حديث الخوف من تهم “المصلحية” والتدخل بالمخصصات؟! مليون و750 ألف ليتر مازوت لمحطة مدللة والباقيات محرومات
تفاقمت عمليات المتاجرة والسمسرة والتلاعب بآلية توزيع المشتقات النفطية لدرجة أوصلت البعض إلى الثراء المطلق والفاحش، في الوقت الذي يبحث فيه المحتاجون عن ليتر واحد ولا يجدونه إلى أن وصلت الأمور ببعض أصحاب السرافيس للتوقف عن العمل ما أدى إلى انقطاع العديد من الطرقات وإن عثروا على ليتر يكون بسعر مضاعف لسعره الرسمي.
والسؤال: ماذا يعني أن تبلغ مخصصات محطة بمدينة حماة خلال الشهر الفائت مليوناً و650 ألف ليتر وحصة مدينة مصياف أو الغاب لا تتعدى ربع أو نصف هذه الكمية، وكل ذلك بسبب الضغط الذي يمارسه مدير فرع المحروقات على رئيس الدائرة التجارية لتسجيل طلبات لمحطات بعينها والتي تنفذ كامل حصتها على حساب مخصصات مناطق المحافظة الأخرى.
مصدر مسؤول وموثوق ومعنيّ في فرع المحروقات بحماة قال لـ”البعث” إن مخصصات المحطة -موضوع الحديث- وصلت إلى المليون و650 ألف ليتر من المازوت الشهر الماضي، إلا أنها للأفران والمشافي والمدارس، وعندما قلنا لهذا المسؤول: لماذا لا يتم توزيع هذه القطاعات على عدة محطات بدلاً من دكها في محطة واحدة ولو من باب العدالة في التوزيع وإنصاف أصحاب كل المحطات، أجاب: نحن لا نتدخل في هذه القضية ولا نجرؤ أن نطلب من جهة أو قطاع ما بتحويل مخصصاته إلى محطة بعينها خشية من أن نتهم “بالمصلحية”، و سكت عن الكلام المباح وقال: نحن لا نتدخل أبداً..؟!!.
وبالمقارنة والمقاربة بين ما تحظى به بعض المحطات دون سواها من كميات كبيرة نقول: ليس من العدل بمكان ألا تتجاوز مخصصات محطة هنا في حماة عن الـ30-40 ألف ليتر وأخرى تغرق بالمادة، ألا يُعدّ ذلك من المفارقات الغريبة العجيبة؟، مع تقديرنا لكل الجهود التي تبذل في محاولة لإيصال المادة لمستحقيها.
وقد يكون السؤال المحرج للجان التوزيع ومدير فرع المحروقات هو: هل يعقل أن يعطش المواطنون جراء غياب مخصصات وحدات المياه ومحطات الضخ من المازوت، كما يحدث في مجال منطقة مصياف، ولا نريد أن نسمّي المحطة التي تزود وحدة المياه بالمادة كي لا نفهم بأننا من أنصار صاحبها في الوقت الذي يسهر البعض ويحرص على إيصال المليون و650 ألف ليتر إلى محطة مدللة بحماة لدرجة غدت القضية على كل لسان في مجال المحافظة ولا على بال من يعنيه الأمر.
بالمختصر المفيد.. نحن بأمس الحاجة لجهود الجميع لتعرية المتلاعبين وتجار الأزمات والتنديد بهم في أي مكان وزمان، وليس من المنطق والعدل أن تخسر الحكومة المليارات لتوفير احتياجات الناس ليربحها التجار الجشعون والمستغلون ويكتوي بنارها المحتاجون!!.
حماة– محمد فرحة