خلال لقائه وفداً فرنسياً من منظمة “إغاثة مسيحيي الشرق” يازجي: المستهدف الحقيقي هو سورية ووحدتها وتنوّعها.. ومن واجبكم الترويج للحقيقة
تأكيد نقل الصورة الحالية والواقع الحقيقي لسورية إلى الشعب الفرنسي والعالم بكل شفافية وصدق، مع تمني الاطلاع على الحياة الطبيعية التي يعيشها السوريون وخاصة في الشواطئ السورية، هذا ما أمله المهندس بشر رياض يازجي وزير السياحة خلال لقائه أمس وفداً فرنسياً من منظمة “إغاثة مسيحيي الشرق”، موضحاً أنه يخطئ من يعتقد أن فئة ما من السوريين مستهدفة أكثر من الأخرى، بل إن المستهدف الحقيقي هو سورية ووحدتها، وإن المسيحيين في سورية والشرق هم مكون أساسي وحالة متجذرة لا يمكن لأحد استئصالها أو الاستغناء عنها.
يازجي عرض للوفد الذي قدم لزيارة سورية للوقوف على الواقع الحقيقي، ما تعرّض له القطاع السياحي من أضرار كبيرة بسبب الإرهاب، مبيّناً لهم أن هناك العديد من المباني والمنشآت الأثرية والدينية والتاريخية التي تم استهدافها وتفجيرها، لافتاً إلى أنها تراث حضاري إنساني، والأهم تلك الخسائر التي لا يمكن تعويضها وهي المتعلقة بالشهداء والآثار، وأوضح أنه على الرغم من الاستهداف الذي لا يزال مستمراً وخاصة في مدينة حلب وبعض المدن التي تستهدف فيها الكنائس والمعابد، إلاَّ أن هناك جهوداً كبيرة تبذل لإعادة تأهيل ما خرّبه الإرهاب، منوهاً بالمقومات السياحية الفريدة التي تتمتع بها سورية، حيث إنها مهد الديانات السماوية وتضم الكثير من المزارات والأضرحة والمقامات الدينية، إضافة إلى احتضانها أقدم الكنائس والأديرة في العالم، كما أنها تمتلك حضارة تعود إلى آلاف السنين.
ولفت يازجي إلى أن القطاع السياحي سيكون له مستقبل مزدهر في صياغة سورية السياحية الجديدة، وذلك بهمّة القيادة الحكيمة والشعب الواعي الذي كشف للعالم والمجتمع الدولي حقيقة ما يجري في سورية من إرهاب، مبيّناً أن معظم شعوب العالم تعرف ضمنياً ما يحصل في سورية، ولكن بعض الحكومات لم تظهر الحقيقة لشعوبها بسبب أجندات سياسية واقتصادية تحكمها.
وزير السياحة أكد للوفد الضيف أن سورية قوية صامدة لأسباب عدة أولها: طبيعة الإنسان السوري الصلبة، وثانيها: سرعة وقدرة الشعب السوري على التعايش مع الوضع بشكل شبه طبيعي، ما يبرهن على مدى ديناميكيته وتأقلمه وتفهمه للمرحلة ومسؤولياته خلالها، والدليل حركة الناس اليوم في الشارع السوري، وأيضاً الغنى السوري ومكوناته السياحية، وكذلك الحكومة السورية التي كانت مع شعبها بكل أزمته ومحنته عبر تقديم الخدمات كافة والعمل على تأمين مستلزمات الحياة له.
بدوره عبّر الوفد الفرنسي عن شكره للشعب السوري والعائلات السورية والقيادة، على حسن الاستقبال وسعادته بزيارة سورية وخاصة مدينة دمشق الأثرية، والاطلاع على أهم معالمها التاريخية، إضافة إلى بلدة معلولا التي تعرّضت للتخريب، مؤكداً ضرورة إعادة تأهيل الأبنية الأثرية والدينية المتضررة فيها لأنها كنز لكل السوريين، ومنوهاً بأن هذه الزيارة أتاحت لهم الفرصة للقاء رجال دين وعائلات مسيحية ومسلمة، ولافتاً إلى أن كل السوريين كانت لديهم الرغبة في إعادة إعمار البلد، متمنياً دوام الأمن والأمان لسورية.
أعضاء الوفد وعدوا بأنهم سينقلون الصورة الحسنة التي شاهدوها خلال جولاتهم في دمشق لكل مَن لا يعرفها بأن الحياة طبيعية، مهنئين السوريين بافتتاح قلعة الحصن بعد تحريرها من الإرهاب ومبدين رغبتهم بزيارتها خلال زياراتهم القادمة إلى سورية.
دمشق – البعث