في "مكافأة" لها على جرائمها بحق شعوب المنطقة الأمم المتحدة تعيّن ضابطاً إسرائيلياً في "قواتها للسلام"
تصر الأمم المتحدة دوماً على إظهار انحيازها ووقوفها مع “إسرائيل”، دون أن تقدّم أي مبرر أو توضيح لما يجري، فعلى الرغم من الرفض الإسرائيلي القاطع لاستقبال لجنة التحقيق الدولية في المجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني أثناء عدوانه الأخير على غزة، بادرت الأمم المتحدة إلى تكريم العدو وتعيين ضابط “إسرائيلي” في قوة حفظ السلام الدولية التابعة لها.
وبذلك يكون هذا الضابط أول عسكري إسرائيلي يعيّن في هذه القوة، والذي يأتي، كما قالت “الخارجية الإسرائيلية” لقاء “مساهمتنا الصغيرة للسلام والأمن في العالم”.
نعم لقد باتت “إسرائيل” تساهم في الأمن والسلم العالميين، وبات أهل غزة مصدر الإرهاب الدولي!؟.
إلى ذلك تتوالى ارتدادات الحرب العدوانية الأخيرة، وما جرى فيها من كسر صورة “الجيش الذي لا يُقهر”، والمفاجآت التي أظهرتها المقاومة الفلسطينية في القطاع، حيث بدأت حرب أخرى بين استخبارات الاحتلال العسكرية وجهاز الأمن العام “الشاباك”، بشأن الإنذار قبل الحرب.
وفي تقرير، لمراسل صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يدعي الشاباك أن تقديراته منذ مطلع العام الحالي كانت تشير إلى أن فصائل المقاومة معنية بالحرب، في حين تدّعي الاستخبارات العسكرية أنه لم تكن هناك أية تقديرات من هذا النوع، وقال ضابط كبير في الاستخبارات العسكرية: إن ادعاء الشاباك بأنه حذّر من حرب في تموز الماضي هو قصة مختلقة ليس لها أي أساس.
في المقابل، يصر الشاباك على أنه حذّر مسبقاً من الحرب، ويتساءل ضباطه: “إذا كان ضابط الاستخبارات العسكرية على صواب، فلماذا عيّن رئيس أركان الجيش نهاية شهر تموز كموعد للجاهزية للقتال”.
وفي سياق متصل، يبدو أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في موقف حرج جداً، بعد مروره بمأزق ثلاثي جديد لم يكن يتوقعه، يتمثل باتجاهات الرأي العام الداخلي المتدهورة، وتصفية الحسابات الحزبية داخل الحكومة، وتصفية الحسابات داخل الليكود نفسه.
وفجّرت استقالة وزير داخليته جدعون ساعار، الذراع الأيمن له، الساحة الإسرائيلية السياسية للحكومة وحزب الليكود الحاكم، فيما اعتبرت بعض الصحف العبرية الاستقالة بأنها “هزة من العيار الثقيل لحزب الليكود”، خاصة أنها تأتي في ظل أزمة داخلية يعيشها الحزب وانقسام بين معسكرين مؤيد لنتنياهو وآخر معارض يقوده داني دانون، رئيس المؤتمر العام للحزب.