العدو يخرق "الهدنة".. ونتنياهو يماطل في تنفيذ بنود اتفاق القاهرة مسيرة حاشدة في غزة: سلاح المقاومة سيبقى.. وكل محاولات نزعه ستفشل
خرقت بحرية العدو الصهيوني اتفاق الهدنة الموقع مع فصائل المقاومة الفلسطينية، بإطلاق نيران رشاشاتها صوب قوارب الصيادين قبالة بحر رفح جنوب قطاع غزة، وأسلحته تجاه أراضي المزارعين شرق مدينة خان يونس، فيما أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن اتصالات جارية تقوم فيها القاهرة حالياً مع الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل تحديد يوم محدد لاستئناف جولات المفاوضات، وأوضح أن هذه الاتصالات تصطدم بتعنت إسرائيلي من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلية، مبيناً أن أولى الملفات التي ستجري مناقشتها: ملف الميناء والمطار والأسرى والجثامين، ولكن في ضوء الخروقات الإسرائيلية المتكررة وتنصّل إسرائيل من الالتزام ببنود الاتفاق، فإنه من الضروري إعادة مناقشة الآليات الكفيلة بضمان فتح المعابر وإدخال مواد البناء وفك الحصار، وإعادة الإعمار.
في الأثناء، نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أمس، مسيرة في غزة بمشاركة المئات من أنصارها احتفالاً بانتصار المقاومة الفلسطينية، ودعت خلال المسيرة إلى تعزيز الوحدة الوطنية وعدم العودة إلى مربع الانقسام في ظل وجود مؤشرات قد تعيدنا إلى الفئوية والحزبية، كما دعا القيادي في الجبهة كايد الغول إلى الاعتماد على دماء الشهداء وصمود الشعب الفلسطيني في غزة في السير باتجاه إنجاز الوحدة الوطنية على أساس الشراكة الوطنية وبرنامج سياسي يؤكد حقوق الشعب الفلسطيني.
وطالب الغول بإعادة الاعتبار إلى القضية الفلسطينية وحماية المقاومة المسلحة وعدم السماح بنزع سلاحها وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني وعدم تكريسها، فيما أكد القيادي في الجبهة هاني ثوابتة أن المسيرة اليوم تأتي في إطار رسائل توجهها الجبهة الشعبية للشعب الفلسطيني على صموده الأسطوري في وجه العدوان على مدار واحد وخمسين يوماً واحتضانه المقاومة، ورسالة إلى الذين وقفوا إلى جانب الشعب الفلسطيني ومثلوا سنداً له، وخصّ بالذكر محور المقاومة ودول أميركا اللاتينية، ولفت إلى أن المقاومة لم تنته وستستمر، مشدداً على أن المقاومة ستقف إلى جانب شعبها في إعادة الإعمار، داعياً الحكومة وفصائل العمل الوطني إلى أن يعملوا بمسؤولية تجاه أبناء الشعب الفلسطيني.
وقال القيادي في الجبهة جميل مزهر: إن دم الشهداء عمّد طريق النصر الآتي من دون محالة، موضحاً أن طريق المقاومة هو الطريق الوحيد لينسحب الاحتلال المجرم عن كل أراضي فلسطين، وتوجّه للمقاومين بالقول: “سلاحكم سيبقى موجهاً إلى صدور الاحتلال، ولن يستطيع أحد نزعه، وكل محاولات نزعه ستفشل”.
ولفت إلى أن “تقهقر الاحتلال وفشله في تحقيق أهدافه هما نتيجة صمود الشعب الفلسطيني وعمليات المقاومة وتصديها للاحتلال”، معتبراً أن “غزة خاضت المعركة باعتبارها معركة الشعب الفلسطيني في كل مكان”.
وفي دمشق، أكد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين أن قضية فلسطين ستبقى القضية المركزية لأمتنا، وأن الشعب السوري يلتحم مع الشعب الفلسطيني في قضية واحدة ومصير مشترك، وقال خلال لقائه أمس السفير أنور عبد الهادي مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية: إن القضية الفلسطينية هي قضية الشعب السوري، وسورية مع فلسطين، وهذا موقف استراتيجي، موجهاً التحية للموقف الحكيم للفلسطينيين في مواجهة وإفشال العدوان الإسرائيلي، وأكد أن الحرب لم تكن على فصيل فلسطيني وإنما على الشعب الفلسطيني بأكمله، وأن الذي انتصر هو الشعب وليس فصيلاً يحاول الاستئثار بالنصر وكأنه المقاوم الوحيد.
وعرض عبد الهادي آخر التطورات وفق بنود اتفاق الهدنة الأخير، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني انتصر بصموده ووحدته ومقاومته وشهدائه، وشرح جهود الرئيس عباس للضغط المستمر على المجتمع الدولي ومجلس الأمن لتبقى القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، والعمل على إصدار قرار من مجلس الأمن يضع جدولاً زمنياً لإنهاء الاحتلال.
إلى ذلك، بحث وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية الدكتور علي حيدر مع عبد الهادي واقع المخيمات الفلسطينية والاحتياجات الأساسية التي تقدّمها الحكومة السورية للأهالي المقيمين فيها، من سوريين وفلسطينيين، وخاصة مخيم اليرموك، وأشار الجانبان إلى الدور المعطل التي تقوم به التنظيمات الإرهابية المسلحة في إعاقة إيصال الاحتياجات الأساسية للأهالي في مخيم اليرموك إلى جانب تعطيلها مشروع المصالحات المحلية فيه.
وأكد حيدر أن سورية تتعرض اليوم لمؤامرة كونية حيكت ضدها نتيجة وقوفها إلى جانب الشعب العربي الفلسطيني وقضيته العادلة في جميع مراحلها، في حين لفت عبد الهادي إلى أن خروج سورية من الأزمة سيكون نصراً كبيراً للشعب العربي الفلسطيني وحقوقه المشروعة.