الغرب يدعم الإرهاب ويدّعي محاربته.. والضربات الأمريكية مسرحية لـ"تقليم الأظافر" إيــران تنتقد مـجـدداً غـارات التـحـالــف الــدولــي: لا وجـــاهــــة قـانـونـيـة لـها روسيا: "التحالف الضيّق" الموجّه ضد "داعش" لا يكفي للقضاء على ظاهرة الإرهاب
تؤكد الإنجازات النوعية للجيش العربي السوري في مختلف المناطق التي تسلل إليها الإرهاب قدرته على تخليص الشعب السوري من هذه الآفة خلال فترة قصيرة، في حال أوقف حكام الخليج وأسيادهم في أوروبا وأمريكا دعم التكفيريين بالمال والسلاح.
معسكر المتآمرين في الغرب والمعتلين في ممالك ومشيخات البترودولار لا يزال يعوّل على القتلة الجوالين والمنحرفين أخلاقياً لتحقيق الأهداف الصهيوأمريكية في المنطقة، أردوغان لا يزال يقيم معسكرات لتدريب الإرهابيين ويسهّل دخولهم إلى سورية، وحكام الخليج يواصلون فتح أبواب خزائنهم لتمويلهم، ويستمر الأوروبيون في شراء النفط المسروق من قبل الإرهابيين، وذلك رغم صدور القرار الدولي 2170 القاضي بمكافحة الإرهاب، ولذلك فما بدء الولايات المتحدة بتوجيه ضربات للتنظيمات الإرهابية في سورية والعراق، إلّا لعبة مسرحية ومحاولة لتقليم أظافر تنظيم “داعش” الإرهابي، قبل أن يضرب الدول التي ربّته وحوّلته إلى وحش يهدد أمن العالم.
يمكن القول: إن الحسنة الوحيدة لإقامة تحالف دولي لمكافحة الإرهاب أنه بيّن للرأي العام العالمي حقيقة ما يجري في سورية، وما يعانيه شعبها من سلوكيات إجرامية لكل العصابات الإرهابية التي تسللت إلى أرضها، كما أن التحرّك الدولي لمكافحة الإرهاب يؤكد صوابية رؤية القيادة السورية، وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد، الذي حذّر في كل خطاباته ولقاءاته مع وسائل الإعلام العربية والأجنبية منذ بداية الأزمة من خطورة دعم الإرهاب والعبث بأمن المنطقة، والذي يضع العالم على فوهة بركان.
الآن وبعدما اتضح المشهد كاملاً وتبيّن للجميع أن الجيش العربي السوري استطاع بصموده الأسطوري وبوقوف شعبه والدول الصديقة إلى جانبه أن يدرأ خطر توسّع الإرهاب عن شعوب العالم، وبالتالي استحق جيشنا البطل أن تقدّم له كل وسائل الدعم للقضاء على عصابات الغدر والتكفير الوهابي، بدأت دول غربية عدة، من بينها فرنسا وبريطانيا وغيرها باتخاذها أو أعلنت عن النية لاتخاذها لمواجهة خطر عودة مواطنيها الذي التحقوا بالتنظيمات الإرهابية، وخاصة في سورية، وتنفيذهم عمليات على أراضيها، وبدأت بشن ضربات جوية لاستهداف تنظيمات إرهابية في سورية، في اعتراف متأخر بالإرهاب الوافد الذي تواجهه سورية في السنوات المنصرمة.
بالأمس، انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني مجدداً أمس الغارات التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش الإرهابي في سورية، مشدداً على أن شن هذه الغارات دون موافقة الأمم المتحدة ودمشق لا وجاهة قانونية له إطلاقاً، وقال في تصريحات لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية: إن الإرهاب والتطرف تهديد جاد للجميع والحاجة تقتضي منّا مكافحة راسخة وثابتة ضد تنظيم داعش الإرهابي وخوض حرب بعزم وتصميم ضد التنظيمات الإرهابية.
وشنت الولايات المتحدة الأمريكية وشركاؤها عدة غارات على مقرات وتجمعات تنظيم “داعش” الإرهابي في مدينة البوكمال، ومحيط قرية عين العرب في ريف حلب الشمالي، وذكر مصدر أهلي من البوكمال أن الغارات استهدفت المنطقة الصناعية ومواقع أخرى في المدينة، ولم تعرف الخسائر في صفوف الإرهابيين.
وفي تصريحات خلال لقائه نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك شدد الرئيس الإيراني على ضرورة أن تكون الدولة التي اكتوت بنار الإرهاب في طليعة مواجهته، كسورية والعراق، اللتين عانتا من ظاهرة الإرهاب المشؤومة، داعياً كل الدول إلى تقديم المساعدة لسورية والعراق في مجال مكافحة الإرهاب، وقال: إنه أمر لا يصدق بأن تعمد الأطراف التي شكلت التنظيمات الارهابية إلى القضاء عليها اليوم.
من جهته أكد الرئيس الفنزويلي أن الإرهابيين هم أعداء حقيقيون للبشرية، منتقداً مواقف بعض الأطراف التي زوّدت الإرهابيين بالسلاح والصواريخ بينما تقوم اليوم بمواجهتهم، كما انتقد التعاطي النفعي مع ظاهرة الإرهاب من قبل الغرب، الذي يعتبر عاملاً أساسياً في تفشي هذه الظاهرة عالمياً، داعياً الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية إلى العمل على تحديد جذور المجموعات الإرهابية.
وفي موسكو، أعربت الخارجية الروسية عن شكوكها في شرعية الضربات التي تشنها الولايات المتحدة ومدى فعاليتها، مشددة على أن هذه الضربات لا يمكن أن تنفذ إلّا بتفويض من الأمم المتحدة، وبشرط موافقة سلطات الدولة التي تنفذ هذه الغارات على أراضيها.
وانتقدت الخارجية الروسية في بيان مواصلة الغارات على مواقع الإرهابيين في سورية والعراق، والتي تزعم واشنطن أنها تنفذ على يد “تحالف دولي” مناهض لهذا التنظيم الإرهابي، وقالت: إن مكافحة الإرهاب بحد ذاتها تستحق تقييماً إيجابياً، لكن السياق السياسي للأحداث لا يزال يثير أسئلة جدية”، مذكّرة أن الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى فضّلت التغاضي عن الطابع الإرهابي للتنظيم المذكور عندما كان مسلحوه يستهدفون القوات السورية الحكومية وحدها، ولفتت إلى أن هذه أسئلة لا تطرحها موسكو وحدها، إضافة إلى أن الحديث لا يدور عن تحالف دولي واسع، فالغارات الجوية لا تنفذها سوى الولايات المتحدة وفرنسا وعدد من الدول العربية، فيما تكتفي الدول الأخرى التي أعلنت عن مشاركتها في العملية بحملات إنسانية.
وأشارت الوزارة إلى أن ثمة شكوكاً في مدى فعالية الغارات، ومما يدل عليها مواصلة الإرهابيين محاصرة بلدة عين عرب شمال شرق سورية أو تفجيرهم لكنيسة أرمنية أثرية في مدينة دير الزور، وشدد البيان على أن روسيا تبقى مع مكافحة الإرهاب باعتباره شراً مطلقاً، وتدعو جميع الدول المسؤولة إلى بلورة استراتيجية مشتركة لمحاربة الإرهاب وتطبيقها على الصعيد العملي، كما أعرب عن ثقة موسكو بأن هذا الأسلوب الشامل وليس “التحالف الضيّق” الموجّه ضد تنظيم “داعش” وحده سيسمح بالقضاء على ظاهرة الإرهاب.