جودة الأكياس الورقية في قطاع الاسمنت تتفوّق على أكياس البولي بروبلين صدقت التنبؤات.. وبشهادة “عمران”.. فلمصلحة مَن في كل عام التشكيك فيما هو أكيد!؟
رغم التنبيه لمساوئ استخدام أكياس النايلون كبديل للأكياس الورقية في مختلف المجالات، إلا أن أحداً لم يكترث أو يهتمّ بالأصوات والأبحاث التي عارضت منذ سنوات قرار الموافقة على منح تأشيرة دخول النايلون إلى الكثير من القطاعات ومنها تعبئة الإسمنت بأكياس بلاستيكية (بولي بروبلين) التي أثبتت تجربة استخدامها من مؤسسة عمران صحة ما تنبّأ به الكثير من الجهات الباحثة والعاملة في المجال البيئي والصناعي عن مساوئه.
“عنزة” لو طارت!
ولعل الفاكس رقم 268/ص2 تاريخ 3/7/2014 الذي تشرح فيه مؤسسة عمران أن تعبئة الاسمنت بأكياس بلاستيكية (بولي بروبلين) له آثار سلبية على تسويق مادة الاسمنت نتيجة لإضرارها بالمواصفات الفنية للإسمنت من ناحية امتصاص الرطوبة، إضافة إلى الملاحظات التي تضمّنها فاكسها رقم 106/ص 7/636 تاريخ 11/3/2014 على تعبئة الإسمنت في البولي بروبلين ووجود صعوبات في عمليات التحميل والتنزيل لأكياس النايلون لأنها ملساء ولا يمكن تخزينها على ارتفاعات لقابليتها للتزحلق وصعوبة تحميل هذه الأكياس على السيارات الشاحنة (السطحة) ووجود نتوء في زوايا الأكياس وأطرافها ما يسبب في تجريح أيدي العمال ويسبب الحساسية أثناء عملية المناولة والتنزيل، إضافة إلى كثرة التنخيل والغبار من المسامات الموجودة في أكياس النايلون، ما يسبب ضرراً لصحة العمال والمتعاملين وعدم رغبة المواطنين في استلام الإسمنت المعبأ بأكياس النايلون وتفضيلهم للأكياس الورقية.
مساوئ معروفة
وما جرى وما قيل منذ سنوات يعود الآن إلى الواجهة من حيث المقارنة بين ميزات استخدام أكياس البلاستيك والأكياس الورقية أي تكرار المكرر والمثبت علمياً، ولكن هذه المرة مدعم بالتجربة العملية فأكياس البلاستيك ضارة بالبيئة لكونها بطيئة أو عديمة التحلل بالطبيعة على عكس أكياس الورق التي تعتبر صديقة للبيئة لكونها مركبة من مادة السيللوز الطبيعية، وهي أيضاً مادة عازلة صامتة غير ماصة للرطوبة تمنع التبادل الحراري السريع مع الجو الخارجي (علماً أن حرارة تعبئة الإسمنت هيبين 50 -80م2) بالتالي تحافظ على الرطوبة داخل الكيس في حال وجودها ما يؤدي إلى تفاعلات الإماهة، إذ تتصلب طبقة الاسمنت الخارجية المحيطة بداخل الكيس بالتالي الإساءة إلى مواصفات الإسمنت بعكس الأكياس الورقية فهي ماصة للرطوبة ولا تؤدي إلى ارتفاع حرارة الإسمنت لسهولة تخلل الهواء من خلال جسم الكيس ولا يمكن تخزين أكياس البولي بروبلين لأكثر من ثمانية أكياس عمودياً، وأحياناً أقل بسبب قابليتها للتزحلق أثناء التستيف على عكس الأكياس الورقية التي يمكن تستيف عدد كبير منها عمودياً ويكثر فيها التنخيل “غبار الإسمنت” من مساماتها الموجودة على كامل الكيس “يكثر أو يقل حسب حجم الثقوب”. أما محاسن أكياس البولي بروبلين مقارنة بالأكياس الورقية، فهي تتميز بالمتانة ومقاومتها للصدمات، بالتالي نسبة الهدر والتمزق معدومة، بينما الأكياس الورقية فهي أقل مقاومة للصدمات، ونسبة التمزق فيها قليلة، ولكن من الممكن أن تكون شبه معدومة أو معدومة حسب نوع جودة الرق وذو وزن أخف بنحو 85غ/م2، كما أن الأكياس الورقية أكثر وزناً لأنها تتكون من أكثر من طبقة ويتراوح وزن كل طبقة ما بين 70-90 غ/م2 ولابدّ هنا من التذكير بوجود معملين لصناعة الأكياس الورقية تابعين للمؤسسة العامة لصناعة الإسمنت، وكانا يحققان أرباحاً تقدر بمبلغ 68 مليون ليرة عام 2013، إضافة إلى تغطية التكاليف الثابتة والبالغة 108 ملايين ليرة سنوياً، ولكن هذين المعملين قد توقفا فعلاً عن العمل بتاريخ (1/6/2014 في الشركة السورية و12/7/2014 في شركة طرطوس) لنفاد الورق لديهم، وهذا يعني الاستمرار بشراء أكياس البولي بروبلين.
عجيب وغريب!!
وبالمحصلة.. بعد مرحلة من الأخذ والردّ وإطلاق التصريحات النارية من قبل بعض الأشخاص في المؤسسة، التي تشبه إلى حد ما تصريحات جوهر في مسلسل الخربة “بعروبتي” نجد أن هناك حلقة مفقودة في هذه القضية التي لا نريد أن نكون شهود زور عليها، خاصة أن هذه الحوارية الساخنة تتجدد كل عام وتنتهي كما بدأت بالموافقات على كل ما يخالف المصلحة العامة التي يتم تحييدها حسب بعض المصادر المطلعة على هذا الملف الممهور بختم وزارة الصناعة.
دمشق – بشير فرزان