مسؤولون بريطانيون يشككون بشرعية الحملة الأمريكية على "داعش" طهران: دعم واشنطن لـ"المعارضة" لن يغيّر المعادلات الميدانية
وجّه مسؤولون في مكتبة مجلس العموم البريطانية مذكرة إلى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يشككون فيها بشرعية وقانونية المشاركة في الحملة الأمريكية لقصف مواقع تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي في سورية بموجب القانون الدولي.
وجاء في المذكرة أن اتخاذ إجراء في سورية سيكون من الصعب تبريره قانونياً دون تلقي طلب بالمساعدة من الحكومة السورية، ومن غير المحتمل أن يتجاوب الغرب مع مثل هذا الطلب، مضيفة: إن الحكومة البريطانية قالت: إن أي إجراء في سورية سيكون متفقاً والقانون الدولي، والطريقة الوحيدة المحتملة لتحقيق ذلك ستكون من خلال الادعاء بأن العمل العسكري لأهداف إنسانية.
أما فيليب هاموند وزير الخارجية البريطاني، الذي كان أكد الأسبوع الماضي أن لندن لن تنضم إلى واشنطن في قصف مواقع” داعش” في سورية، فقد أصر على عدم استبعاد أي خيار عن الطاولة، إلّا أنه أقر بأن تنفيذ ضربات جوية في سورية سيكون أكثر صعوبة من العراق لكافة الأسباب السياسية والتقنية والقانونية.
في الأثناء، جدد السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين موقف بلاده الرافض استخدام التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب لأغراض سياسية واضحة، وقال: إن روسيا تقف ضد إعلان الحرب على الإرهاب خارج إطار تفويض مجلس الأمن الدولي.
وفي تصريح له أمس بعد لقاء رئيس الحكومة اللبنانية السابق نجيب ميقاتي، قال: إن أي خطوات بهذا الاتجاه خطيرة جداً، إذ لا يجوز تحت ستار القضية العادلة، وهي محاربة الإرهاب، أن تنتهك سيادة دولة ما، مؤكداً أن هذا لا يخدم القضية المعلنة، بل سيؤدي إلى تدهور الوضع الميداني والعلاقات الدولية.
وأضاف: يجب أن يكون هناك إجماع دولي حول مكافحة الإرهاب وليس محاولات لفريق أو تكتل لاختصار الموضوع، ونحن نريد أن تكون الأجواء الدولية إيجابية أكثر وإيجاد قواسم مشتركة.
وأشار إلى أن التحالف الدولي الجديد لا يضيف شيئاً، وهو يدعم المسلحين الإرهابيين ضمناً في سورية، مشدداً على أن الوضع خطير جداً.
وشدد على أن التصدي للإرهاب يجب أن يشمل أكبر عدد ممكن من الدول، ولاسيما دول الجوار، موضحاً أن سورية وإيران دولتان واقفتان ضد الإرهاب ويجب أن تكونا بين أطراف متحالفة في هذا المجال.
من جهته، أكد وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد حسين دهقان أن الإرهاب والتطرف والعنف تشكل جميعها عوامل تهدد الأمن في المنطقة والعالم، وأن التصدي لها بحاجة إلى التناغم والتنسيق ووحدة العمل بين دول المنطقة دون تدخل الدول الداعمة للإرهاب.
وأكد قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري أن داعش هو صنيعة أميركا وإسرائيل، وأن الدعم الأميركي لـ”المعارضة السورية”، لن يغيّر المعادلات الميدانية على الأرض، لأن هذا الدعم لم يتوقف طيلة الأزمة، واعتبر أن ما تقوم به أميركا مخالف للقوانين والأنظمة الدولية وهو مدان حتماً، مجدداً دعم بلاده لسورية في مواجهتها للإرهاب، وقال: ندين أي إجراء أو اعتداء أميركي عليها.
وأضاف جعفري في تصريحات له أمس: إن أميركا تقوم بدعم التنظيمات الإرهابية في سورية وتمارس مختلف أنواع المؤامرات لإضعافها، باعتبار أن الحكومة والشعب في سورية يقفان في صف المقاومة بالمنطقة، وتابع: إن هناك شكوكاً حيال الهدف الحقيقي للولايات المتحدة من تحركها ضد تنظيم “داعش” الإرهابي، مشدداً على أن التحالف الدولي لمحاربة “داعش” يشبه المسرحية.
وتلف الشكوك مواقف دول المنطقة من التوجه الأمريكي لمحاربة الإرهاب، إذ يتصف الموقف الأمريكي بعدم الجدية، حيث تتعامل واشنطن بصورة انتقائية مع الإرهاب، فتزعم محاربته في مكان وتدعمه في مكان آخر.
إلى ذلك، أكد العلّامة اللبناني الشيخ عفيف النابلسي أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تقوم بمهمة أخلاقية وإنسانية لإنقاذ العالم والمنطقة من مخاطر الإرهاب لأنها هي من صنعت هذا الإرهاب وموّلته وأمدته بكل أسباب القوة والاستمرارية، وقال: إن التنظيمات الإرهابية ما كان لها أن تكون أصلاً لولا الغطاء الأمريكي الذي سمح لكل من السعودية وقطر وتركيا بتزويدها بالسلاح واستقدام آلاف المتطرفين من مختلف أنحاء العالم ليشرعوا بتقسيم البلاد وإشعال فتنة لا حد لها.