حقن مخدّرة إسرائيلية لرفع معنويات الإرهابيين المنهارة تطهير آخر معاقل "داعش" في ديالى.. وتأمين طريق بغداد كركوك
تمكنت القوات المسلحة العراقية، أمس، خلال عمليات نوعية من تطهير آخر معاقل جماعة ما يُسمى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي في ناحية العظيم، فيما أكدت تحرير منطقة البشير وقرية السلام وجميع الأحياء السكنية ضمن المحور الشمالي لناحية سليمان بيك في محافظة صلاح الدين.
وقال مصدر أمني في محافظة ديالى: إن قوة أمنية كبيرة من الجيش والشرطة المدعومة بالحشد الشعبي تمكنت من تطهير قرية سرحة، التابعة لمحافظة ديالى، والواقعة بين ناحيتي العظيم وسليمان بيك.
مبيناً أن هذه القرية تعدّ آخر معاقل داعش في المحافظة”، وأضاف: إن القوة نجحت بعد معارك عنيفة مع داعش بتحرير قرى المفتول الكبير والصغير والشكر وبئر الذهب، مشيراً إلى أن الجماعة تكبدت خسائر فادحة بالأرواح والمركبات، وأشار إلى أن القوات الأمنية تمكنت من تأمين الطريق الرابط بين بغداد وكركوك بشكل كامل، لافتاً إلى أن داعش تعاني من انهيار حقيقي في معنويات مسلحيها، وبدأت بالهروب من ساحة المعركة في العديد من القرى التي سيطرت عليها.
وأكد قائد شرطة محافظة ديالى اللواء الركن جميل الشمري أنه خلال العمليات في ناحية العظيم عثرت قوة أمنية مشتركة في داخل وكر لتنظيم داعش على حقن مخدرة إسرائيلية المنشأ كانت تُستخدم بكثافة من قبل عناصر التنظيم بسبب مفعولها القوي الذي يسلب العقول ويجعل المتعاطي أشبه بالآلة التي تُدار عن بعد، وقال: إن داعش استخدم الحقن لرفع معنويات عناصره في المعارك، إضافة إلى أن هناك معلومات تتحدّث بأنها تُعطى للانتحاريين قبل تنفيذهم العمليات، معتبراً أن “وجود حقن إسرائيلية في حوزة داعش تثير الكثير من علامات الاستفهام عن الجهات الداعمة للتنظيم”.
وكان مصدر أمني أفاد أن القوات العراقية بدأت بدخول مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين من ثلاثة محاور، مبيناً أن المحور الأول عبر جامعة تكريت، والثاني محور مدخل المستشفى القريب على مبنى المحافظة، والثالث من جهة منطقة الديوم غرب تكريت، مشيراً إلى مقتل 20 إرهابياً من التنظيم خلال الاشتباكات، وأوضح أن القوات الأمنية قتلت بإسناد مباشر من مدفعية الدبابات عناصر لداعش كانوا متمركزين في أحد القصور الرئاسية في منطقة وادي شيشين وسط المدينة.
من جهته، أكد كريم النوري عضو قيادة قوات الحشد الشعبي تطهير ناحية سليمان بيك من جميع جهاتها كاملة وتأمين الطريق الرابط بين كركوك وبغداد من عصابات داعش الإرهابية.
فيما قال قائم مقامية قضاء الخالص في محافظة ديالى: طرق الإمداد الرئيسية لداعش بين ديالى وصلاح الدين وصولاً إلى كركوك تقطعت بفضل جهود القوات الأمنية، مؤكداً هروب أكثر من 400 مسلح من تنظيم داعش من ناحيتي سليمان بيك وآمرلي باتجاه قضاء الحويجة عبر طرق وعرة بعد خسارتهم المعركة أمام القوات الأمنية المدعومة بالحشد الشعبي.
يُذكر أن القوات العراقية نجحت، الاثنين، في تطهير مركز ناحية سليمان بيك بالكامل، بعد يوم واحد على فك الحصار عن ناحية آمرلي.
كما أعلن الناطق باسم عمليات بغداد العميد سعد معن أن القوات العراقية، ومن خلال معلومة استخبارية دقيقة، تمكنت من تدمير أحد أوكار الإرهابيين وقتل ثمانية من العناصر الإرهابية الذين كانوا بداخله في منطقة خشم الذيب جنوب ناحية اللطيفية، فيما تمكنت من قتل ما يُسمى مفتي جنوب سامراء في داعش “أبو تمام السعودي” في اشتباكات شمال الضلوعية.
في الأثناء، أعلن النائب العراقي كاوة محمد أن رئاسة مجلس النواب العراقي قررت تأجيل جلسته للخميس، قائلاً: إن الجلسة ستكون مخصصة لمناقشة قضية قاعدة سبايكر العسكرية.
وكان ذوو ضحايا قاعدة سبايكر احتشدوا أمام بوابات المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد، مطالبين بمعرفة مصير أبنائهم المختطفين من قبل عصابات داعش، ومحاسبة القادة المقصرين بهذه الحادثة، ومن ثمّ قاموا باقتحام مبنى مجلس النواب.
يُشار إلى أن هذه المظاهرة هي الثانية لذوي ضحايا سبايكر أمام مجلس النواب، حيث جرت المظاهرة الأولى في 14 من آب الماضي، ووافق المجلس على أثرها بجلسته في 21 من الشهر ذاته على إدراج القضية على جدول أعمال جلسته.
وجريمة قاعدة سبايكر واحدة من أعنف الجرائم وأكثرها دموية، حيث أقدّم تنظيم داعش على إعدام المئات من طلبة قاعدة سبايكر شمال تكريت، عندما فرض سيطرته على الموصل في حزيران الماضي.
يأتي ذلك، فيما قالت منظمة العفو الدولية في تقرير نشر، في وقت سابق: إن التنظيم الإرهابي المذكور يشن “حملة تطهير عرقي ممنهجة” في شمال العراق، وينفذ إعدامات جماعية، مشيرة إلى أنها حصلت على شهادات مروّعة حول ارتكاب مسلحي التنظيم الإرهابي جرائم حرب، وخصوصاً إعدامات تعسفية جماعية وعمليات خطف تستهدف بشكل ممنهج العراقيين شمال البلاد، وأشار التقرير إلى اختطاف المئات، وربما الآلاف، من النساء والأطفال، إلى جانب عشرات الرجال، ونوّه إلى أن عدد القتلى في قريتي قينية وكوتشو فقط يصل إلى المئات، إذ أسر مسلحو “داعش” مجموعات من الرجال والصبية، بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 عاماً من القريتين، قبل أن يأخذونهم بعيداً ويطلقون عليهم النار.