هروب جماعي لـ"داعش" من صلاح الدين والموصل القوات العراقية تحرر سد العظيم ومنطقة البحيرات.. وتتقدم باتجاه شمال كركوك
واصلت القوات المسلحة العراقية تقدّمها في المناطق التي تنتشر فيها العصابات الإرهابية، وتمكنت خلال معارك، أمس، من تحرير منطقة البحيرات شمال بابل بالكامل من سيطرة تنظيم “داعش”، فيما طهرت وبمساندة سرايا الدفاع الشعبي سد العظيم والمناطق المحيطة به وقتلت ما يسمى بالقائد العسكري للتنظيم في محافظة ديالى.
وقال عضو مجلس محافظة بابل علي فرحان: إن منطقة البحيرات، وبعد أن كانت تستغل في زرع العبوات وعمليات القنص، إضافة إلى أنها جزء من منطقة جرف الصخر التي أعاقت القوات العراقية من الوصول إليها من خلال تفجير عبوات وعمليات قنص، تحررت من الإرهاب بالكامل، مضيفاً: إن القوات الأمنية وبعد تحريرها لمنطقة البحيرات نصبت نقاطاً ثابتة ومتحرّكة لتأمين المنطقة وبسط سيطرتها على الأرض.
كما تمكنت القوات العراقية في محافظة الأنبار من استعادة السيطرة على منطقة الحامضية شرقي الرمادي، وقالت وزارة الداخلية: إن عملية السيطرة تمّت بعد معارك قوية مع عناصر داعش الإرهابية، وأسفرت عن مقتل 13 منهم وإحراق تسع عجلات كانوا يستخدمونها، مضيفاً: إنه تمّ ضبط نصف طن من الأسلحة والذخيرة كانت تستخدمها العناصر الإجرامية في المنطقة بعد أن تركتها وهربت.
وشهدت الأنبار تدمير أربعة معابر للإرهابيين في منطقة عامرية الفلوجة، وتدمير وكرين في منطقة الضابطية، ومقتل 45 إرهابياً من داعش، من ضمنهم قيادي سعودي الجنسية.
كذلك تمكنت القوات المسلحة في عمليات نوعية بالعاصمة بغداد من قتل إرهابي يرتدي حزاماً ناسفاً، كما تمكّن الفوج الثالث من اللواء 22 من حرق ثلاثة أوكار للإرهابيين في منطقة الثائر، وقتلت أحد الإرهابيين أثناء محاولته التعرض للقوات الأمنية.
إلى ذلك أكد وزير النقل العراقي وقائد الحشد الشعبي الوطني هادي العامري أن القوات المسلحة وقوات الحشد الشعبي تواصل تقدّمها لتحرير تكريت والمناطق المحيطة بمحافظة كركوك، التي وقعت تحت هيمنة عصابات داعش، وقال من موقعه في ساحة العمليات: إن النصر الكبير الذي أنجزته القوات العراقية في تحرير آمرلي وست وخمسين قرية في صلاح الدين وديالى شكل حافزاً للاندفاع نحو تكريت وتطهير معظم مناطقها، وأضاف: إن القوات العراقية، وهي تتقدّم لتطهير شمال كركوك ألحقت هزائم كبرى بالعصابات الإرهابية في مناطق داقوق والعزيزية، وستواصل تقدّمها إلى مدينة الموصل، حيث ستكون المعركة الحاسمة ومقبرة تنظيم داعش الإرهابي الأكيدة، وأشار إلى هروب جماعي لإرهابيي داعش من تكريت بعد أن سيطرت قوات الجيش على شارع الأربعين وحي الزهور وسط المدينة.
وكان مصدر عسكري عراقي أوضح أنه قصف طيران الجيش موقعاً للتنظيم الإرهابي وسط المدينة في محافظة صلاح الدين أسفر عن مقتل أحد متزعمي التنظيم عبد الصمد عبد الكريم مهدي الملقب صمد الديز، والذي كان مشتركاً في تفجير مرقد ديني عام 2006.
في الأثناء، أكد رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي أن مجزرة سبايكر لن تمر دون معاقبة المجرمين والقصاص منهم، مشيراً إلى أنه سيتمّ الكشف عن الحقائق التي تتوصل إليها لجان التحقيق، والتي عليها إنهاء عملها بأسرع وقت، وشدد في بيان على ضرورة تعقب جميع المعلومات التي من شأنها المساعدة في معرفة مصير الضحايا، وعلى أهمية القيام بعمليات أمنية لتحرير كل المناطق من عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي، مبيناً أن الحكومة العراقية لن تقبل أن تُراق قطرة دم واحدة من أي عراقي دون عقاب ومحاسبة، وأنها ستبذل كل ما في وسعها للحفاظ على أمن العراقيين ودمائهم وكرامتهم.
وأكد رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي أن القوات الأمنية توصلت إلى معلومات عن المتورطين في جريمة سبايكر، مشيراً إلى أن القوات الأمنية قتلت عدداً منهم وستلاحق الآخرين، معلناً تشكيل لواء من سكان آمرلي سيسلح من أجل مسك الأرض وحماية الناحية بعد أن تم فك الحصار عنها، وقال في كلمته الأسبوعية: إن ما حصل من مجزرة في قاعدة سبايكر جريمة بشعة ساهم في ارتكابها عدد من أبناء المنطقة المحيطة بالقاعدة، مبيناً أن من بين الضحايا عسكريين ومدنيين لجؤوا إلى القاعدة نتيجة الأحداث التي مرت بها صلاح الدين وسقطوا بيد الإرهابيين، مشيراً إلى أن الجيش قتل عدداً من المجرمين وسيستمر بالعملية حتى النهاية، ولفت إلى أن الأيام المقبلة ستثبت أن العراق سيكون مقبرة داعش، لافتاً إلى أن مسلحي التنظيم بدؤوا يهربون من الموصل وكثير من مناطق العراق لأنهم رأوا غاية الجدية والإرادة والقوة.
وجريمة قاعدة سبايكر واحدة من أعنف الجرائم وأكثرها دموية، حيث أقدم “داعش” الإرهابي على إعدام المئات من طلبة قاعدة سبايكر شمال تكريت في حزيران الماضي.