مخالفة النظام وهذا الاعتداء!
أكرم شريم
هذه العلاقة الفردية، الفرد بالفرد الآخر، إنما هي علاقة الفرد بالجميع، وبالتالي بالمجتمع كله، وفي المجتمع من مدينة إلى الأخرى حتى تكتمل كل المدن في البلد الواحد، ثم من بلد إلى آخر حتى تكتمل العملية في العلاقات الاجتماعية في العالم كله.
هل في هذا الكلام أية مبالغة أم أنه كشف حقيقي لأهمية علاقة الفرد بالآخر، في هذا العالم ومدى تأثيراتها السلبية والإيجابية على الجميع في النهاية وفي العالم كله؟
من هنا نستطيع أن نبدأ فنقول: إن مخالفة النظام من قبل أي فرد من الأفراد، إنما هي اعتداء على مصلحة الجميع، المتمثلة بهذا النظام واستتباب الأمن من بعده، وبالتالي فإن هذه المخالفة اعتداء على الجميع؛ فإذا كانت مخالفة في الدور لتقدم معاملتك وتحصل على النتيجة الإيجابية والتي هي من حقك، كأن يكون هناك رتل من المواطنين يقف بالدور ويأتي شخص يتجاوز الجميع، وأقول هنا يتجاوز جميع المواطنين، لأن كلمة المواطن من الوطن، فالمواطن هو صاحب الوطن والموظف ولنقل الحكومة تخدم المواطن، ولذلك فإن أي اعتداء على هذا النظام – الدور، إنما هو اعتداء على أدوار كل المواطنين عبر كل الأيام والأشهر والسنين، وبالتالي على كل الأدوار وكل المواطنين وفي المجتمع كله، لأن من حصل على النتيجة مخالفاً للدور فقد حصل على نتيجة غيره قبل دوره وفي كل المدينة، وبالتالي فإن المخالفة شئنا أم أبينا، بالغْنا أم لم نبالغ فقد أضرت بالجميع!. وهذا الضرر إنما هو ضرر بالمصالح ، والمصالح وكما هو معروف متشابكة في المجتمع كله، ومصالح المجتمع الواحد المتشابكة، لها علاقة بالمصالح المتشابكة والمتنوعة في المجتمع الآخر، وهكذا حتى نصل إلى العالم كله!. فهل نبالغ فيما نقول، وأنا في الحقيقة أشعر أننا نبالغ ولا نبالغ .. نبالغ لأن الأمر يطرح لأول مرة، فهو جديد وغير مستوعب ولا نبالغ لأنها حقيقة، بل هي حقيقة من الناحية العلمية أيضاً! فإذا أخذناها على مبدأ الأواني المستطرقة فهي صحيحة، وإذا أخذناها على مبدأ الحقيقة المنطقية أفلا تصلح هذه الحقيقة أن تكون مقدمة صحيحة للوصول إلى نتيجة صحيحة؟! فإذا كان العلم معنا والمنطق معنا وقبلهما القانون فهو حتماً معنا، لأن فيها مخالفة للقانون واضحة وصريحة، فلماذا لا نقول إن المخالفة اعتداء على الجميع ومصالح الجميع وحقوق الجميع في المجتمع كله وبالتالي في العالم كله!.
هل بدأ الموضوع يتوضح؟!.
لنأخذ مخالفة المرور كمثال.. أليست هي مخالفة للنظام العام ومخالفة لحق كل المواطنين به، وذلك لأنها اعتداء على النظام الجماعي أفليست مخالفة المرور اعتداء على كل أفراد الشارع والمنطقة والمدينة والمجتمع كله؟! أعطوني فرداً أو مؤسسة أو دائرة أو جهة أو فئة في المدينة أو في المجتمع كله، أو في البلاد كلها لا يتأذى من مخالفة النظام؟!. انظروا كم عندنا من السيارات تملأ الطرقات، وكم عند غيرنا، وكم في العالم كله منها؟! هل تعلمون كم رحلة جوية عندنا في العالم كل سنة؟!. إنها أكثر من خمسة ملايين رحلة جوية في السنة، بل إنك في كل لحظة تنظر فيها إلى السماء هناك نحو مليون إنسان معلق في الهواء في هذا العالم!. فما بالك بسفر ورحلات السيارات؟!. وهكذا تكون النصيحة اليوم، أن الإنسان أو أية جهة كانت أو أية دولة، ترتكب أية مخالفة في أي مجال من المجالات، سواء، كانت صغيرة أم كبيرة، مباشرة أو غير مباشرة، سرية أم علنية أو على شكل تمثيلية دبلوماسية أو وطنية، فإن هذا الإنسان أو الدولة إنما يسببان الضرر والأضرار في المجتمع والعالم كله، وتماماً كأعدائنا..أعداء الشعوب!.