتصال بالأطراف الفاعلة.