الصفحة الاولىمن الاولى

بغداد تُطالب "حقوق الإنسان" بالتحقيق في جرائم "داعش" في سورية والعراق بـعـد آمـرلـي.. الـقـوات الأمـنـيـة تـسـتعيد الـسـيـطرة الكـامـلـة على سليمان بيك

بعد فك الحصار عن آمرلي في قضاء الطوز تمكنت القوات المسلحة العراقية، أمس، في عمليات نوعية من استعادة السيطرة على ناحية سليمان بيك شرقي تكريت بالكامل وطرد مسلحي تنظيم “داعش” منها وتكبيدهم خسائر فادحة.
وقال المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان: إن قوات النخبة التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب تمكنت من تطهير ناحية سليمان بيك بالكامل، مشيراً إلى أنها رفعت العلم العراقي فوق مبنى الناحية، الذي كان يمثل العقبة الكبرى أمام تطهير المناطق المحيطة بناحية آمرلي، وأضاف: تمكنت خلال العمليات من قتل 25 شيشانياً كانوا يقاتلون في صفوف تنظيم داعش في ناحية سليمان التابعة لقضاء الطوز، مبيناً أن من بين القتلى 10 قناصين كانوا يتمركزون في الناحية.
وكان قائم مقام قضاء طوزخورماتو شلال عبدول أكد أن قوة مشتركة من الحشد الشعبي والقوات الأمنية اشتبكت مع الإرهابيين، لافتاً إلى أن الاشتباك أسفر عن مقتل عدد من الإرهابيين، بينه “والي داعش” المدعو مصعب محمود عبد العزيز، الملقب بـ “أبو طيبة”، ومساعده، الذي يحمل جنسية عربية.
ومازالت المعارك مستمرة بين القوات العراقية ومسلحي داعش لطردهم من باقي القرى المحيطة بمدينة آمرلي، وأكد مصدر أمني، وهو على مشارف المدينة، أن الطريق باتت سالكة إلى آمرلي، فيما قالت وزارة الدفاع العراقية: إن الحشد الشعبي، وبالتعاون مع الاستخبارات العسكرية، تمكنوا من قتل 65 من داعش بينهم قياديون، وأسروا 27 آخرين، وتمّ الاستيلاء أيضاً على 13 سيارة مختلفة للتنظيم.
وتمكنت القوات الأمنية والحشد الشعبي، الأحد، في عملية منسقة من فك الحصار عن ناحية آمرلي المحاصرة من قبل داعش منذ أكثر من شهرين بعد أن قتلت عدداً كبيراً من الدواعش وهروب ما تبقى منهم.
كما تمكنت القوات العراقية من قتل “أمير قاطع الرصافة” المكنى أبي أيسر فيما يُسمى ولاية بغداد بتنظيم داعش، وذلك في عملية أمنية، مؤكدة أنه مسؤول عن جرائم إرهابية في مناطق عديدة من العاصمة بغداد، وقال العميد سعد معن المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد: إن قوة من استخبارات الشرطة الاتحادية تمكنت من قتل الإرهابي أبي أيسر، وأضاف: إنه بفضل المعلومات المتوافرة والتحقيقات والتحرك السريع قامت قوة أمنية بتطويق ومداهمة المنزل الذي يسكنه الإرهابي، موضحاً أن القوة تمكنت من قتله بعد أن حاول تفجير نفسه بحزام ناسف كان يرتديه.
يأتي ذلك في وقت  طالبت فيه الحكومة العراقية، مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالتحقيق في الجرائم التي ارتكبها داعش ضد المدنيين في جميع أنحاء شمال شرق سورية وشمال وغرب العراق، وقدّم العراق خلال الجلسة الـ 22 لمجلس حقوق الإنسان، المؤلف من 47 دولة حول الحالة في العراق، مشروع قرار يطالب بتشكيل بعثة تابعة للأمم المتحدة لتقصي الحقائق من أجل التحقيق في الانتهاكات التي يقوم بها تنظيم داعش.
وركزت الجلسة على التهديد الذي يمثله التنظيم الإرهابي المذكور، الذي بات يسيطر على مدن وبلدات ومساحات شاسعة من الأراضي، وارتكب عدداً من المجازر.
وقال وزير حقوق الإنسان العراقي محمد شياع السوداني: إن بلاده تحتاج  إلى دعم العالم لأن تنظيم داعش الإرهابي ليس ظاهرة عراقية بل هو تنظيم عابر للحدود يشكل خطراً داهماً لجميع دول العالم، مضيفاً: يجب كبح حركتهم وتجميد ومصادرة الأصول الخاصة بهم وتدمير قدراتهم العسكرية.
وانتقدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم صمت الدول، التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، طيلة شهرين كاملين إزاء كارثة محاصرة الآلاف من المواطنين الأبرياء في مدينة آمرلي، ووصفت في تصريح مقاومة الأهالي في المدينة بأنها رمز لانتصار الشعب العراقي في التصدي للإرهابيين التكفيريين وفضح لمدعي حقوق الإنسان، مؤكدة أن الانتصار في آمرلي سيعزز من معنويات العراقيين الذين سيصنعون انتصارات أكبر في التصدي للإرهابيين وحماتهم.
سياسياً، أكد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم أن المشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة شهدت تقدماً ملموساً، مشيراً إلى أن الإعلان عنها بات قريباً، وشدد على أن الأولوية بعد تشكيل الحكومة ستكون للتركيز على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، موضحاً أن ثمة قناعة كاملة لدى الأطراف السياسية بأنه لا بد من أن نعيد للعراق علاقاته مع دول المنطقة والدول العربية ودول العالم لأنه من الصعوبة بمكان أن نعتمد فقط على أنفسنا لمحاربة هذه المجموعات المسلحة، وأكد ضرورة بناء تحالف واسع لمحاربة المجموعات المسلحة في العراق، التي تشكل تهديداً للأمن الإقليمي والدولي.
الأمم المتحدة تقرر إرسال بعثة إلى العراق للتحقيق في جرائم “داعش”
يأتي ذلك فيما أصدر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قراراً بإرسال بعثة إلى العراق للتحقيق في جرائم تنظيم “داعش” المتطرف، ويشير نص القرار، الذي صدر بإجماع الدول الـ45 الأعضاء فيه، إلى أن على البعثة تحديد جميع ملابسات الانتهاكات المرتكبة من أجل محاسبة المسؤولين عنها أمام العدالة، وشدد على أن الطابع العابر للحدود لهذا التنظيم والمجموعات الإرهابية المتصلة به “يهدد المنطقة بأسرها”، داعياً المجتمع الدولي إلى تقديم مساعدة فعالة للحكومة العراقية في صدّ التهديد الإرهابي وحماية المدنيين، وكذلك إلى المساهمة في تقديم مساعدات إنسانية للمتضررين.
وفي وقت سابق، قالت نائب مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان فلافيا بانسيري: إن مسلحي تنظيم “داعش” يرتكبون جرائم في العراق يمكن وصفها بجرائم ضد الإنسانية.