القوات العراقية تستعيد السيطرة على منطقة 18 كيلو غرب الرمادي معصوم: المشاورات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة تبشر بالخير
يتواصل تقدّم القوات المسلحة العراقية في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم ما يسمى بـ”دولة العراق والشام” الإرهابي في البلاد، ففي عمليات، الأمس، استعادت القوات الأمنية السيطرة على منطقة 18 كيلو غرب الرمادي بعد طرد مسلحي التنظيم منها، وقضت على العشرات منهم في مدن ومناطق متفرقة.
وقال قائد شرطة الأنبار اللواء الركن احمد الدليمي: إن قوات الشرطة يساندها مقاتلو العشائر تمكنوا من استعادة السيطرة على منطقة 18 كم، غرب الرمادي، وأضاف: إن القوات الأمنية قطعت جميع الإمدادات عبر الطريق السريع الدولي على عناصر داعش، مشيراً إلى أن هذا الطريق يربط العراق بدول الجوار، وهو الطريق الوحيد الذي يربط الأنبار بالمحافظات الشمالية وبغداد.
وقتل أكثر من 35 إرهابياً من تنظيم داعش وحرقت عجلات تابعة لهم بهجمات جوية بالتنسيق مع الاستخبارات العسكرية في الأنبار.
وشهدت محافظة الأنبار كذلك، مقتل ما يسمى أمير جماعة داعش في قضاء المقدادية شمال شرق بعقوبة واثنين من معاونيه بكمين أمني في القرى الشمالية للقضاء، وتدمير قوة من الجيش لثلاث عجلات لهم، فيما استولت على أسلحتهم شمال وجنوب الفلوجة.
وفي عمليات نوعية بالعاصمة بغداد، أعلنت قيادة عمليات المدينة، مقتل 36 إرهابياً للتنظيم المذكور وتدمير أوكار تابعة لهم في مناطق متفرقة من العاصمة.
وفي مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، أشارت آخر الأنباء الواردة إلى استعادة السيطرة على مبنى الحكومة المحلية ومنطقتي الديوم وشيشين إلى جانب انتشار القوات الأمنية في أسواق المدينة، وقال الفريق قاسم عطا الناطق باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة: إن أغلب متزعمي ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” هربوا باتجاه منطقة البوعجيل، مؤكداً أنه تمّ رفع العلم العراقي وسط تكريت، وتأمين طريق الخط السريع الاستراتيجي جنوب غربي المدينة.
إلى ذلك، قالت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين: إن قوات الجيش العراقي وقوات الحشد الوطني تتأهب لشن عملية عسكرية ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة التي تحاصر ناحية آمرلي التابعة لمحافظة صلاح الدين من أربع جهات.
واستنكر رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا، السياسة المزدوجة التمييزية التي بدت على نهج الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي في التعامل مع المحاصرين من أهالي آمرلي الذين مضى على حصارهم أكثر من سبعين يوماً من قبل تنظيم داعش الإرهابي.
كما أعلنت مصادر عسكرية عن بدء طيران الجيش عملية نوعية انطلاقاً من اربيل لتتجلى نتائجها سريعاً في ناحية القيارة الجنوبية ،عندما استهدفت ضربة جوية عراقية معقلاً للتنظيم الإرهابي أسفرت عن قتل وإصابة عدد كبير من عناصره، فيما كشف مصدر استخباري أن زعيم التنظيم المدعو أبو بكر البغدادي نجا من ضربة أميركية محققة على الحدود العراقية السورية.
تأتي العمليات العسكرية في وقت لا تزال تشهد فيه البلاد مفاوضات لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة، حيث وصف رئيس الجمهورية فؤاد معصوم المفاوضات والمشاورات الجارية بين الكتل السياسية لتشكيل الحكومة برئاسة رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي بأنها “تبشر بالخير”، وقال خلال لقائه في قصر السلام ببغداد 20 وفداً من تجمع عشائر الفرات الأوسط: إن الحكومة الجديدة ستكون ذات قاعدة واسعة، ولن يكون فيها أي تهميش لأي مكوّن، معرباً عن أمله في أن تعمل هذه الحكومة على تلبية متطلبات العراقيين بتقديم الخدمات ومكافحة الفساد.
وأشار إلى الوضع الأمني والعمليات العسكرية الجارية ضد تنظيم داعش، مضيفاً: إن الموازين انقلبت لصالح القوات العراقية التي تأخذ الآن زمام المبادرة، وأشاد بالدور التاريخي للعشائر العراقية منذ ثورة العشرين عندما كانت هذه العشائر موحّدة في موقفها ضد الاحتلال، مبيناً أن الاختلاف في الرأي لا يجب أن يؤدي إلى الانقسام بين العراقيين، وأن العشائر العراقية يجب أن تأخذ دورها في الإسهام بعملية بناء العراق.
في الأثناء، أعلن وزير الصناعة والتجارة التشيكي يان ملاديك أن بلاده يمكن أن تزود العراق بالدفعة الأولى من طائرات الـ 159 الحربية في غضون عدة أسابيع، وقال في تصريح له: إن الحكومة التشيكية ستيسر عملية البيع من خلال إصدار رخصة تصدير السلاح وستدعمها من خلال تقديم قروض ومن خلال التأمين عليها.