الاحتلال يماطل.. والوفد الفلسطيني متمسك بمطالبه العدو يخرق "التهدئة" مجدداً.. ويعتقل 64 فلسطينياً في القدس والضفة
تماطل “إسرائيل” في العملية السياسية الجارية في القاهرة، وتسعى إلى الاستمرار في تسجيل “تهدئات إنسانية” من شأنها تفريغ المفاوضات من مضمونها، وإعادة الأمور إلى النقطة التي كانت عليها قبل انطلاق المعارك، إلا أن المقاومة أكدت أن الوفد الفلسطيني الذي ذهب إلى القاهرة لتحقيق أربع قضايا، هي: وقف العدوان وإنهاء الحصار إلى الأبد، وأن يلتزم الاحتلال رفع يده عن حقوق الشعب الفلسطيني في المياه والملاحة، مشددة على تمسكها بهذه القضايا، لأنها المطلب الأول للشعب الفلسطيني، فيما أكد الوفد الفلسطيني رفضه الورقة الإسرائيلية، التي نقلها إليه الجانب المصري، ووصفها بـ”السيئة والرديئة”.
ورغم إقرار “تهدئة جديدة” من خمسة أيام، إلا أن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت أربع غارات استهدفت مناطق متفرقة من قطاع غزة، فيما كشفت المقاومة عن إنجازات جديدة، طالبت رئيس وزراء الاحتلال، إن كان يملك الشجاعة، بالكشف عن مصير ضابط الهندسة ساني تومن يرون، وحذّرت من أنه لا أمن للإسرائيليين إذا لم يعش الشعب الفلسطيني بحرية واستقلال.
ميدانياً، استشهد مسن فلسطيني متأثراً بجروح أصيب بها خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال مصدر طبي: إن جهاد علي أبو زيد البالغ من العمر 61 عاماً استشهد متأثراً بجروحه، ما يرفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني إلى 1961 شهيداً.
كما قامت قوات الاحتلال بحملة اعتقالات طالت 64 فلسطينياً من القدس والخليل وبيت لحم وجنين.
ففي القدس المحتلة، أفاد نادي الأسير بأن سلطات الاحتلال اعتقلت 52 مقدسياً آخرين، ليتجاوز عدد معتقلي القدس المئة خلال يومين، بعد الحملة التي شنتها أمس الأول وطالت 60 معتقلاً، وذكر نادي الأسير أن الاحتلال اعتقل 239 شاباً خلال الأسبوع الجاري.
وفي جديد الإدانات للحرب العدوانية على غزة جددت جمعية الصداقة العربية النمساوية استنكارها للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة والذي تسبب باستشهاد نحو ألفي فلسطيني وجرح أكثر من 10 آلاف غالبيتهم من الأطفال والنساء، ونددت في بيان صادر عنها بالغارات الوحشية والدموية التي يشنها طيران الاحتلال الإسرائيلي وقصف المدنيين العزل واستمرار قوات الاحتلال بمحاصرة قطاع غزة وخنق سكانه وحرمانهم من أبسط مكوّنات المعيشة، موضحة أن جميع المساعي المصرية والدعوات الدولية لوقف العدوان على غزة المستمر منذ السابع من تموز باءت بالفشل بسبب تعنت كيان الاحتلال ورفضه الانصياع إلى قرارات الشرعية الدولية منذ عقود.
وحذر البيان من استمرار العدوان لأنه يعطي مزيداً من الضوء الأخضر للاستمرار بسياسة الترهيب والقتل والحصار على أبناء الشعب الفلسطيني، مندداً بسياسة واشنطن والغرب في التعامل مع القضية الفلسطينية وتقاعس المجتمع الدولي بما فيه بعض الدول العربية في وقوفهم متفرجين في وجه أبشع أساليب القتل والدمار التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، ولفت إلى أن الدور الذي انفردت به الولايات المتحدة منذ عقود كوسيط في عملية السلام في الشرق الأوسط قد فقد منذ سنين نزاهته وحياده تجاه الصراع القائم في المنطقة وابتعد عن لعب دور إيجابي وموضوعي مع الاتحاد الأوروبي في وضع حد للعدوان الإسرائيلي وسياساته التوسعية والاستيطانية في فلسطين المحتلة.
وشددت الجمعية على ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة وفتح جميع المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية والمواد الغذائية بشكل عاجل، مطالبة حكومات الاتحاد الأوروبي بلعب دور موضوعي وفعال في الضغط على “إسرائيل” وإعادة النظر بالاتفاقيات الأوروبية الإسرائيلية، خاصة في المجال التجاري، والتهديد بفرض عقوبات اقتصادية على البضائع الإسرائيلية إلى أوروبا، ورأت أن وقف إطلاق النار أو استمرار التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لن يشكل حلاً للصراع الدائر ما لم يتم الاعتراف بحقوق الشعب العربي الفلسطيني على أراضيه وقيام دولته وتقرير حق العودة ووقف الاستيطان وإحلال السلام الشامل والعادل.