بتغطية من "المستقبل".. طرابلس تتحوّل إلى ملاذ آمن للقاعدة
الجيش اللبناني يشن عملية استباقية ويعتقل 450 إرهــابـيــاً فــي عــرســـال وجـرودهــا
تتطور الأحداث الميدانية على الساحة اللبنانية بصورة متسارعة، وفيما يبدو أن الجيش اللبناني اتخذ القرار، بإجراءات استباقية ووقائية، في عرسال ومحيطها، عبر مداهمة مخيمات المهجرين السوريين، بعد أن أصبحت ملجأ آمناً لإرهابيي “النصرة” و”داعش”، تتجه الأنظار نحو عاصمة الشمال، طرابلس، حيث الأمن والاستقرار مهددان بالانهيار في أي لحظة، والتي شهدت حصول عدد من الجرائم والعمليات الأمنية خلال الأسابيع الماضية، وصلت إلى ذروتها قبل يومين، حيث قتل أحد العسكريين بإطلاق نار، كما استهدف الإرهابيون دوريات للجيش وحواجزه في طرابلس ومحيطها.
ويتقاسم هذه العمليات الإرهابية، كلٌّ من تنظيم “داعش” الإرهابي، ومجموعة شادي المولوي وسامي منصور، التابعين لـ “جبهة النصرة” الإرهابية، واللذين يحظيان بتغطية سياسية من تيار “المستقبل”، ومن يدور في فلكه من متنفذين في طرابلس وعرسال، والذين يقومون بعرقلة تحركات الجيش اللبناني، تحت عناوين واهية، أصبحت مكشوفة، تلبية للأهداف السعودية–القطرية، ومن وراءها الولايات المتحدة وتركيا، في جعل لبنان بيئة حاضنة للإرهاب المصدّر إلى سورية، خاصة في المناطق الحدودية.
ويلفت مصدر لبناني من داخل طرابلس، إلى أنّ أمراً ما يُدبَّر في السر للمدينة، وأنه كلما اشتد الطوق والضغط في جرود عرسال-القلمون، انعكس سلباً وإرباكات أمنية في طرابلس، هدفها إرباك الجيش اللبناني أولاً، وإرباك السلطات السياسية والأمنية عامة، بفتح جرح جديد في طرابلس ينشغل به الجيش ويشتت قواه.
ولا يخفي المصدر خشيته من انهيار الخطة الأمنية في طرابلس، في ظل ما يحكى عن دخول أسلحة ومقاتلين “داعشيين” من ذوي القدرات القتالية الفائقة إلى التبانة، حيث تحدّث أكثر من مصدر أهلي عن مشاهدات لعناصر مسلحة ملثمة تتجول في الشوارع الداخلية للتبانة تنفذ دوريات أمنية.
وفي بلدة عرسال ومحيطها نفذ الجيش اللبناني عمليات دهم لمخيمات المهجرين السوريين، بحثاً عن مطلوبين، وأوقف أربعة عناصر من “جبهة النصرة” الإرهابية، ومئات اللبنانيين والسوريين المتورطين بالاعتداء على الجيش والمهنية خلال أحداث عرسال، وقالت: مصادر أمنية: إن “الجيش اللبناني احتجز نحو 450 شخصاً من الإرهابيين قرب الحدود مع سورية، في إطار تعزيز جهوده لمنعهم من استخدام بلدة عرسال الحدودية كقاعدة”.
وقتل خلال عملية المداهمة أحد الإرهابيين المطلوبين وأصيبب آخر، لدى محاولتهما الفرار من الجيش، كما افتعل الإرهابيون حريقاً داخل المخيمات قبل هروبهم، إلا أن الجيش تمكن من اعتقال عدد منهم عند حاجز وادي حميد.
وفيما بعد أعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه في بيان، أنه “أثناء قيام قوة من الجيش في منطقة عرسال بعملية تفتيش في مخيم تابع للنازحين السوريين بحثاً عن مشبوهين، أقدم ثلاثة عناصر يستقلون دراجة نارية على محاولة إحراق مخيم آخر تابع للنازحين بالقرب من المخيم الأول، فأطلق عناصر الجيش النار باتجاههم، ما أدى إلى إصابتهم بجروح، حيث تمّ توقيفهم ونقلهم إلى المستشفى للمعالجة.
وذكرت مصادر مطلعة أن الجيش أوقف نحو 450 شخصاً في عرسال منذ آخر تفجير، موضحة أن الجيش اللبناني أوقف عشرات السوريين، ويتمّ الآن التحقيق معهم لمعرفة مدى تورطهم مع مسلحين، وإن كل من يثبت لدى الجيش أنه مهجر ولا علاقة له بالمجموعات الارهابية يفرج عنه فوراً، ولفتت إلى أنه بعد مداهمات الأمس حضر عدد من المسلحين إلى مخيم المهجرين الذي داهمه الجيش لإضرام النار فيه واتهام الجيش بأنه هو من أضرم النار علماً أن المخيم يبعد مسافة 500 متر عن نقطة الجيش بينما حاول عناصر الجيش إخماد الحريق في المخيم، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك.
كما نفذت وحدات من الجيش مداهمات عدة لأماكن تواجد المهجرين السوريين في محلة أبي سمرا في طرابلس، وأوقفت الأجهزة الأمنية اللبنانية الإرهابي السوري المدعو”ب.ق” في بلدة رحبة في عكار لارتباطه بتنظيم “داعش” الإرهابي، وتمّ العثور على صور لهذا التنظيم على هاتفه الخاص.