خطط الغرب للحد من خطر الإرهابيين تفشل.. وأعدادهم تتزايد "داعشي" يهدد بنقل المعركة إلى قلب لندن.. وبإعادة الجنود البريطانيين في توابيت
لم تنفع الخطط البريطانية في درء خطر الإرهاب عن شوارعها، في منع تزايد أعداد البريطانيين في صفوف تنظيم “داعش”. يسرى حسين فتاة لم تبلغ الخامسة عشرة من العمر، بريطانية من أصل صومالي، غادرت منزل والديها في مدينة بريستول لتلتحق بـ “الجهاديين” في سورية. الأسرة التي فجعت بخبر مغادرتها توسلت إليها للعودة إلى البلاد.
وعبر أقارب يسرى عن القلق الذي انتابهم إثر اختفائها، وكيف أنه بعد عشرة أيام من البحث أبلغتهم شرطة مكافحة الإرهاب أنها قد تكون واحدة من مئات المراهقين الذين تركوا عائلاتهم في الغرب للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية.
وبعد حملة بحث عن يسرى الطالبة في ستي أكاديمي توصلت الشرطة إلى أنها غادرت البلاد برفقة فتاة أخرى تبلغ من العمر 17 عاماً من جنوب لندن لتصلا معاً إلى اسطنبول، وخلصت لاحقاً إلى أنهما توجهتا إلى سورية، وأنهما كانتا على صلة بأشخاص خارج بريطانيا، وقد خططتا لسفرهما بشكل دقيق.
اختفاء يسرى بهذا الأسلوب شكل صدمة في المجتمع المحلي بالمنطقة، التي تضم أكبر جالية مسلمة في جنوبي غرب البلاد من أصول وعرقيات مختلفة، بينهم ما يقدّر بنحو 15 ألف شخص من أصول صومالية.
يأتي ذلك فيما بث إرهابي بريطاني شريط فيديو جديداً دعا فيه البريطانيين المسلمين إلى الانضمام لصفوف التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق، وتنفيذ هجمات إرهابية داخل بريطانيا، واللافت في الشريط، كما ترى ديلي تلغراف البريطانية، أنه على عكس الإرهابيين البريطانيين الآخرين الذين ظهروا في أشرطة الفيديو السابقة وهم ملثمون ترك الأخير وجهه مكشوفاً وتحدى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في أن يرسل قوات برية بريطانية للقتال ضد تنظيم “داعش” الإرهابي بدلاً من اللجوء إلى الغارات الجوية البعيدة، مهدداً بإعادة الجنود البريطانيين واحداً تلو الآخر في توابيت.
وأعرب خبراء عن اعتقادهم بأن هذا الفيديو تمّ تصويره في سورية، حيث يعتقد أن أكثر من 500 بريطاني ذهبوا للانضمام للتنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية، مشيرين إلى أن أجهزة الاستخبارات تسعى للتعرف بسرعة على هذا الرجل وتعقب شبكته داخل بريطانيا.
ووجه الإرهابي البريطاني رسالته إلى كاميرون قائلاً: “لو كنت رجلاً حقيقياً لأرسلت كل قواتك الخاصة للقتال على الأرض حتى نقتلهم واحداً تلو الآخر لكنك تعلم أن رجالك جبناء”، ودعا البريطانيين إلى الالتحاق بصفوف التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق، كما حث غير القادرين على السفر على تنفيذ هجمات إرهابية داخل بريطانيا، الأمر الذي أثار رعباً داخل البلاد.
إلى ذلك، داهم ضباط مكافحة الإرهاب في مدينة لندن مدرسة إسلامية غير مرخصة، تدعى “أكاديمية الصديق”، وتعمل في شرق العاصمة لها ارتباطات مع جماعة متطرفة تدعى المهاجرون، وكشفت الغارديان أن مسؤولين في وزارة التعليم البريطانية قلقون من احتمال أن تكون المدرسة “تتخذ من مسألة تعليم اللغة العربية والدراسات الإسلامية غطاء وهمياً لها”.
كل ذلك يؤكد أن الإجراءات الصارمة التي تعهدت الحكومة البريطانية بتطبيقها، لا سيما لجهة سحب الجنسية من الذين يسافرون إلى سورية، لا جدوى منها، وكانت محل تشكيك لدى المراقبين، خصوصاً بعد الإفراج غير المتوقع للسلطات البريطانية عن السجين السابق في غوانتانامو، معظم بيغ، الذي اعتقل في شباط الماضي، على خلفية سبعة اتهامات وجهت إليه تتعلق بالسفر إلى سورية، وبممارسة ودعم أنشطة إرهابية.
كاميرون الذي يسعى إلى توسيع حملته العسكرية ضد تنظيم “داعش”، لم يقدم أجوبة شافية، بحسب الصحف البريطانية، حول جدوى محاربة بريطانيا للتنظيم الإرهابي. المسؤولون السياسيون بدورهم، لا سيما عمدة لندن بوريس جونسون، عبّروا عن مخاوفهم من رد فعل انتقامي من قبل الجماعات الإرهابية أو مناصريها رداً على مشاركة بريطانيا في التحالف الأميركي ضد “داعش”.