أهالي القدم يبدؤون رحلة العودة: يداً واحدة ضد من يعتدي على الوطن إحكام السيطرة على بلدة عجيل المجاورة لمطار الطبقة والمناطق المحيطة بها
عودة الأمن والاستقرار إلى حي القدم في دمشق بجهود الجيش العربي السوري ولجان المصالحة الوطنية أثلج قلوب السوريين جميعاً وأعطى الأمل لمن هجروا من قراهم ومنازلهم بفعل إجرام المجموعات الإرهابية المسلحة بالعودة إليها بعد القضاء على الإرهابيين فيها وقرب زوال الغيمة التي أثقلت كاهل الشعب السوري جراء تآمر الأعراب والأغراب عليه.
في هذه الأثناء واصل جيشنا الباسل مهمته الوطنية في ملاحقة عصابات الغدر والتكفير ونفذ بالأمس سلسلة عمليات اتسمت بالسرعة والدقة في مختلف المناطق ملحقاً بها خسائر فادحة في العديد والعتاد. فيما أكد مصدر عسكري أنه لا صحة لما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول دخول الإرهابيين إلى مطار الطبقة العسكري في الرقة.
وقال المصدر إن وحدات الجيش والقوات المسلحة المدافعة عن المطار تمكنت من إحكام سيطرتها على بلدة عجيل المجاورة والمناطق المحيطة بها وقضت على أعداد كبيرة من الإرهابيين وصادرت ما بحوزتهم من أسلحة.
وفي ريف دمشق استهدفت وحدات من الجيش تجمعات للإرهابيين في الدرخبية ومزارع الحسينية وقضت على أعداد منهم ودمرت سيارتين بمن فيهما من إرهابيين على طريق وعرة زاكية مزارع خان الشيح.
وقضت وحدة من بواسل جيشنا على جميع الإرهابيين الذين كانوا متواجدين في مبنى شركة تاميكو لصناعة الأدوية والمزارع المحيطة بها شمال بلدة المليحة ودمرت لهم كمية من الأسلحة والذخيرة المتنوعة، كما أردت آخرين قتلى في عملية مركّزة في وادي عين ترما.
إلى ذلك تم تنفيذ عدة عمليات في عمق الغوطة الشرقية في بلدة زبدين ومزارع النشابية وأسفرت عن مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين وتدمير أسلحة رشاشة كانت بحوزتهم، بالتزامن مع ذلك تم تدمير أوكار وتجمعات للإرهابيين في عربين وزملكا وإيقاع العديد من الإرهابيين قتلى ومصابين.
وفي درعا وريفها أحبطت وحدات من الجيش محاولات إرهابيين التسلل من شرق مدينة داعل باتجاه إحدى النقاط العسكرية جنوب داعل ومحيط قرية نوى وأوقعت عدداً منهم قتلى ومصابين، واستهدفت وحدات أخرى تجمعات وأوكاراً للإرهابيين في محيط الغابة الوطنية في نوى ومحيط تل الجموع وخربة صنين وشرق حويشان الرابع في منطقة اللجاة وقضت على العديد منهم وأصابت آخرين فيما تم إيقاع أعداد من الإرهابيين قتلى ومصابين في الجمرك القديم وجنوب غربي مدينة درعا وتم تدمير أسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم.
وفي ريف حمص أحبطت وحدة من الجيش والقوات المسلحة محاولة إرهابيين التسلل من قريتي عنق الهوا ورحوم باتجاه قرية مكسر الحصان وأوقعت أعداداً منهم قتلى ومصابين ودمرت أسلحتهم وذخيرتهم، واستهدفت وحدات أخرى تجمعات الإرهابيين في قرى وبلدات تلدو وكفر لاها وتل دهب بالحولة وفي ديرفول بالرستن والسعن بتلبيسة وأردت أعداداً منهم قتلى وأصابت آخرين ودمرت أسلحتهم وذخيرتهم.
ودمرت وحدات من الجيش سيارة نقل تحمل عربة مصفحة بمن فيها من إرهابيين في قرية عرشونة وأوقعت إرهابيين قتلى ومصابين في قرية سلام غربي بريف المحافظة. إلى ذلك سقطت عدة قذائف هاون أطلقها إرهابيون على قرى مريمين والغور الغربية ومؤسسة المياه بتلدو وتلة العين بالقريتين في ريف تدمر دون وقوع خسائر تذكر.
وفي حلب وريفها استهدفت وحدات من جيشنا الباسل تجمعات الإرهابيين وأوكارهم في مناطق العويجة وسرجة كبيرة وبلاط والجديدة وخان العسل والكلاسة وكفر داعل ودوار الشعار وقضت على عدد منهم وأصابت آخرين ودمرت أسلحتهم وأدوات إجرامهم، ودمرت وحدات أخرى عدداً من السيارات التي يستخدمها الإرهابيون في جرائمهم بعضها مزود برشاشات ثقيلة في الليرمون وهنانو وأوقعت من بداخلها من إرهابيين قتلى ومصابين.
وفي ريف إدلب قضت وحدات من بواسل جيشنا على أعداد من الإرهابيين وأصابت آخرين أثناء استهدافها لأوكارهم وتجمعاتهم في محيط بلدة سبيرو بجسر الشغور وقميناس والبراغيتي والمستريحة ودمرت أسلحتهم وذخيرتهم. كما دمرت عدة أوكار للإرهابيين ومستودعاً للذخيرة والأسلحة على طريق إدلب حارم وقضت على أعداد منهم كما استهدفت تجمعات للإرهابيين في بزيت وبالس وغرب أبو الظهور وحميمات الداير وأوقعت العديد منهم قتلى ومصابين.
وفي دير الزور قضت وحدات من الجيش والقوات المسلحة على أعداد من الإرهابيين المنتمين إلى ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي في أحياء الرشدية والحويقة والصناعة والشيخ ياسين والجبيلة وعلى جسر السياسية في مدينة دير الزور.
من جهة أخرى قام إرهابيون من تنظيم ما يسمى “دولة العراق والشام” الإرهابي بقتل مواطنين اثنين في قرية الحصان بريف دير الزور الغربي. وذكر شهود عيان أن عناصر التنظيم الإرهابي المذكور قاموا بإعدام المواطنين مهران عبد الكريم الجرو ومحمود ناصر فشاكي رمياً بالرصاص وصلبهما في ساحة القرية. وفي السياق ذاته أفاد شهود عيان من بلدة موحسن بريف المحافظة الشرقي بأن إرهابيين من التنظيم الإرهابي نفسه أقدموا على إعدام مواطن بإطلاق النار على رأسه في ساحة البلدة.
أهالي القدم يتفقدون منازلهم
في هذه الأثناء عادت عشرات العائلات أمس إلى منطقة القدم لتفقد منازلها كخطوة أولى من تنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية مهد لها إدخال ورشات الصيانة في المحافظة وفتح العديد من الطرقات كما تم توزيع نحو 300 سلة غذائية مقدمة من الجيش العربي السوري للأهالي.
وعبر العديد من الأهالي عن ارتياحهم الكبير لعودتهم إلى أحيائهم ومنازلهم وأملهم بإتمام الاتفاق بما يمكن من العودة إلى منازلهم بصورة آمنة وبشكل دائم في جو من الأمن والاستقرار واللحمة الوطنية.
وأعربت ناديا موشلي التي أمضت ثلاثين عاماً في منزلها بحارة الجورة قبل أن تتركه مرغمة عن سعادتها لكونها ستراه مجدداً ولأول مرة بعد ثلاث سنوات من التهجير والتنقل من مكان إلى آخر وقالت نريد عودة الأمن إلى منطقة القدم وكل مكان في سورية وأن نكون يداً واحدة ضد كل من اعتدى على البلد وساهم في تخريبها .. لا يهمني منزلي بل فقط عودة الأمن والسلام.
بدورها صبحة الحسن التي اكتوت من التهجير وعاشت ظروفا صعبة مع عائلتها بعد أن غادرت منزلها في منطقة القدم قالت ما أشبه اليوم بفرحة العيد لأنني تمكنت من العودة إلى منزلي في جو من الأمن والسلام.
أسماء الهيلة طالبة ثالث ثانوي قالت وقد أربكتها الفرحة لعودتها إلى حارتها أتمنى أن نرجع كما كنا من قبل جيراناً وأهلاً وترجع الفرحة لقلوبنا بعدما افتقدناها طويلاً.
وأشار أبو حمزة أحد أعضاء لجنة المصالحة الوطنية إلى أن التعاطي بإيجابية من الجهات المعنية بعملية المصالحة الوطنية هو ما ساعد في بناء جسور الثقة بين الجميع وأن سورية تتسع لجميع أبنائها الذين يريدون لها الخير وأن إنجاز المصالحة سيتم بأقرب وقت بوجود الإرادة الصادقة لتطبيقها. وبالتزامن واصلت ورشات محافظة دمشق لليوم الثالث على التوالي عمليات فتح الطرقات وإزالة الأتربة والأنقاض من أجل إعادة تأهيل البنى التحتية التي تعرضت للتخريب وإعادة كل الخدمات الأساسية لأحياء القدم.
تحرير مواطنتين من حي الوعر بحمص
من جهة ثانية وبجهود الوجهاء في محافظة حمص تم أمس تحرير مواطنتين بعد اختطافهما من منزليهما في حي الوعر من قبل إرهابيين في الحي لأكثر من شهرين.
وأكد محافظ حمص طلال البرازي أن العمل مستمر لتحقيق كل ما من شأنه إعادة الاستقرار لكل أحياء حمص لافتاً إلى أن عملية التحرير تأتي ضمن سلسلة من الانفراجات في ملف المخطوفين متمنياً أن تثمر الجهود في الأيام القادمة مزيداً من النجاح لتحرير المزيد من المخطوفين. وكان إرهابيون في حي الوعر اعتدوا على منزلي المواطنتين ميرفت عودة ومها سنبل واختطفوهما وسرقوا كل ما تملكانه من مصاغ ذهبي وأموال. ولفتت المحررتان إلى الظروف القاسية التي تعرضتا لها ومعاناتهما طيلة فترة اختطافهما موجهتين الشكر لكل من ساهم في تحريرهما.
هولاند يقر بدعم الإرهاب في سورية
وفي سياق آخر أقر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بشكل علني بأن بلاده سلمت قبل أشهر أسلحة إلى التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية. ووفقاً لمراقبين ومتابعين فإن هذا الاعتراف من قبل الرئيس الفرنسي وإن كان متأخراً يأتي ليؤكد الحقيقة التي باتت واضحة بخصوص الدعم والتمويل والتسليح الذي تقدمه الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إضافة إلى عملائها في المنطقة وفي مقدمتهم حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بزعامة رجب طيب أردوغان وممالك ومشيخات خليجية للتنظيمات الإرهابية المسلحة التي نشرت القتل والدمار في سورية على مدى الأعوام الثلاثة الماضية.