في حفل تأبينها: صاحبة الصوت الذهبي فريال أحمد باقية في الوجدان
مسيرة غنية بالعطاء وأعوام من العمل الجاد الملتزم.. وسنوات من الموهبة والتفرد قضتها الإعلامية الراحلة فريال أحمد في تطوير الأداء المهني وتأسيس وتدريب جيل إعلامي جديد… يذكرها كل من عرفها بالبسمة الجميلة التي لا تفارق محياها ولطف الكلمة والمعاملة، إنها بحق نجمة إذاعة دمشق وصاحبة الصوت الذهبي ونموذج الإعلامية السورية التي لا يليق بها إلا التكريم والتقدير حيث أقيم أمس حفلاً تأبينياً لها على مدرج دار البعث.
وفي تصريح خاص للبعث أكد المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون رامز ترجمان أن سورية خسرت بشكل عام والإعلام السوري بشكل خاص قامة إعلامية كبيرة وخسرت صوتاً من الصعب أن يتكرر في السنوات القادمة فأهم البرامج الإذاعية كانت بصوتها أو من إعدادها.
وأضاف ترجمان: فريال أحمد كانت مدرسة بمهنيتها وبعملها الإعلامي وبأخلاقها وخرجت العدد الكبير من مقدمي البرامج الإذاعية وهي نقطة التقاء يجتمع حولها الجميع فقد كانت تحب وتحترم الجميع ولا تبخس أحداً حقه، كما كانت تطرح المشاكل وتقدم النصائح بكل شفافية وصدق، قد نكون خسرناها جسداً ولكنها ستبقى بصوتها الدافئ حاضرة في الأذهان والذاكرة.
عطر الكلام الجميل
بينما أشار نقيب الصحفيين إلياس مراد أن أي فقد مؤثر، ولعل المؤثر أكثر أن يفقد المرء شخصية اعتاد عليها يومياً من خلال صوتها الذي كان ينبعث من إذاعة دمشق ليعطي الفرح وينثر عطر الكلام الجميل على المجتمع السوري ونأمل من الإعلاميين الجدد أن يملؤوا الفراغ الذي تركته الراحلة.
امرأة استثنائية
ورأت نقيبة الفنانين فاديا خطاب أنه مهما تحدثنا لن نوفي فريال أحمد حقها فهي امرأة فاضلة ونيرة إعلامياً وثقافياً تملك قلباً كبيراً محباً، أعطت من حياتها الكثير للإعلام وهي جديرة بلقب المرأة السورية الاستثنائية فهكذا تكون السوريات ولطالما كانت حاضرة بصوتها الدافئ الجميل، وكم كنت استمتع بكل كلمة تقولها فكلماتها تنبض بالرزانة والحكمة الإعلامية وكنت اسميها كتلة حضارة متنقلة. وما يعزينا أنها غابت بجسدها ولكنها باقية بروحها في وجداننا وضمائرنا.
إعلامية نادرة
واعتبر الإعلامي مخلص الورار مدير إذاعة دمشق أن شهادته هي كلمة وفاء صغيرة تجاه من أمضت حياتها في العمل الجاد، وتجاه شخصية إعلامية نادرة سجلت بقلمها أروع الكتابات لبرامج إذاعية لاقت نجاحاً لافتاً عند الجمهور وعند لجان الحكم في مهرجانات عربية ودولية وحققت حضوراً آسراً ونجاحاً باهراً وذلك من خلال موهبة حقيقة وعمل لا يعتريه الملل ونشاط لا يعرف الفتور فأنتجت عملاً متوج بالحب والعشق.
كما وجه الورار بحزن عميق وتأثر واضح السلام لروح فريال من أصدقائها ومن أسرتها ومن الأستوديو الذي عملا به معاً ومن الميكرفون الذي اشتاق صوتها الجميل ومن كرسيها المفضل.. وخاطب روح الراحلة بقوله: أختي فريال أنت التي كنت تعلمين من حولك كيف يكون الحب والوفاء، وكنت أنموذجاً مثالياً للإنسانة العصامية والقيم النبيلة وللمرأة الأم، وحكاياتنا المشتركة تحتاج إلى مداد لا ينضب..فالسلام لروحك.
هي ستبقى دائماً
ورأى الإعلامي جمال الجيش أن الراحلة لا تزال تسكن كل خلية فينا وتنبض في الروح وهي ماتزال حاضرة بكل الصدق والوفاء والمعاني التي جسدتها، كانت الإنسانة النبيلة والإعلامية الصادقة والمواطنة الحقيقية، واعتبر أن فريال ستبقى دائماً عبر كل كلمة قالتها نابعة من القلب ووصلت إلى القلب، وموتها أكد أننا مازلنا كسوريين قادرين على الحزن رغم كل جراحنا وأكد أن للموت جلاله ووقاره وعظمته.
الحب هو الحل
ووجه ابن الفقيدة غسان محمد كلماته لوالدته التي رآها المدرسة والأم والنموذج وتعلم منها المعاني العظيمة وقال: بعد حجم الحب الذي تركته يا أمي والذي أراه في عيون الناس أرى عالم الحب والعطاء والأمل الذي بنيته وسأبقى على العهد لا تطرف ولا تعصب ولن أنسى أن أرضنا فوق الجميع وأن الحب هو الحل وأعاهدك أن أبقى سورياً.
الصوت الأجمل
كما قال كمال الحريري عضو مجلس نقابة الفنانين أن فريال احمد كانت من المذيعات القديرات وكانت الأم الحنون التي تمد يد العون لأي شخص دخل المجال الإعلامي وكنا دائماً نبدأ نهارنا بصوتها الذي لا ينسى، وأكد الإعلامي جوزيف بشور أن فريال عُرفت بحضورها المتميز الإعلامي والإنساني وكنا نلجأ إليها عند وجود أي مشكلة وبرأيي هي الصوت الأجمل في إذاعة دمشق والإنسانة الراقية التي لن تعوض.
وخلال حفل التأبين تم عرض فيلم وثائقي عن الراحلة الإعلامية من إعداد وسيناريو غسان ملبنجي وتعليق الإعلامية هدباء العلي وإخراج عدنان خليل كدليل حب ووفاء لمسيرتها ضم عدداً من شهادات وأراء أصدقائها وزملائها ومن عمل معها ترافق مع عرض صور الراحلة وكلمات بصوتها من برنامج “مرحباً يا صباح” الذي كانت تقدمه بالتعاون مع الإعلامي مخلص الورار عبر أثير إذاعة دمشق .
لوردا فوزي