الـعـدو يقـتـل تـلامـيـذ غـزة .. ويـشـن سـلـسـلـة غـارات وحـشـية على الـقطـاع المقاومة ترد على العدوان وتدك بصواريخها مواقع الاحتلال والمستوطنون يفرون إلى الملاجئ
تصاعدت وتيرة التحريض والعنصرية ضد الفلسطينيين، وزادت اعتداءات الصهاينة اللفظية والجسدية اتجاههم، فيما تحاول “إسرائيل” هدم مستقبل كل من تبقى على قيد الحياة من أطفال غزة وفلسطين، حيث دمرت آلة الحرب الصهيونية 180 مدرسة للأونروا وحكومية إلى جانب 8 جامعات وكليات، واستشهد عشرات التلاميذ و20 مدرساً وموظفاً إلى جانب آلاف التلاميذ الجرحى، وتمّ إشغال 25 مدرسة كمراكز إيواء للمهجّرين، والذين قدّر عددهم بمئة ألف على الأقل، وقد يضطرون للبقاء فيها بسبب فقدانهم بيوتهم بشكل كلي.
وفي خرق جديد للتهدئة استأنف العدو أمس عدوانه الغاشم على قطاع غزة، بعد فشل المحادثات غير المباشرة في القاهرة بين وفدي التفاوض، وفي وقتٍ استهدفت فيه طائرات الاحتلال أماكن متفرقة في القطاع، أعلنت المقاومة استشهاد زوجة وابن القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف في استهداف منزل عائلة الدلو بحي الشيخ رضوان.
وارتفعت حصيلة شهداء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، بالأمس، إلى 22 وعشرات الجرحى، في أعقاب استشهاد 19 مواطناً بينهم 8 من عائلة واحدة، وذكرت وزارة الصحة أن عدد الضحايا منذ بدء العدوان على غزة في السابع من الشهر الماضي ارتفع إلى 2039 ونحو 10300 جريح.
وأدى القصف الصهيوني على منزل عائلة الدلو إلى استشهاد وإصابة العشرات، حيث استهدفت قوات الاحتلال المنزل بخمسة صواريخ أدت إلى إحداث دمار كبير فيه وفي المنازل المجاورة وإلى احتراق عدد من الحافلات التي كانت متوقفة في المنطقة.
واستهدفت طائرات الاحتلال بصاروخ واحد على الأقل منزلاً لعائلة اللوح في جنوب شرق دير البلح ما أدى إلى تدميره على رؤوس ساكنيه، والشهداء هم رأفت اللوح وزوجته نبيلة الحامل في شهرها التاسع وأطفاله فرح وميسرة ومصطفى وشقيقه محمد، وتوعّدت كتائب المقاومة كيان الاحتلال بدفع الثمن باهظاً، وقالت: إن العدو بخرقه للتهدئة فتح على نفسه أبواب الجحيم.
وأعلنت فصائل المقاومة أن الاحتلال اتخذ إطلاق الصواريخ من غزة على المستوطنات ذريعة لاستهداف شخصيات كبيرة منها، وجرى سحب الوفد وإلغاء التهدئة، وكانت الجريمة الجديدة في بيت آل الدلو، وأكدت أنّ سلطات الاحتلال فرضت على الفلسطينيين الحرب مجدداً بعد فشل مفاوضات القاهرة في التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار، مضيفة: ليس أمامنا إلّا أن نواجهها وننتصر.
وأعلن رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة عزام الأحمد مغادرة الوفد فجر أمس العاصمة المصرية بعد إظهار حكومة الاحتلال الإسرائيلي عدم جديتها ورغبتها بالتوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار في القطاع، وقال الأحمد: إن إسرائيل تعمّدت إفشال المفاوضات عبر المماطلة، قبل أن تتخذ من إطلاق ثلاثة صواريخ ذريعة للتصعيد الميداني.
إلى ذلك، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أربعة منازل تعود لفلسطينيين في خربة الطويل القريبة من قرية عقربا جنوب شرق مدينة نابلس في الضفة الغربية، وذلك للمرة الخامسة على التوالي، ونقلت وكالة “صفا” الفلسطينية عن مصادر محلية من القرية قولها: إن قوات الاحتلال داهمت المكان مصطحبة معها جرافات عسكرية وشرعت بهدم المنازل، مشيرة إلى أن المنازل التي هدمت قديمة ولا يقل عمرها عن 150 عاماً، وقد هدمت عدة مرات سابقاً.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت أمس 15 فلسطينياً إثر عمليات دهم وتفتيش نفذتها في محافظات الخليل ونابلس وجنين وطوباس وبيت لحم في الضفة الغربية، بينهم طفل قاصر اعتقل من داخل المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة بحجة رشقه مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين بالحجارة. وردت المقاومة الفلسطينية على العدوان الإسرائيلي وقصفت مستوطنة بئيري بمجمع أشكول بقذيفتي هاون 120، ومستوطنة نتيف عتسراه المحاذية لشمال قطاع غزة بـ 6 صواريخ من طراز 107، وبئر السبع بثلاثة صواريخ غراد ومستوطنة ريعيم بصاروخي كاتيوشا وموقع نيريم والنقب وعسقلان بـ 5 صواريخ، كما قصفت مواقع كوسوفيم بـ 3 صواريخ 107، والنقب بصاروخي غراد ومستوطنات كفار عزة والعين الثالثة بـ 6 صواريخ ومستوطنة نتفوت بـ 4 صواريخ غراد، وأعلنت قصف محطة الغاز الإسرائيلية في عرض البحر قبالة سواحل غزة للمرة الأولى.
وقدرت وسائل إعلام صهيونية عدد الصواريخ التي سقطت على “إسرائيل” بـ 130 صاروخاً.
إلى ذلك حذّرت المقاومة شركات الطيران العالمية من الوصول إلى مطار “بن غوريون”، كما حذّر سكان ما يسمى بغلاف غزة والمدن القريبة من العودة إلى بيوتهم، وعلى من يظلّ منهم البقاء داخل الملاجئ والمناطق المحصّنة.