لا اقتراح مصرياً بإقامة دولة فلسطينية في غزة وقسم من سيناء رام الله: لا بديل من إقامة الدولة وعاصمتها القدس المحتلة
تسعى إسرائيل دوماً للاستثمار في كل القضايا الخلافية العربية، والاستفادة من أي خبر إعلامي تروجه ماكيناتها الإعلامية، فقد نقلت القناة السابعة الإسرائيلية خبراً منسوباً للرئيس المصري ينهي فيه حق العودة لملايين الفلسطينيين ويعطي فيه جزءاً من أرض مصر لإقامة الدولة الفلسطينية، خبر أثار ردود أفعال كبيرة في الأوساط الفلسطينية والمصرية والعربية، استدعى رداً مصرياً حاسماً من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أكد في تصريحات له أمس أنه لا أحد يملك أن يفعل ذلك، ولا مجال للحديث عن مثل هذا الأمر.
ونفى مصدر مسؤول بوزارة الخارجية المصرية، في بيان صحفي أمس، المزاعم والأكاذيب التي أذاعتها القناة السابعة الإسرائيلية، جملة وتفصيلاً، معتبراً إياها عارية تماماً عن الصحة، وقال: هذا الأمر كان قد طُرح إبان حكم الرئيس الإخواني السابق محمد مرسي حينما وعد بمنح الفلسطينيين جزءاً من سيناء لإقامة دولة فلسطينية وذلك في إطار مخططات خبيثة للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، في تخل صريح عن التزام مبدأ قدسية التراب الوطني ولاسيما في هذه البقعة الغالية من أرض الوطن والتي دفع الآلاف من المصريين دماءهم ثمناً لاستردادها، بحسب نص البيان.
من جهته، علّق الأمين العام للرئاسة الطيب عبد الرحيم، في حديث مع وكالة معاً الإخبارية، قائلاً: إن الموقف الفلسطيني واضح، وإنه لا بديل من إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس المحتلة، مضيفاً: إن هذا لا أساس له من الصحة، وهو مشروع قديم، وتابع: إن القيادة المصرية والقيادة الفلسطينية لهما موقف واحد وهو إقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة عام 67 والقدس عاصمة لها، وإن الرئيس عباس وضع الرئيس السيسي في صورة التحرك المستقبلي على كل الأصعدة للوصول إلى هذا الهدف.
كذلك تمنى على وسائل الإعلام أن تتنبه لهذه الأخبار الملفقة التي يذيعها الجانب الإسرائيلي من أجل تشويه الموقف الوطني الفلسطيني والموقف المصري الشقيق، وهذه الأخبار الإسرائيلية تهدف إلى التشويش على توجه القيادة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة للمطالبة بالاستقلال.
وقد نقلت إذاعة جيش العدو الإسرائيلي والقناة السابعة الإسرائيلية، عن مصادر لم تسمها، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عرض 1600 كلم2 من سيناء على الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإقامة دولة فلسطينية عليها مع قطاع غزة، وعلى هذه الدولة يعود اللاجئون الفلسطينيون من الشتات، وأضافتا: إن “الرئيس الأميركي باراك أوباما أعطى الضوء الأخضر للمشروع، ورئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان حاضراً ضمن طرح المشروع، إلّا أن الرئيس الفلسطيني رفض المشروع المصري”.
وفي فلسطين، نفى الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة بشكل قاطع الموضوع، وقال في تصريح مكتوب: إن الرئيس المصري لم يعرض ولم يتطرق لمثل هذا الموضوع المرفوض فلسطينياً ومصرياً وعربياً لا من قريب ولا من بعيد، وأضاف: لن نقبل أي عرض لا يلبي طموحات وأهداف شعبنا الفلسطيني بالحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، مشيراً إلى أن هذا المشروع وغيره من المشاريع الإسرائيلية “القديمة الجديدة” معروفة لدينا ولدى شعبنا، داعياً وسائل الإعلام إلى توخي الدقة عند نقل مثل هذه الأخبار.
وأشار وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية تيسير جرادات إلى أن الرئيس عباس يؤكد دوماً وحدة الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة، ولن يقبل التنازل عن حق العودة للاجئين، وتابع: الرئيس يصر دوماً على رفض أي مخطط لإقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة، وهذا العرض طرح أيام الرئيس المصري السابق محمد مرسي على حركة حماس وقد رفضه الرئيس عباس.