“المركزي” يحدد سعراً مرتفعاً للصيارفة عند 186 ليرة دولار السوق السوداء تراجع بمعدل 7.5% خلال ثلاثة أيام والذهب عيار 21 ثابت عند 6650 ليرة
تراجع دولار السوق السوداء أمام الليرة السورية خلال ثلاثة أيام بحدود 7.5%، من مستوى 205 ليرات إلى 190 أمس، بعد ارتفاعه بصورة حادة الأسبوع الفائت بنسبة 20% تقريباً من 170 ليرة.
وكان لتدخل المصرف المركزي وبيعه لبضع ملايين من الدولارات لشركات الصرافة الدور الأبرز في تراجع سعر الدولار رغم تحديده سعر صرف مرتفع أمس الأول بـ 185.83 ليرة كسعر وسطي للمصارف وبـ 186.07 كسعر وسطي لمؤسسات الصرافة، إلا أن مصادر مطلعة في “المركزي” أكدت أن المصرف قرر عقد جلسات تدخل يومية في سوق القطع إلى حين عودة السعر إلى ما كان عليه قبل الفورة السابقة التي أوصلته إلى ما يقارب 205 ليرات بالرغم من وهمية السعر. وأضاف أديب ميالة حاكم المصرف أسباباً أخرى أدت إلى التحسن كتوفر عرض كبير من القطع الأجنبي في السوق المحلية نتيجة قيام المصرف المركزي بتلبية الطلب على القطع الأجنبي للأغراض التجارية وغير التجارية بشكل مستمر، إضافة إلى القرارات الأخيرة الصادرة عن المصرف والتي بدأت تعطي مفعولها ولاسيما قرار تعهد إعادة قطع التصدير الذي أمّن للسوق موارد إضافية من القطع الأجنبي ومكّن المصرف من زيادة حجم تمويل المستوردات.
الحوالات
جانب آخر أدى إلى زيادة المعروض من الدولار في الأسواق، حيث لوحظت عودة عدد كبير من اللاجئين، الأمر الذي زاد معه عدد الحوالات المالية إلى سورية، وذلك بناءً على تصريحات قائمين على شركات الصرافة في دول الخليج العربي، وتحديداً في السعودية وقطر والإمارات.
أحد الصيارفة أشار لـ”البعث” إلى تراجع واضح في الطلب على الدولار بمراكز الصرافة وفي السوق السوداء، لافتاً إلى أنه من الصعب المخاطرة في التجارة بعملات تتذبذب في ظل الانخفاضات المتتالية في زمن قصير. وقال: “إن شركات الصرافة أصبحت تنأى بنفسها بعيداً عن المتاجرة في الدولار الأمريكي، بسبب تذبذبه بشكل كبير أمام الليرة السورية وبالتالي أمام العملات الأجنبية الأخرى”.
الخوف
إضافة إلى العامل النفسي الذي يعزف عليه المضاربون في سوق “الفوركس” بناءً على قاعدة يرتكز عليها تجار العملات والأسهم على حد سواء، مفادها “اشتر على الإشاعة وبع على الخبر”، وهذا ما حدث ويحدث يومياً في السوق، ويعزز هذه الحالة ضعف الخبرة في السوق، وخاصة فيما يتعلق بتحديد العوامل المؤثرة في سعر الصرف، إذ تربطه الأغلبية بعامل واحد، وهو العامل السياسي، وهذا غير صحيح، لكنه يقدم خدمة كبيرة للمضاربين.
وبالنسبة للمعدلات المرتفعة لأسعار السلع التي شهدها الاقتصاد مؤخراً، رأت الباحثة الاقتصادية الدكتورة رشا سيروب أن أحد أهم الأسباب تعزيز ظاهرة الدولرة من خلال تحوط الأفراد بالعملة الأجنبية، وعدها وسيلة مناسبة لحماية الثروات نتيجة التقلبات الشديدة في سعر صرف الليرة السورية، ودور المضاربين والمتاجرين بالعملة الوطنية، مؤكدة ضرورة تعزيز الثقة بالليرة السورية، ومن الأسباب أيضاً التي أشارت إليها الباحثة العقوبات والحصار الاقتصادي وصعوبات النقل وتراجع سعر صرف الليرة والتضخم المستورد.
توازن
حاكم مصرف سورية المركزي أكد من جهته أن عملية التدخل في سوق أسعار صرف القطع الأجنبي مستمرة وبشكل يومي حتى وصول سعر صرف الليرة السورية إلى مستويات توازنية مقبولة، إضافة إلى استمرار التزام مصرف سورية المركزي بقبول طلبات شراء القطع الأجنبي من قبل مؤسسات ومكاتب الصرافة بشكل يومي لتلبية حاجة السوق ومتطلبات استقرار سعر الصرف، وهو واقع انعكس بشكل فوري ومباشر على السوق التي شهدت حالة من الترقب بانتظار نتائج الجلسة بعد انتشار أخبار انعقادها.
وفي السياق ذاته انخفض سعر اليورو في السوق السوداء إلى 236 ليرة، وسعر الجنيه الإسترليني إلى 295 ليرة، وحافظت نقابة الصاغة في نشرتها على سعر غرام الذهب عيار /21/ عند 6650 ليرة رغم انخفاض سعر أونصة الذهب في السوق العالمية إلى 1235 دولاراً أمريكياً.
دمشق- سامر حلاس