نصرالله وعون يؤكدان حتمية مواجهة الإرهاب بكافة الوسائل القطرية اللبنانية: جرود عرسال لن تكون عصية على الجيش
قطع الجيش اللبناني أمس الطريق الذي يربط بلدة عرسال البقاعية بجرودها شرق لبنان وذلك في منطقة “وادي الحصن”، وتمركز على التلال المشرفة على جنوب شرق البلدة، وأقام حاجزاً مدعماً بالتحصينات والآليات العسكرية والأفراد.
ويعتبر الطريق النافذة الوحيدة المؤدية إلى البلدة وإلى مخيمات المهجرين السوريين، وتأتي هذه الخطة الجديدة من أجل منع دخول وخروج الإرهابيين من الجرود إلى عرسال، كما يسعى الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية لملاحقة العناصر الإرهابية المتطرفة، وخاصة في المناطق القريبة من الحدود مع سورية.
سياسياً، التقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رئيس تكتل الإصلاح والتغيير العماد ميشال عون في حضور وزير الخارجية جبران باسيل والمعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين الخليل ومسؤول لجنة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، وعرض المجتمعون، بحسب بيان صادر عن الوحدة الإعلامية للحزب، الأوضاع الخطيرة التي يمر بها لبنان والمنطقة، وبخاصة إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل وتهديداتها المستمرة وأفعالها الجرمية الموصوفة، وخطر الموجة التكفيرية الإرهابية التي تؤسس للفوضى الشاملة، والتي يتوجب مواجهتها.
وأكدوا صحة رؤيتهم السابقة للأخطار، ودقة تقديرهم لما هو آت، وصوابية تحذيرهم من الانقسامات الطائفية في لبنان ومن التقسيمات التدميرية في المنطقة، حيث ثبت صحة التفاهم الذي بنوه، والذي يشجعون على تعميمه على باقي القوى، تحصيناً للوضع الداخلي في مواجهة الفتنة المرفوضة، وشددوا على تطابق وجهات النظر فيما يخص الإرهاب وحتمية مواجهته بكافة الوسائل، وعلى رأسها تحصين الوحدة الوطنية وتوفير الاستقرار الداخلي، وتحقيق بناء الدولة على الأسس الميثاقية السليمة.
إلى ذلك، أكد الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان فايز شكر أن مواجهة الإرهاب تكون بالوقوف إلى جانب سورية وقوى المقاومة في المنطقة التي تتصدى له.
ودعا في تصريح صحفي الحكومة اللبنانية في هذه الظروف الدقيقة إلى العمل على تحرير أسرى الجيش اللبناني، وإفساح المجال له للقيام بمهامه الوطنية في التصدي للعصابات الإرهابية، التي تأسر جنوده وتعتدي على أرضه ومواطنيه، خاصة أن هذا الجيش الوطني أثبت في معارك عديدة قدرته على استئصال الإرهاب في أكثر من منطقة، ولن تكون جرود عرسال عصية عليه.
وقال: إن استهداف التنظيمات الإرهابية لسورية لم يكن وليد صدفة بل هو نتيجة مخططات رسمت على مدى زمني طويل حشدت له كل وسائل الدعم المختلفة التسليحية والمالية والإعلامية والبشرية والسياسية، والهدف إسقاط سورية مجتمعاً ودولة وتاريخاً وإنجازات، ولفت إلى أنه عندما فشلوا في تحقيق هدفهم هذا نتيجة صمود سورية بشعبها وجيشها وقيادتها غيّروا أساليب عملهم ووسعوا دائرة عدوانهم لتمتد إلى لبنان والعراق، وتابع: يحاولون اليوم بوجه آخر تحقيق أهدافهم تحت عنوان محاربة الإرهاب وهم أنفسهم الذين دعموا وساندوا هذا الإرهاب بكل أشكاله وعناوينه.
وأضاف: إن التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي استباحت كل المحرمات والمقدسات، أصبحت تشكل خطراً على القيم الاجتماعية والإنسانية جمعاء، الأمر الذي يفرض على كل الحريصين على بلادهم وجماهيرهم العمل بما تفرضه طبيعة التحديات لمواجهتها وإسقاطها.
وأكد الأمين العام لحركة الناصريين الديمقراطيين خالد الرواس أن الهدف الرئيسي من الانتشار الواسع للتنظيمات الإرهابية التكفيرية في سورية ولبنان وعلى النحو الذي نراه جغرافياً اليوم هو تصفية مشروع المقاومة الذي تشكل سورية والعراق ولبنان حاضنته وعمقه الاستراتيجي في مواجهة العدو الصهيوني، وقال في بيان: إن مشروع التنظيم الإرهابي التكفيري المجرم “داعش” في لبنان لن يتوقف عند حدود عرسال، بل سيسعى إلى توسيع رقعة وجوده لعزل لبنان عن سورية بما يسهّل عملية إحكام الحصار على المقاومة في الداخل اللبناني، داعياً إلى تسليح الجيش وتجهيزه ليكون قادراً على مواجهة التحديات الكبرى التي تواجه لبنان، كما دعا الدولة اللبنانية إلى مواجهة التحديات الخارجية التي تهدد وجودها.
يُذكر أن الجيش اللبناني خاض مواجهات عنيفة مع الإرهابيين في بلدة عرسال الشهر الماضي أدت إلى استشهاد وجرح أكثر من 100 عنصر وخطف آخرين.