الغرب الاستعماري يتذرع بمكافحة الإرهاب للعودة إلى المنطقة كاميرون يبشر بحرب طويلة الأمد.. نائب تشيكي: أمريكا تدرّب وتسلّح الإرهابيين بشكل منتظم
لا يختلف اثنان على أن الغرب المنافق كان له اليد الطولى في إيجاد تنظيم “داعش” الإرهابي من أجل توفير الحماية الأمنية للكيان الصهيوني وتأمين مصالحه في المنطقة. ومن مهازل الدهر أن الغرب وخاصة أميركا التي ساهمت بإيجاد التنظيمات الإرهابية باتت تشعر اليوم بخطرها الذي يهدد أمنها وباتت تدعو لتشكيل تحالفات دولية لضربها.
مجريات الأحداث تؤكد أن التنظيمات الإرهابية تسعى لتنفيذ مخططات وأهداف الغرب الاستعماري الذي يسعى لتحقيقها منذ سنوات لتقسيم الشرق الأوسط وبث الفتنة وإثارة العداوات بين مكونات شعوب المنطقة وتشويه صورة الإسلام، وبالتالي فإن تصريحات الحكومات الغربية الكثيرة لا تغني ولا تسمن من جوع ، ونسمع جعجعة ولا نرى طحيناً، فالأقوال كثيرة ولكن لا أفعال على أرض الواقع.
بالأمس قال كاميرون إنه لن يستبعد أي إجراء ضد تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي ولكن في الإطار الذي يحفظ مصالح بلاده، في حين أكدت إيران أن اتباع الغرب أساليب وسياسات عدائية تجاه بعض دول المنطقة أدت إلى تعزيز التطرف والعنف والإرهاب فيها.
فقد أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه لن يستبعد أي إجراء فيما يتعلق بعمل عسكري ضد تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي التابع لتنظيم القاعدة. وقال إن أي إجراء بما في ذلك الغارات الجوية يجب ألا يكون تدخلاً غربياً يتجاوز الدول المجاورة. وقال كاميرون رداً على سؤال عن احتمال اتخاذ إجراء عسكري “أنا بالتأكيد لا أستبعد أي شيء وينبغي أن نسعى وراء مصالحنا الوطنية” مشيراً إلى أن أهم شيء يجب اعتباره هو ألا يكون هذا تدخلاً غربياً يتجاوز الدول المجاورة ويؤثر في الآخرين.
وتابع: ليس هناك حل عسكري سهل وبسيط لكن الطريق صعب وطويل الأمد.
وفي طهران أكد قائد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي أن إيجاد التنظيمات الإرهابية كالقاعدة و”داعش” دليل على اضمحلال القيم الأخلاقية في الغرب وأن تزايد الأزمة الأخلاقية وتفاقم التعارض العملي الغربي مع شعاراته المضللة كالحرية والديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان والقيام بأعمال القمع والعنف من المشاكل التي يواجهها الغرب في الوقت الحالي.
وكان رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أكد أول أمس أن بريطانيا وأميركا هما اللتان أسستا الإرهاب في المنطقة وقدمتا الدعم للتنظيمات الإرهابية.
بدوره حذر مساعد وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد أمير حاتمي من أن اتباع القوى الغربية أساليب وسياسات عدائية تجاه بعض دول المنطقة أدت إلى تعزيز التطرف والعنف والإرهاب فيها.
وفي بيروت أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن هناك دولاً غربية وعربية تدعم التنظيمات والحركات التكفيرية سياسياً ومالياً. وجدد الراعي دعوته الدول الداعمة للتنظيمات الإرهابية إلى وقف هذا التمويل مطالباً المجتمع الدولي العمل على دعم الشعوب ليبقوا في أرضهم ويعيشوا بسلام.
في هذه الأثناء كشفت مؤسسة البث الكندية ايجنسي فرانس برس أمس أن ثلاثة مواطنين كنديين متورطون في حادثة اختطاف صحفيين أمريكيين قبل نحو عامين على يد التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية، وقالت إن الكنديين الثلاثة عمدوا إلى تجفيف الحسابات المصرفية للرهينتين ثير كيرتيس و مات شرير وأرغموهما على الكشف عن كلمات السر لحواسيبهم وقاموا بمراسلة عائلتي المخطوفين مدعين أنهم يتحدثون باسمهم في الفترة ما بين 2012 و 2013 .
بدوره انتقد النائب التشيكي عن حزب الفجر بيتر ادم السياسات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط مؤكداً أن المشكلة الرئيسية تكمن في الاستراتيجية الأمريكية التي تدرب وتسلح الإرهابيين وخاصة في الشرق الأوسط بشكل منتظم. وقال ادم في مقال نشره موقع أوراق برلمانية أمس إن الولايات المتحدة تفعل ذلك بسبب رغبتها قصيرة النظر بالسيطرة على هذه المنطقة أو تلك الدولة موضحاً إن هذه السياسة تم العمل بها في سورية وليبيا حيث كان البلدان يتمتعان بالاستقرار حتى من وجهة نظر الغرب ولم يكن الناس فيهما يقتلون وكانوا يحصلون على التعليم والرعاية الصحية والسلام إلا أنه بعد الاستيراد المصطنع للديمقراطية من الخارج حدثت القلاقل فيهما. وأضاف إن الولايات المتحدة تفكر الآن بتدمير الحلفاء القديمين لها في سورية لأنهم لم يدركوا على ما يبدو منذ البداية المهمة التي كلفوا بها.