أقوال بلا أفعال
قال المدير العام لشركة النقل الداخلي بدمشق إن نحو 130 باص نقل داخلياً ستكون في الخدمة مع نهاية عام 2014!.
هذا الكلام الجميل يحتاج إلى فعل كي يكتسب مصداقيته من خلال زج الباصات المذكورة في الخدمة تباعاً خلال الثلاثة أشهر المتبقية من هذا العام أي بمعدل 32 باصاً في الشهر الواحد!.
ويقول مدير الشركة إنه تم رصد نحو 200 مليون ليرة لتأهيل الباصات المتضررة والمخرّبة!.
لن نسأل لماذا لم يُرصد هذا المبلغ من قبل، ولكننا نسأل: هل سيتحوّل الرصد إلى صرف أي إلى فعل يتيح إصلاح الباصات وزجّها في الخدمة تباعاً؟.
ومما يقوله مدير الشركة أن عدد الباصات العاملة على الخطوط حالياً 30 باصاً فقط لأن الاعتماد في السنوات الماضية كان على القطاع الخاص..
كلام جميل وصريح، ولكنه يحتاج إلى فعل يتجسّد بإلزام شركات استثمار النقل الداخلي بالأنظمة التي تحدّد مسارات عمل الباصات.
وتقول جميع الجهات المسؤولة عن النقل في دمشق: إن عدد الباصات الموجودة حالياً لا يتجاوز 400 باص، في حين أن الحاجة تتجاوز 1000 باص!.
كلام أكثر من جميل، يحتاج إلى فعل ، أي شراء أكثر من 600 باص جديد وهذا الفعل لم نسمع مسؤولاً واحداً حتى الآن يعِد وليس يفعل بتنفيذه!.
ويقول بعض المسؤولين في محافظة دمشق إن سبب الأزمة يعود إلى توقف 3 آلاف ميكروباص عن الخدمة لأسباب عديدة.
كلام واضح وصريح، ولكن لم يقل أحد من هؤلاء ماذا فعلت المحافظة لإزالة “الأسباب العديدة” التي تعيد الميكروباصات إلى الخدمة!.
أما أجمل أقوال مسؤولي محافظة دمشق فهي: يوجد 35 ألف سيارة أجرة تعمل في دمشق ونسعى إلى تحويل بعضها إلى العمل في منظومة “السرفيس تاكسي”!.
هذا الكلام يحتاج إلى فعل يتجسّد بقرارات جريئة وحاسمة تنفذ على الفور، فبحسبة بسيطة نكتشف أن هذا العدد من سيارات الأجرة يوازي أكثر من 3000 باص، أي بإمكانه حلّ مشكلة أزمة النقل الداخلي جذرياً وهي تجربة مطبّقة في كثير من البلدان كلبنان!.
بالمختصر المفيد: الأقوال كثيرة.. والأفعال تكاد تكون صفراً مكعباً!.
علي عبود