“البحوث” تدافع عن جودة الأصناف وتتهم “الإرشاد” بالتقصير فروخ: 83% خطة القمح المنفذة والتواصل مع البحوث إدارياً فقط والتنسيق طموح
رغم استنباط أصناف جديدة من القمح بين (قاسٍ، وطري) ذات جودة وإنتاجية عالية ومقاومة للجفاف والأمراض من قبيل الصدأ الأصفر، إلا أن الواقع الزراعي يثبت استمرار تدني الإنتاج والإنتاجية ليس خلال الموسم الماضي فقط بل خلال الأعوام الماضية.
ومع أن “البحوث العلمية الزراعية” تؤكد أن التوصل إلى أصناف جديدة من القمح المقاوم للجفاف يستغرق وقتاً وجهداً عبر التحليل والتجربة في أكثر من 18 موقعاً في جميع المحافظات قبل أن يوزع على الفلاح، إلا أن شكوكاً عديدة تواجهها وزارة الزراعة وبحوثها العلمية من الفلاحين والمزارعين، حيث يكمن الخلل حسب العديد من الخبراء في عدم تطبيق الحزمة التكنولوجية من المزارعين التي تشمل مواعيد الزراعة، وكمية البذار للدونم، وإضافة السماد بالكميات المناسبة والوقت المناسب والري بمواعيده ورش المبيدات، فالفلاح يريد تحقيق الإنتاج الكبير بأقل التكاليف، في ظل تربة استنزفت بسبب الزراعات المتكررة ما يوجب تحليل التربة لمعرفة ما تحتاج إليه علماً أن التحليل يتم مجاناً.
ويؤكد من التقيناهم من خبراء “البحوث الزراعية” أن انخفاض إنتاج دونم القمح يعود إلى تقصير الإرشاد الزراعي الذي يظهر واضحاً بسبب الفجوة بين البحوث الزراعية والفلاح، ما دفع رلى المطالبة بإنشاء إرشاد بحثي تابع لمركز البحوث مهمّته نقل الفكرة إلى الفلاح لتطبيقها بالطرق والأساليب الصحيحة.
من جهته يرى مدير الإرشاد الزراعي جمال فروخ في معرض حديثه عن هذا الموضوع، أنه تم تنفيذ 83% من خطة القمح الزراعية بفضل نشاط الوحدات الإرشادية، ولكن نتيجة الظروف والجفاف الذي حصل انخفضت إنتاجية المساحة البعلية التي تشكل نصف مساحة الخطة الزراعية، بالتوازي مع عدم وصول الأسمدة إلى أغلب المناطق بسبب الظروف الراهنة، حيث يوجد 113 وحدة داعمة وستة آلاف مهندس ومهندسة و187 وحدة إرشادية موزعة على جميع القرى، والمعدل الوسطي لكل وحدة إرشادية أربع مهندسين، وتحوي الوحدات الإرشادية مهندسين متخصصين حسب منطقة الزراعة.
ويشير فروخ إلى أن المهندسين قاموا بالتواصل مع الفلاحين سواء عن طريق الاتصال الشخصي أو الندوات أم عن طريق مدارس المزارعين والحقول الإرشادية وحثهم على تطبيق الخطة الزراعية بشكل مستمر كما يقومون بالتجريب على مناطق الزراعة والتأكد منها إضافة إلى التحري عن الإصابات الحشرية والمرضية، أما عن مقترح البحوث بإنشاء إرشاد بحثي فقال فروخ: يوجد مديرية إرشاد متكاملة تقوم على نقل التقانة من البحوث العلمية الزراعية إلى الفلاحين والمربّين والإرشاد هو صلة الوصل مع كل المربّين والفلاحين، ويتساءل مدير الإرشاد الزراعي هل البحوث العلمية قادرة على التواصل مع جميع المزارعين في القرى؟!، إلا أنه طالب البحوث بموافاة الإرشاد بكل الأبحاث لإيصالها إلى المزارعين وكذلك التعاون والتنسيق مع المراكز البحثية في المحافظات والتواصل مع الوحدات الداعمة شهرياً والعكس، ومشاركة الباحثين في الندوات والبيانات الحقلية لإغناء المعلومات على أرض الواقع.
والدراسة الفعلية لتكلفة دونم القمح حسب أحد فلاحي حماة تبلغ لدونم قمح البعل 10350 ليرة بينما دونم السقي يكلف 13750 ليرة، وتقدير وزارة الزراعة لتكلفة دونم قمح البعل 5 آلاف ليرة في حين تكلفة دونم القمح المروي 13690 ليرة.
دمشق – فداء شاهين