بمساندة العشائر.. القوات العراقية تستعيد السيطرة على مصفاة حديثة وسد الموصل
انكسارات كبيرة باتت تعاني منها العصابات الإرهابية خلال المعارك الشرسة التي تخوضها مع القوات المسلحة العراقية، حيث تمكنت القوات الأمنية، أمس، من القضاء على عشرات الإرهابيين ممّا يسمى تنظيم “الدولة الإسلامية” في عدة مناطق عراقية، واستعادة السيطرة، بمساندة العشائر، على مصفاة بيجي، فيما انتهت العملية العسكرية الواسعة، التي شنتها القوات الشعبية بإسناد جوي أمريكي، باستعادة السيطرة على سد الموصل، وقالت القيادة الأميركية الوسطى في بيان: إن مقاتلات حربية وطائرات من دون طيار دمرت أو أعطبت أربع ناقلات جند مصفحة وسبع آليات مزودة بأسلحة وعربتي هامفي وسيارة مصفحة، مضيفة: إنها شنت هذه الغارات الجوية لدعم الجهود الإنسانية في العراق وكذلك لحماية الطواقم والمنشآت الأميركية.
وكان عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي استولوا على سد الموصل في السابع من آب الجاري.
وقال رئيس مجلس محافظة الأنبار غربي العراق صباح كرحوت: مصفاة حديثة تعتبر المغذي الرئيسي للأنبار بالمشتقات النفطية التي تضخ من مصفاة بيجي الرئيسي في صلاح الدين، مشيراً إلى أن استعادة السيطرة على هذه المصفاة وإعادة العمل به سوف يساهم بشكل كبير في تزوّد الأنبار بالمشتقات النفطية وسد النقص الحاصل في المحافظة.
وشهدت حديثة تحرير القوات الأمنية والعشائر وبمساندة الطيران الحربي نصف ناحية بروانة من عناصر التنظيم الإرهابي، وأكد نائب رئيس مجلس المحافظة، فالح العيساوي، أن قوة مشتركة من الجيش والشرطة، مسنودة من أبناء العشائر، بدأت عملية أمنية واسعة لتطهير منطقة البوعيثة والحامضية من المسلحين.
وتمكنت القوات الأمنية من قتل قيادي في التنظيم، ويدعى صلاح النمراوي، مع عدد من مرافقيه غرب الأنبار، كما تمكنت من قتل أبرز متزعمي داعش، “أبو محمد الشامي وأبو فاطمة المغربي وسامي المحلاوي”، بضربة جوية لأحد أوكار تلك العصابات في منطقة القائم، خلال اجتماع لهم، وأشار مصدر أمني إلى أن الطيران العراقي تمكن أيضاً من تدمير رتل لعصابات التنظيم الإرهابي المذكور يتكوّن من 30 سيارة قرب سد الموصل، وقتل من فيه بالكامل، وأعلن السيطرة على الجزء الشرقي من السد.
إلى ذلك أفاد مصدر أمني أن 11 “داعشياً” سلموا أنفسهم إلى القوات الأمنية في ناحية الضلوعية، وكشف عن هروب المسؤول عن توزيع رواتب الإرهابيين وبصحبته مبالغ كبيرة.
وفيما العمليات العسكرية مستمرة ضد عصابات داعش، حسم قائم مقام قضاء سنجار، ميسر حجي صالح، الأخبار المتضاربة حول عدد من تمّ إعدامهم علي يد جماعة داعش الإرهابية في بلدة كوجو، قائلاً في تصريح له: إن تنظيم داعش ارتكب مجزرة بشعة جداً في كوجو، ووفق المعلومات التي جمعناها من شيوخ العشائر فقد تم إعدام 413 شخصاً من أهالي كوجو من عمر 12 عاماً فما فوق، مضيفاً: كما تم سبي 700 امرأة وطفل.
وجاءت المجزرة الجديدة، التي يندى لها جبين الإنسانية، لتضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته بالالتزام فعلاً لا قولاً بالقرارات الدولية للقضاء على ظاهرة الإرهاب ومنع تمددها في العالم، وذلك بعد إصدار مجلس الأمن قراره رقم 2170 الداعي “لمنع دعم وتسليح تنظيمي “داعش والنصرة” الإرهابيين ومنع تدفق الإرهابيين إلى سورية والعراق، ويتساءل المتابعون والمحللون هل استصدار مجلس الأمن الدولي لقراره المذكور ناجم عن حماسة دولية وغربية لدعم الشعب العراقي ومكوّناته، أم إنه ناجم عن حسابات غربية خاصة بأمن الدول الغربية، التي انتظرت كثيراً، بل وسهّلت تمدد الإرهابيين وتسللهم إلى المنطقة.
ولم تكن قرية كوجو أولى محطات العنف الوحشي للتنظيم الإرهابي الذي ارتكب عشرات المجازر بدم بارد ضد الأبرياء العراقيين والسوريين، وتقف محافظة نينوى شمال العراق شاهداً حياً على ذلك بعد أن اقتحم إرهابيو داعش مدينة الموصل ومنطقة سنجار واعتدوا على أهلها وهجروا سكانها وجعلوهم يهربون إلى الجبال ليعانوا الخوف والجوع والعطش هناك.
وسبق للتنظيم الإرهابي أن مارس عنفه الوحشي في مناطق مختلفة من العراق وارتكب مجازر جماعية مروعة، خاصة في تكريت، إضافة إلى إقدامه على تدمير وتفجير الأضرحة والمساجد والكنائس والمقابر، في محاولة جديدة لاستهداف المجتمع العراقي بجميع مكوناته وتدمير حضارته الإنسانية.
وبانتظار أن ينجح المجتمع الدولي في قطع التمويل عن التنظيم الإرهابي ويتحمّل مسؤوليته بهذا الخصوص، خاصة أنه كان شريكاً بتضخمه، ينتظر العراقيون في العراء والمختطفون منهم في سجون التنظيم المتطرف وتحت رحمة جلاديه مع أوجاعهم ومخاوفهم من ليل يطول سواده بلا فجر مشرق.