الكيان الصهيوني يعيش كابوس "الفشل الاستراتيجي" فلسطين انتصرت بصمود شعبها.. ومقاومتها فرضت على العدو شروط التهدئة المرصد الأورومتوسطي يدعو لمحاكمة قادة الاحتلال: استهداف ممنهج للمنازل والجمعيات الخيرية
فلسطين انتصرت، قال الاحتلال: يجب نزع سلاح المقاومة، وبقي السلاح. فلسطين صمدت، رغم خذلان دول “الاعتلال العربي” وهوان “الجامعة”، وانتصرت، لأن المقاومة الشامخة واجهت وتحدّت رغم أنف عرب “الربيع”، الفاشل والأسود والدموي، الذين خذلوا المقاومة وفلسطين، وقصفت عمق الاحتلال، وبثت الرّعب في قلوب المغتصبين.
فلسطين انتصرت، كيف لا، والاحتلال أخفق في تحقيق أهداف عدوانه، قال الاحتلال: سنسحق المقاومة، فبقي المقاومون، وبقيت المقاومة.. توعّد الاحتلال بتصفية القادة، ووقف الصواريخ، وتدمير الأنفاق، فأخفق شر إخفاق.. قصف ونسف ودمّر وقتل، لكن الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج صمد رغم الإرهاب الصهيوني، وانتفض وناصر.
فلسطين انتصرت، وعادت بوصلة الأمة إلى اتجاهها الصحيح، بعد أن حرّفها سياسيو المال وعلماء الفتنة وإعلام التزوير.
غزة والقدس وجميع مدن الضفة الغربية احتفلت ابتهاجا بالنصر، وشددت القوى الشعبية الفلسطينية على أن المقاومة الفلسطينية أثبتت أن الرهان عليها كان في محله، وتوّجت لقوى المقاومة بالقول: “لقد صنعتم المعجزة وأذهلتم العالم وأفقدتم العدو صوابه”، وأضافت: “المقاومة قالت للعالم كله: إن فلسطين غير قابلة للنسيان، والجريمة التي ارتكبت بحقها غير قابلة للغفران”،رئيسة حزب ميرتس وصفت عملية “الجرف الصلب” بـ”الفشل الإستراتيجي لإسرائيل”، فيما علق أحد وزراء الاحتلال على اتفاق التهدئة بالقول: “هذا ليس اتفاق، هذا عار”.
ورأت فصائل المقاومة أن دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ انتصار لصمودها في وجه آلة الحرب الإسرائيلية، إذ أكدت على لسان أحد قيادييها “أن المفاوضات انتهت وصولاً إلى التفاهمات التي تتوّج صمود شعبنا ونصر مقاومتنا”، وأضاف: انتصرنا حينما دمرنا هيبة الردع الإسرائيلية وأسطورة الجيش الذي لا يقهر.. “إسرائيل” لم تستطع الدفاع عن مواطنيها واضطرت لإجلائهم من مستوطنات غلاف غزة، وأشار إلى أن المقاومة أعلنت عن قتل جنديين في اللحظات الأخيرة قبل إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، لافتاً إلى أن الإعلان عن تشكيل لجنة تحقيق إسرائيلية في إخفاقات الحرب “يعني فشل الإسرائيليين”، وأكد أن المقاومة ضربت المحتل في العمق ليثبت فشله، وأن قيمة هذا الإنجاز بأنه يمهد الطريق لتحرير القدس وفلسطين، وقال: “بتنا أكثر يقيناً بأننا أقرب إلى القدس”.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان: إن الاتفاق ينصّ على وقف إطلاق النار الشامل والمتبادل، بالتزامن مع فتح المعابر، وأوضح أن الاتفاق يسمح بالصيد البحري انطلاقاً من 6 ميل بحري، وعلى استمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الموضوعات الأخرى خلال شهر.
رئيسة حزب ميرتس وصفت عملية “الجرف الصلب” بـ”الفشل الإستراتيجي لإسرائيل”، فيما علق أحد وزراء الاحتلال على اتفاق التهدئة بالقول: “هذا ليس اتفاق، هذا عار”.
واعتبر الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح أن الحرب لم تنته بعد وقد تستمر بأدوات وبأشكال مختلفة، وأضاف في مؤتمر صحفي: “يجب أن ننتبه إلى سلوك العدو ونراقبه بحذر شديد”، ودعا الجميع إلى تصويب المسار وحسم الخيار باحتضان المقاومة، معلناً أن لا مكان للمفاوضات بعد الآن، واتفاق أوسلو اللعين انتهى، وقال: ما فعلته المقاومة في غزة يجب أن يتمّ تصديره إلى الضفة الغربية في أسرع وقت ممكن، وطمأن الجميع أن سلاح المقاومة وقدراتها العسكرية نقطة لم نسمح أن تكون على طاولة المفاوضات، وشدد على أن استراتيجية المقاومة قائمة على تثبيت ما تم إنجازه في هذه الجولة، لافتاً إلى أن المقاومة في هذه المعركة أجبرت الإسرائيليين على مغادرة مستوطنات غلاف غزة، واعتبر أنه من سوء حظ الشعب الفلسطيني أنه يحقق أعظم انتصار في تاريخ نضاله في أسوء مرحلة تمر بها المنطقة، وقال: اليوم فلسطين تصوب البوصلة، وتقول: إن هناك جبهة واحدة ليصطف بها الجميع ويواجه العدو.
وكانت الساعات الأخيرة قبل إعلان التهدئة قد شهدت تصعيداً كبيراً، إذ قصفت فصائل المقاومة المدن والمستوطنات الإسرائيلية من حيفا مروراً بتل أبيب وحتى غلاف غزة، رداً على الاعتداءات الصهيونية، والتي طالت الأبراج السكنية في القطاع، “برج المجمع الإيطالي وسط غزة الذي يتكوّن من 13 طابقاً ويضم نحو 50 شقة سكنية إلى جانب عشرات المحلات التجارية ومكتب مؤسسات محلية”، في جريمة تضاف إلى جرائم العدو.
وفي سياق متصل أكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن قوات الاحتلال أبادت عائلات بأكملها من المدنيين في عدوانها المستمر على قطاع غزة، وأشار إلى أن الأوضاع الإنسانية للسكان المدنيين في قطاع غزة والناجمة عن العدوان الحربي الإسرائيلي منذ الثامن من الشهر الماضي تدهورت بشكل كبير، كما أن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية لنحو 1.8 مليون من السكان المدنيين تدهورت بسبب العمليات الحربية لقوات الاحتلال، التي تمس حياة السكان وأمنهم وسلامتهم وقدرتهم على الوصول للاحتياجات الإنسانية الضرورية وتنتهك حقهم في التمتع بمستوى معيشي ملائم بما في ذلك الحصول على الغذاء والدواء والمياه.
وجاء في التقرير أن قوات الاحتلال دمرت 922 منزلاً مستهدفاً بشكل مباشر تدميراً كلياً عبر قصفها بالطائرات الحربية، فضلاً عن تدمير آلاف المنازل عبر العمليات الجوية والبرية للقوات المحتلة في القطاع منذ بدء العدوان.
كما أعلن المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية “مدى”، أمس، أن عدد الصحافيين الذين استشهدوا خلال العدوان الأخير على قطاع غزة بلغ 17 صحافياً، مؤكداً وجود استهداف واضح من جيش الاحتلال للصحافيين نسبةً إلى الارتفاع الكبير في أعداد الشهداء والجرحى بصفوفهم، وآخرها استشهاد الصحافي عبد الله مرتجى.
ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى محاكمة كيان الاحتلال على انتهاكاته الصارخة، وذكر أن القوات الإسرائيلية دمرت 141 منزلاً 39 منها دمرت بشكل كامل و102 أخرى دمرت بشكل جزئي، وبذلك ترتفع حصيلة البيوت المهدمة منذ بدء الهجمة إلى 16002 منها 2358 منزلاً دمرت بشكل كلي و13644 منزلاً دمرت بشكل جزئي إضافة إلى عشرات الآلاف من المنازل التي لحقت بها أضرار، كما دمّر طيران الاحتلال 7 مساجد، دمر أربعة منها بشكل كلي، وثلاثة بشكل جزئي، ويرتفع بذلك عدد المساجد المستهدفة منذ بدء الهجوم إلى 169 مسجداً، دمّر61 منها بشكل كلي، إضافة إلى استهدافه جمعيتين خيريتين، ليرتفع بذلك عدد الجمعيات الخيرية المستهدفة إلى 31 جمعية تقدّم خدمات لما يزيد عن مئتي ألف شخص.