لافروف يؤكد أن سورية وإيران شريكان طبيعيان في محاربة الإرهاب الدوما: الولايات المتحدة تخطط لإعادة احتلال العراق وإسقاط الدولة السورية
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا تدعو إلى بدء مناقشة مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط بشكل شامل في مجلس الأمن الدولي، مؤكداً دعم موسكو للعراق وسورية في مكافحة الإرهاب، وقال، على هامش “مؤتمر السلام والأمن في العراق” الذي عقد في باريس، إنه يجب بحث مكافحة الإرهاب بشكل شامل، دون استبعاد عوامل مهمة تؤثر في تفاقم المشكلة، بما في ذلك تمويل النشاط الإرهابي وتدفق الأسلحة.
وأشار الوزير الروسي إلى ضرورة مناقشة قضية بيع المنظمات الإرهابية النفط من الحقول التي تسيطر عليها لتمويل نشاطها، وأكد ضرورة الحيلولة دون انضمام الشباب إلى صفوف المنظمات الإرهابية الدولية، بسبب سوء الظروف الاقتصادية والاجتماعية.
وقال لافروف: إنه يجب على المجتمع الدولي أن يستخلص دروساً من الماضي، ويتخلى عن استخدام أية معايير مزدوجة في مكافحة الإرهاب، مؤكداً أنه لا يمكن أن تكون أية خطط سياسية أهم من المهمة المشتركة المتمثلة في مكافحة الإرهاب، وأضاف: روسيا ستقدم المساعدات العسكرية وغيرها من المساعدات إلى سورية والعراق في حربهما ضد الإرهاب، وتابع: لقد تحدّثنا بشأن مساهمتنا في دعم الحكومة العراقية في حربها ضد الإرهابيين وضمان أمن دولتهم، وإننا وبنفس الطريقة نقدّم المساعدات العسكرية وغيرها من المساعدات إلى سورية التي تواجه أيضاً تهديداً إرهابياً خطيراً، وربما بدرجة أقل، وإننا نقوم أيضاً بتوفير المساعدة لشركائنا في مصر ولبنان واليمن والأردن.
وأكد لافروف أن سورية وإيران هم شركاؤنا الطبيعيون في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، وأن توجيه ضربات لقواعد التنظيم الإرهابي في سورية دون موافقة حكومتها يحمل أخطر العواقب، داعياً إلى ضرورة العمل على صياغة استراتيجية متكاملة مناسبة من أجل التصدي بفعالية لتحديات الإرهاب في المنطقة، عبر فهم أصول منابعه وحجمه الحقيقي.
وقال الوزير الروسي: إن جوهر الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب كانت دائماً في مبدأ الاستعداد الصارم لمحاربة جميع أشكاله ومظاهره، وليس بتقسيم الإرهابيين إلى “سيئين” و”جيدين”، ولفت إلى أن مشاركة سورية وإيران في هذا اللقاء كان بإمكانه إغناء عملنا بشكل فعّال، لذلك فإن المقاييس الأخلاقية التي يجب اعتمادها في مواجهة الإرهاب لابد أن تكون واضحة وغير ملتبسة.
وشدد لافروف على أن الإعلان المتسرّع عن عدم شرعية “النظام في سورية” منذ أكثر من ثلاث سنوات منع تقديم الدعم المناسب والتام لردع التنظيمات الإرهابية في سورية، وقال: كان يمكن للوضع أن يتغير مباشرة بعد قمة الثماني في حزيران العام الماضي عندما برزت هناك دعوة للحكومة السورية والمعارضة إلى توحيد الجهود ضد الإرهابيين وطردهم من البلاد، لكن هذه الدعوة بقيت حبراً على الورق فقط، واقتراحنا المتفق عليه في القمة لم يلق الدعم عندما نقلناه إلى مجلس الأمن الدولي، ونتيجة لكل ذلك جرى العديد من الحوادث والأحداث بما فيها تمكن تنظيم داعش الإرهابي من تعزيز سلطته وتوسيع أنشطته في العراق وسورية.
ودعا لافروف إلى وضع حد للدعم الخارجي للإرهاب، والذي من دونه تنظيم داعش الإرهابي لم يتمكن من تحقيق أي نجاح عبر سد جميع القنوات المغذية للإرهابيين، وقال: إن النجاحات التي حققها تنظيم داعش الإرهابي وغيره العديد من التنظيمات الإرهابية في العراق وسورية وغيرها من البلدان لما كان لها أن تتحقق من دون الدعم المالي والمادي الأجنبي من الخارج، بما في ذلك توريد الأسلحة وشراء النفط الخام من حقول النفط التي يسيطر عليها الإرهابيون، وقال: ينبغي على الدول المشاركة في التحالف المعادي للإرهاب أن تبرهن على حقيقة الوحدة وعلى عدم السماح بالخلافات بينها حول قضايا أخرى تضر بفعالية التدابير المشتركة في عمليات مكافحة الإرهاب، وتابع: إنه من الضروري وضع نهج تعاوني حقيقي من خلال الجمع بين عقولنا وقدراتنا، كما ينبغي أن تكون تصرفاتنا مبنية على أساس متين بالاستناد إلى ميثاق الأمم المتحدة، وبما أننا كما في العراق وكذلك في سورية وفي أماكن أخرى نواجه العدو ذاته ونتعامل مع الخصم نفسه، لذلك لا يمكن أن يكون حول هذه النقطة أي مجال لازدواجية المعايير.
وذكر لافروف بما أدت إليه هذه “السياسة الرعناء” من قبل بعض الدول الحاضرة لهذا المؤتمر في ليبيا ومالي المجاورة لها ولبلدان أخرى كثيرة، عندما غضت الطرف عن تعزيز قوة “المتطرفين” في المعركة لإسقاط الدولة الليبية لا بل قامت حتى بمدهم بالسلاح ودخلت الحرب إلى جانبهم، ودعا إلى ردع صعود موجة التطرف، الذي يشكل تهديداً كبيراً على المنطقة برمتها ليكون من الأولويات الرئيسية بصرف النظر عن أي خطط وطنية أخرى لدول ما في المنطقة، وتوحيد الجهود فعلاً لا قولاً لجميع الدول الواقعة في المنطقة أو في خارجها والملتزمة حقاً في مواجهة الإرهابيين.
إلى ذلك، أكد رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي قسطنطين سوكولوف أن الولايات المتحدة هي التي خططت لكل الأزمات في الشرق الأوسط، وهي تخطط لإعادة احتلال جزء من العراق من جديد وإسقاط الدولة السورية، ومن ثم بناء أنابيب الغاز من قطر إلى تركيا، وأشار إلى أن غياب سورية وإيران والممثلين الآخرين لدول المنطقة المعنية بمكافحة الإرهاب عن مؤتمر باريس يجعل من هذا المؤتمر مكاناً لحل مشاكل الولايات المتحدة وأوروبا.
وحذّر سوكولوف من أن الولايات المتحدة تطبق خطة نمطية، أولاً بتفجير الوضع في المنطقة بواسطة تنظيم “القاعدة” الإرهابي، وثمّ تقوم بترتيب الأمور، مثلما أنشأت “القاعدة” ثم تدخلت في أفغانستان والعراق، والآن تنفذ نفس السيناريو، وقد شكلت تنظيمات مختلفة في المنطقة، وتدعي في الوقت ذاته أنها تحارب الإرهاب، وقال: إن ما تقوم به الولايات المتحدة هو بهدف بناء أنابيب الغاز من قطر إلى تركيا من أجل إزاحة الغاز الروسي من أوروبا، ولتكون أوروبا تحت سيطرة كاملة من قبل الولايات المتحدة، وأعرب عن اعتقاده بأن أي دعم روسي للتحالف الدولي في مواجهة الإرهاب يتوقف على الوضع في المنطقة، وعلى ما إذا كانت الدول المجاورة للعراق ترى في هذا التحالف خطوة جيدة.