جولة جديدة من المفاوضات.. المقاومة تتوعّد العدو بحرب استنزافٍ طويلة هجمة مسعورة بحق الأسرى.. ومخطط صهيوني لتقسيم الأقصى
استؤنفت في القاهرة جولةٌ جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لبحث تثبيت التهدئة في غزة، وأكدت فصائل المقاومة أنّ الطريق الوحيدة لأمن “إسرائيل” هي أن يشعر به الفلسطينيون أولاً، وأن يرفع عنهم الحصار، وشددت على أنّ حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن انتصارٍ في غزة هو لمجرد الاستهلاك الإعلامي، تهرباً من نقمة الإسرائيليين، والتغطية على فشله، وقالت: إنّ العروض التي قدّمت للوفد الفلسطيني في القاهرة لا تلبّي المطالب الأساسية للشعب الفلسطيني، وأضافت: إنّ على إسرائيل القبول بشروط الشعب الفلسطيني أو مواجهة حرب استنزافٍ طويلة.
يأتي ذلك في وقت أصيب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال في محيط معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة.
وذكرت وكالة “وفا” إن زوارق بحرية الاحتلال تقوم بشكل شبه يومي باختراق التهدئة المعلنة بإطلاق نار رشاشاتها تجاه مراكب الصيادين، ونفذت قوات الاحتلال حملة مداهمات في عدد من قرى الضفة الغربية، اعتقلت خلالها عدداً من الشبان الفلسطينيين، بينما أصيب عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق نتيجة إطلاق قوات الاحتلال الغاز المسيل للدموع على أهالي قرية الجلمة شمال جنين.
في الأثناء، اقتحم عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف موشيه فيغلن المسجد الأقصى على رأس مجموعة من المتطرفين من باب المغاربة برفقة حراسات معززة ومشددة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال، وذكرت وكالة “وفا”: إن فيغلن نفذ جولة استفزازية في مرافق المسجد الأقصى وصعد إلى باحة صحن مسجد الصخرة، وذلك بعد أيام من تهديده بهذا الاقتحام لاختبار مدى جاهزية شرطة الاحتلال في تطبيق مخطط التقسيم الزمني للمسجد الأقصى.
وتعمل سلطات الاحتلال حالياً على إصدار قانون التقسيم الزمني للصلاة في المسجد الأقصى يتيح إقامة شعائر تلمودية بالحرم ثلاث مرات يومياً، ويمنع دخول الفلسطينيين للصلاة ويحظر رفع الأذان خلال الأعياد اليهودية، ويفرض عقوبة الإبعاد عن المسجد وغرامة مالية تصل إلى 15 ألف دولار على كل من يخل بأنظمة التقسيم، ويتصدى لاقتحامات المستوطنين ويعيق الشعائر التلمودية لليهود بالساحات.
وقال د. محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية: إنه لا سيادة على المسجد الأقصى المبارك وكافة الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية لغير الفلسطينيين، وهي حق خالص للعرب والمسلمين، ودعا الحكومات والشعوب العربية والإسلامية إلى التحرك الجاد لإنقاذ المسجد الأقصى من مؤامرات التهويد والتقسيم، التي تخطط لها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على غرار ما حدث في الحرم الإبراهيمي الشريف، في ظل تصاعد الانتهاكات التي يقوم بها المستوطنون الإسرائيليون لحرمة المسجد الأقصى، وإغلاق سلطات الاحتلال أبوابه أمام المسلمين، لتمكين أولئك المستوطنين من اقتحامه، وشدد على أن ما ينفذه المستوطنون يمكن أن يقود إلى اشتعال حرب دينية تأكل الأخضر واليابس.
ودعا الهباش أبناء مدينة القدس وأراضي 48 وكل من يستطيع الوصول للأقصى شد الرحال إليه للدفاع عنه والصلاة فيه والمرابطة في ساحاته والدفاع عنه لإفشال المشروع الصهيوني القاضي بتقسيمه، وشدد على ضرورة العمل الجاد لكسر الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض على مدينة القدس.
وأكدت وزارة شؤون الأسرى والمحررين في بيان أن السلطات الإسرائيلية تشن هجمة مسعورة بحق جميع الأسرى في الآونة الأخيرة تتمثل في الاعتقالات الكبيرة للفلسطينيين في جميع المحافظات وتحويل العشرات منهم إلى الاعتقال الإداري وتكريس سياسة التنكيل والتعذيب بحقهم.