محليات

بين قوسين الليرة في عيون المنظّرين!

تُهنا بين دوّامة المنظّرين الاقتصاديين من جهة وتصريحات المسؤولين من جهة أخرى، فلم نعُد نعرف ما السعر الحقيقي لليرة السورية أمام الدولار!.
إذا أردنا اختصار ما توصّل إليه المنظّرون والمسؤولون من خلال تحليلاتهم وتصريحاتهم نجد أنفسنا أمام عدة احتمالات لانخفاض قيمة الليرة، وإليكم بعضها:
ـ ارتفاع وهمي بسبب مضاربات تجار العملة.
ـ عامل نفسي بسبب الأحداث الجارية.
ـ العقوبات الاقتصادية والحرب الكونية على سورية.
ـ السياسات النقدية المتّبعة وقرارات وإجراءات المصرف المركزي.
ـ إقبال المواطنين على شراء الدولار.
ـ أسباب غير اقتصادية.
ويمكن أن نلاحظ بسهولة أن أغلبية المنظّرين والمسؤولين يتحدّثون بثقة وبلغة العارف عن السعر الحقيقي لليرة السورية أمام الدولار، ولكن ما يثير الاستغراب أن هناك بوناً شاسعاً بين الاثنين لجهة تحديد السعر الفعلي لليرة السورية، وهذا ما يثير الريبة في تحليلاتهم وتصريحاتهم  وتأكيداتهم!.
في 9/1/2012 بشّرتنا هيئة التخطيط والتعاون الدولي بأن سعر الصرف تجاوز المرحلة الأصعب، وجزمت بأن سعر الصرف الحالي يقترب إلى حدّ كبير مما يسمّى القيم التوازنية لسعر الصرف (أي تساوي القدرة الشرائية الحقيقية لليرة والدولار)، وكان السعر الرسمي للدولار حينها أقل من 57 ليرة!.
لم تبادر هيئة التخطيط بعدها لتفسّر لنا أسباب التدهور الكبير في سعر الصرف لاحقاً ليتجاوز ثلاثة أضعاف المرحلة الأصعب!.
النائب الاقتصادي السابق الدكتور قدري جميل وعدنا بتاريخ 18/6/2013 بأن “سعر صرف الدولار في السوق السوداء سوف ينخفض إلى 100 ليرة تدريجياً”!، وقال بما يشبه الجزم إن الدولار”سيهبط خلال أيام إلى ذلك المستوى بشكل تدريجي من 195 ليرة إلى 170 ليرة ثم إلى 130 ليرة، ثم يهبط إلى هدفه فيما بعد وهو مئة ليرة سورية”.
وقد هبط سعر الصرف فعلاً إلى 129 ليرة في آذار 2013، لكنه سرعان ما ارتفع مجدداً إلى أكثر من 150 ليرة!.
ويرى الأستاذ في كلية الاقتصاد الدكتور عابد فضلية بتاريخ 22/9/2013 أن “الدولار يتراوح منذ فترة أسابيع حتى الآن ضمن قيمته الاقتصادية الواقعية بين 200 إلى 210 بعد أن نجحت الجهات الحكومية في استبعاد العوامل غير الموضوعية لارتفاع أسعار الدولار، وهذا السعر هو المنطقي حالياً ويجب الاعتراف به والدفاع عنه”!.
السؤال الآن بعيداً عن تحليلات المنظّرين وتأكيدات المسؤولين: من يحدّد السعر الفعلي وليس المنطقي أو الواقعي لسعر الدولار؟.
علي عبود