"أنصار بيت المقدس" و"داعش" و"الإخوان" أوجه متعددة للإرهاب التنظيمات التكفيرية تعلن تحوّل مصر إلى "أرض جهاد"
سقوط نظام الإخوان المسلمين في مصر، شكّل ضربة قاصمة لآمال الجماعة الإرهابية، وغيرها من التنظيمات المتأسلمة، لكنه أدى لظهور العديد من المجموعات التكفيرية، والإعلان عن نفسها بأنها قادمة لـ”حماية الشرعية” و”استعادة الحكم” البائد، ولعل “جماعة أنصار بيت المقدس” مثال صارخ على ذلك، والتي نفذّت العديد من العمليات والتفجيرات طالت مسؤولين ومنشآت حيوية في أرض الكنانة في سبيل الهدف الذي أعلنت عنه سالفاً.
البعض اعتبر أن تنظيم أنصار بيت المقدس حالة مصرية، أكثر منها حالة إيديولوجية، تنتسب إلى القاعدة ومفتوحة على جهاد عالمي يضم بين جنباته جنسيات مختلفة، كما هي الحال مع جماعات: “بوكو حرام” أو “داعش” أو “جبهة النصرة”، ولكن الجماعة عادت وصححت الأمر في بيان لها قائلة: “إن أنصار بيت المقدس ليسوا جزءاً من تنظيم القاعدة وليسوا تابعين له بل يتبنون نفس المنهج والعقيدة والأفكار والمبادئ، لكن تنظيمياً لا توجد علاقة بيننا وبين القاعدة”.
إذاً المنهج واحد والفكر واحد، الوهابي الظلامي، والوسيلة أيضاً واحدة، وهي القتل والإرهاب والفتاوى الشيطانية لتبرير الفوضى التي تسعى لتعميمها.
هذه الحالة المنفردة في مصر دفعت العديد من التنظيمات التكفيرية للدعوة لأن تكون أرض الكنانة الأرض والمنطلق نحو تنفيذ مآربهم ومشاريعهم المرتبطة بشكل تام مع المخططات الغربية للمنطقة، وتالياً لتشتيت الأضواء المسلّطة على العراق وسورية وما يدور على أراضيهما من قتال “داعش” وغيرها من التنظيمات القاعدية الأخرى، وفتح جبهة جديدة من القتال، كما حدث عندما حثّ تنظيم “داعش” “الجهاديين التكفيريين” في شبه جزيرة سيناء المصرية، على مهاجمة الجنود المصريين وقطع رؤوسهم في خطوة من شأنها أن تزيد القلق من الصلات التي تربط بين الجماعات المتشددة.
وأقر مسؤولون مصريون، من بينهم وزير الخارجية سامح شكري، بوجود تنسيق بين أنصار بيت المقدس وتنظيم “داعش”.
وقال أبو محمد العدناني، المتحدث باسم التنظيم الإرهابي في بيان بث على الانترنت، “نثني على إخواننا في سيناء الأبية،
فقد شعشع الأمل في أرض الكنانة ولاح البشر في مصر بعملياتهم المباركة ضد حماة اليهود جنود السيسي الفرعون الجديد”، في إشارة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأضاف: “امضوا على هذا المنهج، فهذا هو الطريق السديد. فخخوا لهم الطرقات وهاجموا المقرات. اقتحموا عليهم منازلهم. اقطعوا منهم الرؤوس، لا تجعلوهم يأمنون واصطادوهم حيثما يكونون. حوّلوا دنياهم إلى رعب وجحيم. فجروا بيوتهم”، حسب أقواله.
وتشير الأحداث الإرهابية الأخيرة، وهي الأولى من نوعها في مصر أكبر الدول العربية، إلى أن الجماعة التي تسعى للإطاحة بالحكومة ازدادت تشدداً.
في سياق الأحداث المتواصلة على صعيد المنطقة، أيدت مصر دعوة واشنطن لبذل جهد دولي للتصدي لخطر “داعش”، لكن وزير الخارجية شكري أشار إلى أن القاهرة قد لا تقدم مساعدة عسكرية مباشرة للولايات المتحدة في معركتها مع التنظيم، قائلاً: إن اهتمام الجيش منصب على الجبهة الداخلية.
وأصبح تحدي احتواء التشدد أكثر تعقيداً منذ إعلان التنظيم قيام “دولة الخلافة”، وكان بذلك حافزاً لجماعات متطرفة أخرى بعضها يرابط على حدود مصر مع ليبيا، التي تشهد حالة من الفوضى، الأمر الذي انعكس على الداخل المصري، حيث أعلن أحد قادة أنصار بيت المقدس أن “داعش” زوّدت الجماعة بتعليمات عن كيفية العمل بشكل أكثر فاعلية.
وقد بدا أن قوات الأمن المصرية تحرز بعض النجاح ضد الإرهابيين في الأسابيع الأخيرة، وقال مقاتل “أنصار بيت المقدس”: “إن ضغوط الجيش دفعت بعض المقاتلين إلى الهروب من سيناء إلى مناطق أخرى في مصر”.
في النهاية مهما اختلفت التسميات والمسميات للمجموعات التكفيرية، فالهدف واحد هو نشر الفوضى والإرهاب تحت غطاء الإسلام، وأيضاً تنفيذ أجندات ومشاريع غربية صهيونية لتفتيت المنطقة وتعمية الفوضى الخلاقة في بلدانها، ولعل ما ذكر عن خطة الطوق النظيف التي وضعها نتنياهو وديك تشيني نهاية التسعينيات هو عين ما نشاهده اليوم.