جيشنا الباسل الذي صنع ملحمة تشرين التحرير يصنع اليوم ملحمة القضاء على الإرهاب
كتب المحرر السياسي:
تمر اليوم الذكرى الحادية والأربعون لحرب تشرين التحريرية، وسورية تخوض، شعباً وجيشاً وقيادة، معركة حاسمة، هي الأخطر في تاريخها، ضد الفكر الظلامي الوهابي التكفيري، وأدواته من تنظيمات إرهابية مسلحة، والذي يستهدفها بشعبها وكيانها ودورها، لإخراجها من دائرة المواجهة مع العدو الصهيوني خدمة للمخطط الصهيوأمريكي، وأتباعه في المنطقة من الرجعية العربية والعثمانية الجديدة، الذي يهدف إلى السيطرة على المنطقة العربية بأرضها وإنسانها وثرواتها. معركة تعيد للأذهان انتصارات حرب تشرين التحريرية، التي خاضها أبطال هذا الجيش الوطني، أحفاد حركة التحرر الوطنية وخالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي ويوسف العظمة وغيرهم من رجالات الوطن الشجعان، قبل أكثر من أربعين عاماً لرد العدوان الصهيوني الغاشم.
وإذ تستعيد جماهير شعبنا وحزبنا العظيم، حزب البعث العربي الاشتراكي، ذكرى حرب تشرين، التي صنعت ثورة حقيقية على الواقع العربي المتردي والمتخلف، وكسرت جدار اليأس، بعد نكسة حزيران، وأحيت الأمل واستعادت الكرامة، فإنها مصممة، وجيشنا الباسل، الذي خبر مقارعة الإرهاب خلال 3 سنوات ونصف دفاعاً عن الوطن وكرامة أبنائه، على صنع انتصارات جديدة وإفشال كل المخططات، التي رسمت خرائطها في البيت الأسود، الرامية إلى تكريس العدو الصهيوني قوة مهيمنة على المنطقة، لأن الشعب السوري، الحرّ والوفي والشجاع، لا يقبل الذل ولا يرضى بالعار، ولن يرضى أن تستعمر أرضنا أو يقسّم بلدنا أو تباع نساؤنا أو تذلّ رجالنا أو يضيع وطننا أو مستقبل أولادنا.
قبل واحد وأربعين عاماً خطا أبطال جيشنا الوطني، بقيادة القائد التاريخي حافظ الأسد باني سورية المعاصرة وواضع أسس نهضتها، بثقة نحو صنع انتصار وإنجاز تاريخي على “القوة التي لا تقهر”، معلنين نهاية زمن الهزائم والخيبات، لتكون الحرب العربية الأولى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، قراراً وإعداداً وتنفيذاً، وشكل الإنجاز بداية لمرحلة جديدة في تاريخ الأمة العربية المعاصر، ونقطة مضيئة في سجل أمجادها، بعد أن استعاد العرب المبادرة، ونفضوا عنهم غبار النكسة والهزيمة، وحققوا نصراً عزيزاً ولقنوا العدو درساً لن ينساه.
حرب تشرين التحريرية أعلنت بداية عصر المقاومة فعلاً والتزاماً وثقافة ونهج حياة، لكنها خلقت شعوراً لدى أعداء الأمة، في الغرب الاستعماري وأتباعه: حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا ومشايخ “براميل النفط والغاز”، بأن العملاق العربي بدأ يستيقظ، فاستهدفوا قوى العروبة والمقاومة، وأسقطوا مصر في شرك كامب ديفيد، وقاموا باحتلال العراق والقضاء على طاقاته وقدراته، وجنّدوا الإرهاب والرجعية العميلة والأموال والإعلام والمرتزقة في محاولة ليجعلوا من سورية ساحة حرب لتنفيذ مصالحهم وأجنداتهم، وضربها باعتبارها الحصن الأخير للفكر العروبي، فتمّ استجلاب عتاة الإرهاب والمسلحين من جميع أصقاع الأرض، وأقيمت لهم معسكرات التدريب، ومدّوا بالمال والسلاح والتقنيات اللوجستية والمعلومات الاستخباراتية، استنساخاً لحركة “إخوان الشياطين”، التي جهدت لاغتيال العلماء وضباط الجيش وتدمير البنى التحتية عبر التفجيرات الإرهابية في ثمانينات القرن الماضي.
وطوال السنوات الماضية جهد داعمو الإرهاب العالمي على التحريض وكيل الاتهامات للدولة السورية وجيشها، لكنهم أمام صمود الشعب السوري، والتفافه حول قيادته وبطولات جيشه، ودعم الأصدقاء له، وعلى رأسهم روسيا وإيران وباقي دول البريكس، انتقل الإرهاب من فشل إلى آخر، وداعموه من مؤامرة إلى أخرى.
وبعد أن بدأ الإرهاب بالارتداد على مموليه وداعميه، تلمّس داعمو الإرهاب خطر ربيبهم، الذي نما وترعرع في أحضانهم على الحقد وجز الرؤوس، لا خوفاً على الشعب السوري، بل رعباً من أن يطال رؤوسهم العامرة بالخيانة، فباتوا يطالبون بمحاربة الإرهاب، ويفتون بحرمته، بعد أن كان وسيلة لهم لنيل “الحرية والديمقراطية”، لكنهم يصرون على الإمعان في سياستهم الحاقدة، ويحاولون التمييز بين “إرهاب سيئ” و”إرهاب جيّد”، في محاولة جديدة لاستهداف الدولة السورية وشعبها، وتأجيج الأزمة ونسف الحل السياسي من جذوره.
لكن الشعب السوري العظيم، المستند إلى تقاليد كفاحية لا يمكن قهرها، سيفشل، بقيادة أمل الأمة السيد الرئيس بشار الأسد، المؤامرة الجديدة، وجيشنا الباسل، الذي صنع الانتصار في الجولان وجبل الشيخ، قادر اليوم على سحق الإرهاب وتطهير كل شبر من أرض سورية من دنس الإرهابيين والمرتزقة.
سورية تؤكد اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، أنها كانت وستظل تدفع عن كاهل الأمة العربية فاتورة التضحيات دفاعاً عن الحقوق والكرامة في وجه آلة الحرب الصهيونية، المدعومة من الغرب الاستعماري و”عرب الردة”، وأنها تمضي بكل حزم في الحرب ضد الإرهاب التكفيري بكل أشكاله.