الصفحة الاولىمن الاولى

"فجر ليبيا" خارجة على القانون طرابلس تتهم قطر بتسيلّح الميليشيات المتطرفة

في دليل جديد على دور مشيخة قطر التخريبي في دول المنطقة بشكل عام، وفي ليبيا بشكل خاص، أكد رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني أن قطر أرسلت ثلاث طائرات عسكرية محملة بالسلاح والذخيرة إلى مطار معيتيقة في طرابلس الخاضع لسيطرة ميليشيا مسلحة.
وقال الثني في تصريحات تلفزيونية: إذا استمرت قطر في التدخل في الشأن الداخلي الليبي سنضطر إلى رفع السقف وقطع العلاقات نهائياً، كل دولة ستتدخل في الشأن الليبي لسنا بحاجة إليها، أؤكد ذلك لدينا تقارير رسمية بأن هذه الطائرات محملة بالأسلحة والذخائر.
وأكّد الثني أنَّ الحكومة القادمة حكومة وحدة وطنية، وتمثِّل كافة التيارات السياسية، قائلاً: “أيدينا ممدودة للجميع. نعد الليبيين بأنْ تكون حكومة توافقية تمثِّل جميع مناطق ليبيا”.
وعن المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، قال الثني: إنه غير شرعي، ووصف ما يُسمى بـ”فجر ليبيا” بمجموعة خارجة على القانون، حيث ارتكبت عمليات قتل ونهب وسرقة وتدمير بحق المدنيين، لافتاً إلى أنها تمثل 5 % من الشعب الليبي بالكامل، وقال: إذا كانوا يحكمون ليبيا فليرجعوا إلى صناديق الاقتراع، وأشار إلى أنَّ التيارات الإسلاميّة استخدمت أعمال العنف والتخريب بعدما فشلت في الحصول على مقاعد بمجلس النواب عبر صناديق الاقتراع.
وقال الثني: إنَّ السيطرة على مطاري طرابلس ومصراته هي محاولة لرفع سقف المطالب، مستدركاً: لا تفاوض مع إرهابيين، لا بدّ أن يدافع الشعب الليبي عن خياراته، وتابع: هناك خطة لإخراج التشكيلات المسلّحة من طرابلس خلال أسبوعين. وعلى سكان العاصمة أن يتصدوا لتلك المجموعات المسلّحة لإخراجهم من المدينة.
وكان اللواء المتقاعد خليفة حفتر أكد في تموز الماضي أن مشيخة قطر وحكومة أردوغان قدّمتا الدعم بالمال والسلاح للإرهابيين في ليبيا، الذين تعقبوا وبشكل ممنهج ضباط وجنود الجيش لقتلهم وترويعهم بهدف السيطرة على ليبيا وثرواتها من نفط وذهب ويورانيوم وتخريب كل البلاد العربية والإسلامية.
وفي حزيران الماضي وكدليل على دور مشيخة قطر في زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة ودعمها للإرهابيين كشفت وثيقة صادرة عن سفارة المشيخة في العاصمة الليبية طرابلس، أنها جهزت نحو 1800 إرهابي من دول المغرب العربي وشمال أفريقيا للانضمام إلى صفوف تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي في العراق.
وتعيد هذه الوثيقة إلى الأذهان ما قامت مشيخة قطر وما زالت تقوم به من إرسال الإرهابيين إلى سورية، ودعمهم بالتعاون مع السلطات التركية برئاسة رجب طيب أردوغان، حيث تعد مشيخة قطر إلى جانب نظام آل سعود الداعمين الأساسيين للإرهاب في المنطقة والعالم من خلال تجنيد وتمويل وتسليح العناصر الإرهابية والتغطية والتستر على جرائمهم إعلامياً عبر قناتي الجزيرة والعربية.
ولم يصدر رد فعل فوري من قطر، التي تؤيد جماعة الإخوان المسلمين، ويرتبط جزء من جماعة مصراتة التي تسيطر على طرابلس بجماعة الإخوان، وترفض قوات “فجر ليبيا” التي تسيطر على طرابلس الاعتراف بمجلس النواب الذي انتقل إلى طبرق ويحظى الليبراليون بتمثيل قوي فيه، وأعادت هذه القوات البرلمان السابق الذي يعرف باسم المؤتمر الوطني العام.
إلى ذلك، تبادلت جماعة أنصار الشريعة في بنغازي وقوات اللواء خليفة حفتر التهديدات بالسيطرة على مناطق في المدينة، ووصلت تهديدات الشريعة إلى سكان عدد من البلدات والأحياء لإخلاء منازلهم.
أنصار الشريعة وجهوا ما وصفوه بـالنداء الأخير إلى سكان مناطق بنينا والرجمة ووادي القطارة في بنغازي، بضرورة ترك منازلهم تمهيداً لتنفيذ عمليات عسكرية واسعة ضد معاقل حفتر، وهي عمليات بحسب بيان للأنصار ستشمل استخدام المدفعية الثقيلة.
تهديد أنصار الشريعة قابله تصعيد مضاد من قبل القوات الموالية لحفتر، والتي لطالما حذّرت من أن معركتها ضد الجماعات المسلحة في المدينة انطلقت لتفادي تحويلها إلى إمارة إسلامية.
العقيد محمد الحجازي، المتحدث باسم قوات حفتر، أكد أن موعد اقتحام بنغازي وتحريرها بات قريباً جداً، ودعا المجموعات المسلحة المناهضة لهم إلى تسليم سلاحها، وهو تحذير استبقه شن سلاح الجو الموالي لحفتر غارات ضد مواقع تابعة لأنصار الشريعة تستخدم كمخازن للأسلحة والذخائر.
ولأن بنغازي تعد من أهم مدن ليبيا والعاصمة الاقتصادية للبلاد، فإن من يستولي عليها سيقترب بطبيعة الحال من حسم الصراع في ما يقرب من خمسين بالمئة من الأراضي الليبية، وهو ما يوضح كيف أن الاقتتال الدائر في بنغازي كما في سائر المدن الليبية هو صراع للبقاء والوجود.