مصرع 28 قيادياً في "حركة أحرار الشام" المتطرفة قواتنا الباسلة تحقق تقدماً نوعياً في ريف حماة الغربي.. وتضيّق الخناق على مرتزقة "البترودولار" في ريفي دمشق واللاذقية
كأنه قُدِّر لسورية أن تدفع ثمن أخطاء الغرب ومغامراته المتكررة في المنطقة، فأمريكا التي احتلت العراق بذريعة كاذبة “أسلحة الدمار الشامل” وكان هدفها الأساسي نهب خيرات هذا البلد وتشريد شعبه، ولاحقاً احتملت سورية الأعباء التي أفرزها الاحتلال، وكان من ضمنها الإرهاب، الذي انتشر في العراق وكان نواة لما نعاني منه في هذه المرحلة..
فشلت أمريكا في العراق وانسحبت منه تحت جنح الظلام، لكنها لم تسلّم بالهزيمة، وأرادت العودة لخلق شرق أوسط جديد تحت يافطة الفوضى الخلاقة، فصنعت داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية واستقدمت كل المنحرفين في العالم، وتولى الإخواني أردوغان مسؤولية إدخالهم إلى سورية، فيما فتح حكام الخليج خزائن أموالهم القذرة ووقعوا شيكاً على بياض لتمويل وتسليح عصابات الغدر والتكفير الوهابي في محاولة من هؤلاء لإسقاط سورية لمعاقبتها على مواقفها في صون الهوية والحقوق العربية.
وفشلوا مجدداً أمام صمود سورية بكل مكوّناتها في مواجهة أشرس هجمة عدوانية عرفتها في تاريخها، وباتت قاب قوسن أو أدنى من تحقيق النصر النهائي على معسكر المتآمرين، الذي وجد نفسه في هذه المرحلة أمام خيارات صعبة لمعالجة ارتدادات الإرهاب الذي صنعه، ولأجل ذلك يطل أوباما اليوم لعرض استراتيجيته العتيدة في محاربة “داعش”، في وقت يستمر فيه دعمه على قدم وساق.
من هنا وبالنظر إلى ما يجري على أرض الواقع فإن الاستراتيجية ليست سوى ذر للرماد في العيون، وأهدافها واضحة وجلية، ويمكن وضعها في خانة النفاق للتنصل أمام شعوبهم من دعم الإرهاب، وبالتالي لا يمكن التعويل على من صنع الإرهاب أن يكافحه.
الجيش العربي السوري، الذي واصل مهمته الوطنية بالأمس في ملاحقة المجموعات الإرهابية المسلحة، ووجه لها ضربات قاصمة في مختلف المناطق، سيبقى ماض في مهمته حتى تطهير آخر ذرة تراب من أرض الوطن، وعلى الغرب ومن يسير في ركبه ممن ساهموا في زرع هذه الآفة أن يحصدوا ثمار ما اقترفت أيديهم عندما يعود القتلة إلى البلدان التي صدرتهم.
ففي ريف دمشق، واصلت وحدات من الجيش تقدّمها في حي جوبر من عدة محاور، وبسطت سيطرتها على المزيد من كتل الأبنية السكنية، ودمرت شبكة من الأنفاق كان يتحصن فيها إرهابيون، وقضت على عدد من الإرهابيين بعضهم مرتزقة من جنسيات غير سورية قرب برج فتينة في الحي من بينهم الأردني وصفي عبيدات والفلسطيني صبحي العباس، وأدت عمليات أخرى في وادي عين ترما وحي الدخانية إلى مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين وتدمير ما بحوزتهم من أسلحة وذخيرة، ومن بين القتلى مالك كعكة متزعم مجموعة إرهابية ومحمد غبور ومعاذ مجدلاوي وخالد الشيخ حسن.
كما اشتبكت وحدة من الجيش مع إرهابيين قرب جامع علي بن أبي طالب وشرق شركة شموط في حرستا وأردت عدداً منهم قتلى، من بينهم محمد المصري وخليل الشيخ، في حين تمّ تدمير وكر بما فيه من أسلحة وذخيرة في مزارع دوما وإيقاع أفراد مجموعة إرهابية مسلحة مع متزعمها المدعو كمال بعيون قتلى.
إلى ذلك نفذت وحدات من قواتنا المسلحة الباسلة عدة عمليات مركزة في مزارع زبدين والنشابية في عمق الغوطة الشرقية أسفرت عن تحقيق إصابات مباشرة بين الإرهابيين وتدمير أسلحة وذخيرة كانت لديهم، في حين استهدفت وحدة أخرى تجمعات الإرهابيين في خان الشيح ومزارعها وأحبطت محاولة إرهابيين التسلل من الخمارة بمزارع خان الشيح باتجاه اوتستراد السلام في ريف دمشق وقضت على عدد منهم وأصابت آخرين.
وفي ريف القنيطرة، استهدفت وحدات من الجيش والقوات المسلحة تجمعا لآليات الإرهابيين في بلدة أم باطنة ودمرت 6 سيارات منها بمن فيها، واستهدفت وحدات أخرى تجمعات لإرهابيي تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في نبع الصخر ومسحرة وقضت على عدد منهم ودمرت أدوات إجرامهم.
وميدانياً أيضاً، استعاد الجيش العربي السوري السيطرة على مدينة خطاب ومنطقة زور بلحسين في ريف حماة الغربي، كما سيطر على منطقة زور القصيعة وقرية خربة الحجامة بعد اشتباكات عنيفة مع إرهابيي “النصرة”.
وفي ريف درعا، قضت وحدة من الجيش على عدد من الإرهابيين بين بلدتي عتمان وطفس ودمرت خمس دراجات نارية كانوا يستقلونها، وأوقعت وحدات أخرى أعداداً من الإرهابيين قتلى ومصابين في طفس والمسيكة وشرق مبنى السنتر في بلدة النعيمة وغرب خربة المليحة وبلدة الجيزة ومدينة نوى.
كما أحبطت وحدات من الجيش محاولة إرهابيين التسلل من اتجاه سملين إلى الطرف الجنوبي الشرقي لبلدة زمرين ومحاولة تسلل أخرى إلى إحدى النقاط العسكرية في بلدة نوى، وأوقعت أعداداً منهم قتلى ومصابين، في حين دمرت وحدات أخرى وكراً للإرهابيين في بلدة انخل وقضت على عدد منهم ودمرت ثلاث عربات مصفحة ومدفعاً ثقيلاً، وأوقعت عدداً من الإرهابيين قتلى ومصابين بتدمير جرافة لهم كانوا يستخدمونها لبناء السواتر شمال غرب المعصرة في بلدة عتمان.
إلى ذلك استهدفت وحدة من الجيش أوكار الإرهابيين في بلدة الشومرة ما أدى لمقتل وإصابة أعداد منهم وتدمير سيارة “بيك آب” مزودة برشاش ثقيل.
وفي ريف حمص استهدفت وحدات من بواسل جيشنا أوكار الإرهابيين في أرض الشيخ إبراهيم الحكيم بالرستن وفي عقرب بالحولة ومنطقة المستودعات في ريف تدمر وأم شرشوح ومزرعة الهلالية وتل أبو السناسل وحارة البدو وأوقعت بينهم قتلى ومصابين ودمرت سيارة فان وثلاث سيارات مزودة برشاشات ثقيلة ومدفع هاون، وأوقعت وحدة أخرى أعداداً من الإرهابيين قتلى وأصابت آخرين ودمرت سيارة بمن فيها من إرهابيين في رسم الأرنب وشرق المسعودية وعنق الهوى.
وفي حلب وريفها استهدفت وحدات من الجيش تجمعات الإرهابيين شرق دير حافر وعبلة وتركمان بارح والزربة ومزرعة الصلاحية والجبول وعويجة ومزارع الملاح وكبارة والخالدية وسيف الدولة، وأوقعت بينهم قتلى ومصابين ودمرت عدة آليات بعضها مزود برشاشات ثقيلة، وقضت وحدات أخرى على العديد من الإرهابيين بالقرب من السجن المركزي ودمرت عربتين مزودتين برشاشات ثقيلة ومستودعاً للذخيرة في الجبيلية، فيما أوقعت وحدة أخرى أعداداً من الإرهابيين قتلى ومصابين غرب جسر النيرب.
وفي ريف إدلب قتل 28 قيادياً في “حركة أحرار الشام” الإرهابية المتطرفة في انفجار ضخم استهدف اجتماعاً لمسؤولي الحركة في بلدة رام حمدان.
وتنضوي “حركة أحرار الشام” الإرهابية ضمن “الجبهة الإسلامية” المتطرفة التي تتلقى تمويلاً وتسليحاً من قبل بعض الدول الخليجية وعلى رأسها نظام آل سعود، كما تربطها علاقات بالاستخبارات الغربية التي تعمل على تفتيت المنطقة ونشر الفوضى فيها، حيث أعلنت واشنطن في ربيع العام الحالي أنها أجرت اتصالات مع قادة الجبهة.
وأوقعت وحدات من الجيش والقوات المسلحة أعداداً من الإرهابيين قتلى ومصابين في سراقب وخان شيخون ومعرة النعمان ومحيط جبل الأربعين.
وفي ريف اللاذقية، استهدفت وحدات من بواسل جيشنا تجمعاً لإرهابيي تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي في قرى خان الجوز وسد برادون وأوقعت أعداداً منهم قتلى ومصابين ودمرت 3 سيارات محملة بالأسلحة والذخائر ومستودع صواريخ غراد ومدفع 23 مم ومن بين الإرهابيين القتلى مازن طه ومروان قبقجي ومحمود إسماعيل وعثمان العكيدي وممدوح صوان ومنذر بديوي ويوسف مهراني.
تسوية أوضاع 50 مطلوباً في القنيطرة وادلب
من جهة أخرى سويت أمس أوضاع 32 مطلوباً من قرى نبع الصخر وجبا وجباتا الخشب والكوم في ريف القنيطرة ممن تورطوا في الأحداث الأخيرة بعد تعهدهم بعدم القيام بأي عمل يمس أمن الوطن بمبادرة من اللجنة الفرعية للمصالحات الشعبية في المحافظة.
وأوضح رئيس اللجنة الفرعية للمصالحات الشعبية بالقنيطرة مأمون جريدة أنه تم حتى تاريخه تسوية أوضاع 980 مطلوباً من أبناء المحافظة، مؤكداً مواصلة اللجنة والجهات المعنية الجهود لإعادة جميع المغرر بهم إلى أحضان الوطن والمشاركة في إعماره.
وفي إدلب تمت تسوية أوضاع 18 مطلوباً ممن تورطوا بالأحداث واستفادوا من مرسوم العفو رقم 22 لعام 2014.
كما سلم 174 مطلوباً في دمشق وريفها واللاذقية وحماة وحمص وحلب وإدلب ودير الزور والحسكة أنفسهم إلى الجهات المختصة لتسوية أوضاعهم.
شهداء وجرحى جراء اعتداءات إرهابية
في الأثناء، استشهد ثلاثة مواطنين بينهم طفلة “خمس سنوات” وأصيب سبعة آخرون ولحقت أضرار مادية بالممتلكات جراء اعتداءات إرهابية بقذائف الهاون على مدينة جرمانا وضاحية حرستا في ريف دمشق.
وفي دمشق سقطت أربع قذائف عند نفق حي كشكول ما أدى إلى استشهاد مواطنين اثنين وإصابة 15 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة وأضرار مادية بعدد من السيارات.
ولحقت أضرار مادية بمنزل وعدد من السيارات جراء اعتداءات إرهابية بقذائف الهاون على حي العباسيين والحميدية.