واشنطن وباريس تحذّران رعاياهما في تركيا من هجمات المتشددين القاهرة: أردوغان كاذب.. ويتحمّل مسؤولية الفوضى في المنطقة
لا يزال سلطان الدواعش “رجب طيب أردوغان” يجول الأروقة العالمية، مدافعاً عن إرهابييه الذين تعددت أسماؤهم، “إخوان– دواعش– تنظيمات وألوية”، لكن إجرامهم واحد، مما دعا الخارجية المصرية أن تستنكر كلمته في الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة، وقالت: إنها تضمنت أكاذيب وافتراءات، واتهمته بدعم جماعات وتنظيمات إرهابية.
وذكرت وزارة الخارجية المصرية، في بيان أصدرته: إن تصريحات أردوغان في الأمم المتحدة أقل ما توصف بأنها تمثل استخفافاً وانقضاضاً على إرادة الشعب المصري العظيم، كما تجسدت في 30 حزيران، وذلك من خلال ترويجه لرؤية أيديولوجية وشخصية ضيقة تجافي الواقع.
وأضاف البيان: لا شك أن اختلاق مثل هذه الأكاذيب والافتراءات ليس بأمر مستغرب أن يصدر عن الرئيس التركي، الذي يحرص على إثارة الفوضى وبث الفرقة في منطقة الشرق الأوسط، من خلال دعمه لجماعات وتنظيمات إرهابية، سواء بالتأييد السياسي أو التمويل أو الإيواء، بهدف الإضرار بمصالح شعوب المنطقة، تحقيقاً لطموحات شخصية لدى الرئيس التركي وأوهام الماضي لديه.
في الأثناء، طالبت الولايات المتحدة وفرنسا رعاياهما في تركيا بتوخي المزيد من الحذر لاحتمال أن يشن متشددون أجانب أو محليون هجمات عليهم، رداً على الغارات الجوية التي استهدفت مقاتلي تنظيم “داعش”، وقالت السفارة الأميركية في أنقرة: إن المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية في تركيا عرضة للخطر على وجه الخصوص، وذكّرت المواطنين الأميركيين بالهجمات العنيفة التي وقعت في تركيا في الماضي، وأضافت: “احتمالات شن هجمات إرهابية على مصالح وأشخاص أميركيين من مجموعات محلية وعابرة للحدود تبقى مرتفعة”.
وبعد مقتل سائح فرنسي في الجزائر بأيدي جماعة مرتبطة بـ”داعش”، الأربعاء، قامت وزارة الخارجية الفرنسية بتحديث نصيحتها لمواطنيها لتشمل تركيا والأردن، وحذّرت بالتحديد من إمكانية حدوث أعمال خطف، ونصحت الفرنسيين في تركيا بعدم السفر إلى منطقة الحدود.
وتخشى الدول المشاركة في التحالف الدولي للحرب على “داعش” على رعاياها خاصة بعدما أعلنت مجموعة مرتبطة بالتنظيم المتطرف، في فيديو، أنها قتلت رهينة فرنسياً كانت خطفته الأحد في الجزائر.
وكانت هذه المجموعة، التي تسمي نفسها “جند الخلافة”، هددت الاثنين بقتل ايرفيه غورديل، وهو دليل سياحي في الخامسة والخمسين من العمر، إذا لم توقف فرنسا “في غضون 48 ساعة” غاراتها على مواقع “داعش” في العراق، في إنذار رفضه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء.
ويقول مراقبون: إن أعداداً كبيرة من التكفيريين ينشطون على الأراضي التركية بعدما سمحت لهم السلطات باستخدام أراضيها كمعبر إلى سورية.
وتطاول أردوغان على مصر، في كلمته بالأمم المتحدة، مجدداً وصفه للتغيير السياسي الحاصل هناك في الـ30 حزيران 2013، والذي أزاح حلفاءه الإخوان عن الحكم بأنه انقلاب، وزعم أن “الأمم المتحدة تقوم بدعم الانقلابيين العسكريين، وتقف ضد الذين انتخبوا بشكل حر وديمقراطي”.
وقررت القاهرة بناء على هذه التصريحات إلغاء المقابلة الثنائية التي كان قد طلبها وزير خارجية تركيا مع نظيره المصري على هامش أعمال الشق رفيع المستوى للجمعية العامة، وقال السفير بدر عبد العاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية: إن الوزير سامح شكري يرفض لقاء نظيره التركي في نيويورك، بالإضافة لإلغاء هذا الاجتماع، وتحدّث عن وجود “تناقض كبير في المواقف التركية”، ولفت إلى أن الوفد التركي يطلب في السر مقابلة الوفد المصري ثم بعدها يهاجم أردوغان مصر، واصفاً هذا بالأمر الغريب، ووصف أردوغان بأنه صاحب نظرة أيديولوجية ضيقة ويكشف ازدواجية تركيا.