أسرة “التربية” تستنفر أجهزتها عشية انطلاق العام الدراسي الجديد المديرون لـ”البعث”: ورشة وطنية تنهي الاستعدادات والأبنية والكتب جاهزة
استنفرت وزارة التربية طاقاتها التي يمكن وصفها بالاستثنائية ولاسيما في متابعة العملية التربوية رغم ما تعرّضت له من محاولات لتعطيلها.
وأوضح وزير التربية الدكتور هزوان الوز أن سورية تواجه أشرس حرب مفتوحة على الوعي والإنسان، وتصمد رغم كل ما لحق ببنيتها التحتية من أذى التدمير، والتخريب، والتعطيل، وتثبتُ أنّها الحصن الذي لا يمكن لقوى الجهل، والتجهيل، والتخلف، والظلام، أن تنال منه، أو توهنَ إرادةَ أبنائه والمدافعين عنه من العاملين في حقل التربية على مختلف مواقعهم ومسؤولياتهم.
وبيّن الوز خلال افتتاح ورشة العمل الوطنية لقطاع التربية بالتعاون مع “يونيسيف” أنه حتى اليوم بلغ عدد المدارس المستثمرة سبعةَ عشر ألفاً وأربعمائة وستاً وثمانينَ مدرسة، وبلغَ عدد المدارس المستخدمة لإيواء المهجّرين 608 مدارس، كما بلغ عدد المدارس غيرِ المستثمرة، بما فيها مدارس الإيواء 4606 مدارس، وعدد المدارس المتضررة 1385 مدرسة، وقدّرت أضرار القطاع التربوي بنحو مئة وخمسة عشر ملياراً ومائتين وثمانية وعشرين مليونَ ليرة، وقد قدّمت 788 شهيداً، منهم 425 طفلاً.
من جهته بيّن أوغاستينو بغانيني الممثل المقيم لمنظمة “يونيسيف” أن قطاع التربية يعدّ من المكونات الجوهرية لخطة الاستجابة للأزمة في سورية، وهو جزء أساسي من التزام منظمة “يونيسيف” وشركائها في مجال التعليم تجاه أطفال سورية الذين يدفعون الثمن باهظاً بسبب ما تمرّ به البلاد، والورشة فرصة مهمة تتيح للشركاء التعرّف على أفضل الطرق لدعم قطاع التربية لضمان استمرارية التعليم.
“البعث” التقت بعض مديري التربية في المحافظات، حيث اعتبر مدير تربية إدلب محمود سحاري أن مشروع استضافة الطلاب وذويهم في المدينة لاقى ترحيباً ونجاحاً ولاسيما بعدما حقّقه هذا المشروع على الأرض، وروى سحاري قصة زوجة زعيم إحدى المجموعات المسلحة في ريف المحافظة التي تخلت عنه هي وأولادها، ولاسيما بعد أن تم استقبالها مع ابنتها في المراكز الحكومية أثناء تقديم الامتحانات أفضل استقبال مع جميع الأهالي والطلاب، وقدّمت لهم الدروس الخصوصية مع الرعاية الصحية، مبيّناً أن عدد الطلاب الذين سيدخلون المدارس للعام الدراسي بلغ 450 ألف طالب وطالبة ضمن 1200 مدرسة رغم كل الضغوط من المجموعات الإرهابية من خلال تهديدهم المعنيين التربويين بالقتل إذا لم يتم إلغاء “مادة التربية الدينية والفلسفة والرياضة والموسيقى والتربية الوطنية”، موضحاً أن المديرية أمّنت نسبة 65% من الكتاب المدرسي مع إنهاء كل الإجراءات والاستعدادات للعام الدراسي.
أما مدير تربية درعا حسين صالح دمارة فبيّن أن عدد المدارس الجاهزة لاستقبال الطلاب بلغ 1112 مدرسة مع وجود 359 مدرسة متضررة يتم العمل على ترميمها، حيث خصّص مبلغ 70 مليوناً لصيانة بعض المدارس المتضررة بسبب الاعتداءات الإرهابية، مشيراً إلى أن المديرية جهّزت المدارس من كل المستلزمات مع إيصال الكتاب المدرسي إلى جميع مدارس المحافظة من خلال أمناء المكتبات في المدارس، حيث وصلت نسبة توفر الكتاب المدرسي في المحافظة إلى أكثر 90%.
ومن جهته مدير تربية طرطوس عبد الكريم حربا أوضح أن المديرية أنهت كل الإجراءات التي من شأنها أن تهيّئ لاستقبال العام الدراسي الجديد، حيث قامت بإنجاز تشكيلات المدرسين والمدرسين المساعدين والمعلمين وإنجاز تشكيلات الإداريين (أمناء المكتبات – والمخابر وأمناء السر والموجّهين الإداريين) وتأمين الكتاب المدرسي بنسبة 90% للمدارس وصيانة الأثاث للمدارس وفق الحاجة.
كما تم استقبال جميع الطلاب ولاسيما الطلاب الوافدين، فقد تم استيعاب جميع الأطفال الذين هم في سن التعليم في مدارس المحافظة حسب تواجدهم ومناطق سكنهم، وتم تسجيلهم وفق الأسس والتعليمات الوزارية.
وبدوره مدير تربية اللاذقية نزار شيبان بيّن أن المديرية استكملت التجهيزات كافة، أن الاستعدادات قائمة لاستقبال العام الدراسي الجديد باستقبال 335 ألف طالب وطالبة ضمن 1160 مدرسة، حيث تم تجهيز المدارس من ناحية وصول الكتاب المدرسي بنسبة تجاوزت 90% إلى المدارس مع توفير الخدمات كافة إلى جانب دراسة التشكيلات الإدارية، مؤكداً أنه تم فتح أبواب مدارس المحافظة لاستقبال الطلاب الوافدين في أقرب منطقة لسكنهم، وفق توجيهات الوزارة بتقديم تسهيلات كبيرة للطلاب الذين لا يحملون وثائق من محافظاتهم حيث تم قبولهم في الصفوف التي تناسب مستواهم العلمي بعد عملية سبر لمعلوماتهم ليتابعوا دراستهم كالمعتاد.
وأشار مدير تربية القنيطرة عبدالله علي إلى أن المديرية تستعدّ لاستقبال 60 ألف طالب في 300 مدرسة، حيث تم أيضاً ترميم 51 مدرسة بتكلفة تجاوزت 35 مليوناً بعد تخريبها من المجموعات الإرهابية، لافتاً إلى أن المديرية أنهت جميع الاستعدادات اللازمة، والترتيبات المناسبة لاستقبال العام الدراسي الجديد المتضمنة إنجاز أعمال التشكيلات للأطر التدريسية والإدارية للمعلمين وتوزيع الكتاب المدرسي الذي وصل إلى نسبة 70% ودليل المعلم ووصولهما إلى كل مدرسة لتشهد بداية العام الدراسي انطلاقة حقيقية وواقعية.
دمشق – علي حسون