حراك سياسي لتشكيل حكومة وحدة وطنية القوات العراقية تسيطر على تكريت.. ومتزعمو "داعش" يفرون من بابل
تشهد العاصمة العراقية حراكاً بين الكتل السياسية الرئيسة بهدف تأليف حكومة “وحدة وطنية”، إذ أعلن “التحالف الوطني” عن اجتماع اللجنة التفاوضية الخاصة به مع الكتل السياسية للاتفاق على الحكومة المقبلة، فيما استبق “اتحاد القوى الوطنية” ومن يسانده من شخصيات عشائرية المشاركة في حكومة حيدر العبادي، وتقديم المرشحين للوزارات، بالاطلاع أولاً على برنامج الحكومة الجديد.
يتزامن ذلك مع تمكن القوات المسلحة العراقية من استعادة السيطرة الكاملة على مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، بعد طرد إرهابيي تنظيم “داعش” منها، فيما تمكنت من تحرير منطقتي الثائر وتل طاسة في العاصمة بغداد.
وقال متحدث باسم قيادة العمليات المشتركة: إن هجوماً برياً بغطاء جوي متواصل أسفر عن تطهير مدينة تكريت، وأضاف: تمكنت القوات البرية المهاجمة من السيطرة على مبنى مجلس محافظة صلاح الدين وأكاديمية الشرطة وجميع أحياء وأسواق المدينة وعقدها الحيوية، وأشار إلى أن عصابات داعش فرت من المدينة باتجاه الموصل والحويجة تاركة جثث أكثر من سبعين إرهابياً في الأزقة والمنعطفات.
كذلك تمكن الطيران العراقي من القضاء على “أمير ناحية الصينية” أحد متزعمي عصابات التنظيم الإرهابي وثمانية آخرين شمال مدينة تكريت، فيما قصف وكراً للتنظيم في الشرقاط، ما أسفر عن مقتل 19 إرهابياً وتدمير سيارات تابعة له، وقتل 9 آخرين في قرية عليلة.
وكانت العشائر العراقية أعلنت دعمها للقوات الأمنية لتحرير محافظة صلاح الدين من داعش.
وفي ديالى، أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية في بيان، مقتل 13 إرهابياً بينهم أحد متزعمي التنظيم الإرهابي ثائر كامل، الملقب العرجة، وذكر بيان آخر للمديرية أن طيران الجيش بالتنسيق مع الاستخبارات العسكرية وجه ست ضربات لمجاميع تابعة لعصابات التنظيم الإرهابي المذكور في الفلوجة والبوبالي والبوعبيد وكبدهم خسائر جسيمة بالأرواح والمعدات.
وأعلن مدير ناحية العظيم تطهير الناحية بالكامل من قبل القوات الأمنية، وفيما أكد أن مديرية شرطة المحافظة عادت إلى العمل بصورة طبيعية، بين أن عودة الحياة الطبيعية للناحية لن تتم قبل شهر. وفي الموصل، أعلن مصدر عسكري مقتل 18 إرهابياً في قضاء سنجار غرب المدينة بينهم 12 من جنسية عربية. وفي بابل، أعلن ثامر ذيبان الحمداني عضو اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة هروب أكثر من 200 إرهابي كانوا متمركزين في المزارع والدور المهجورة في ناحية جرف الصخر إلى عامرية الفلوجة على خلفية العمليات الأمنية المكثفة، مبيناً أن من بين الهاربين مجموعة من متزعمي الإرهابيين تحمل الجنسيات الأجنبية.
يأتي ذلك في وقت يعيش فيه أهالي قضاء أبو غريب والنازحون إليه أوضاعاً إنسانية مريرة، بسبب الافتقار إلى المياه الصالحة للشرب نتيجة سيطرة التنظيمات الإرهابية على مشروع الماء الرئيسي في القضاء ما أدى إلى حصول حالة من الجفاف، وتضرر الكثير من الأراضي الزراعية.
وأعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنها ستطلق خطة مساعدة طارئة لـ 500 ألف عراقي اضطروا إلى الفرار من منازلهم أمام تقدم الإرهابيين المتطرفين، وقال المتحدث باسم المفوضية أدريان ادواردز للصحفيين: رداً على الوضع المتدهور في شمال العراق فإن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ستطلق الأسبوع الحالي واحدة من أكبر خطط المساعدة تهدف إلى مساعدة ما يقرب نصف مليون شخص أجبروا على مغادرة منازلهم.
في الأثناء، ثمن العبادي مواقف القوات الأمنية وسلاح الجو البطولية في التصدي لعصابات داعش، وفيما أشاد بتضحيات الجيش والمتطوعين، أكد أن الدواعش سينتهون قريباً.
وكان رئيس الوزراء العراقي المكلف أكد، في وقت سابق، أن خطر الإرهاب لا يهدد العراق وحده بل يهدد جميع دول المنطقة والعالم، وعلى الجميع التكاتف لطرد هذا الخطر الحقيقي والقضاء عليه.
إلى ذلك، أعربت مصر عن إدانتها الكاملة لكل أشكال الإرهاب الذي يمارسه تنظيم داعش، والذي أسفر عن إصابة واستشهاد العديد من المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب العراقي، وذكرت في بيان: إن هذه الجرائم الإرهابية تتنافى تماماً مع تعاليم الدين الإسلامي فضلاً عما تمثله من جرائم ضد الإنسانية وانتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي الإنساني، ودعت كل القوى والشخصيات السياسية العراقية إلى إعلاء مصالح الوطن والدفاع عن سيادته ووحدة أراضيه وتحقيق تطلعات الشعب العراقي بما يسهم في رص الصفوف لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي.