في هجومين متزامنين: الاحتلال يعتدي على الجنوب.. "والنصرة" على البقاع
الجيش اللبناني يتصدى للاعتداء الإسرائيلي.. والمقاومة تكبد الإرهابيين خسائر فادحة
تزامن اعتداء لجيش الاحتلال الإسرائيلي على موقع للجيش اللبناني قرب مزارع شبعا أمس، مع محاولة جماعات إرهابية تتبع لتنظيم “القاعدة” الهجوم على مناطق في السلسلة الشرقية للبنان، جنوب بعلبك.
وأصيب جندي لبناني باعتداء للاحتلال الإسرائيلي على نقطة مراقبة للجيش اللبناني في منطقة سدانة عند تخوم مزارع شبعا في جنوب لبنان، فيما ردّ الجيش اللبناني بالمثل على مصادر النيران، واستدعى تعزيزات إلى مواقعه الأمامية.
ووقع الحادث بعد ظهر أمس، عندما تقدمّت قوة عسكرية إسرائيلية وتخطت خط الانسحاب بعمق 300 متر داخل الأراضي اللبنانية المحررة، وتوجهت إلى غرفة وموقع متقدم للجيش اللبناني، وردّ عناصر الجيش اللبناني طلقات تحذيرية مباشرة باتجاه القوة الإسرائيلية، التي أطلقت النار على عناصر الجيش، ما أدى إلى إصابة جندي لبناني بجروح ونُقل إلى المستشفى للمعالجة.
وأعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه تعرض أحد مراكز الجيش لإطلاق نار من قبل أحد مراكز العدو، ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بجروح غير خطرة، وأوضحت في بيان أنه “على الأثر استنفرت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة واتخذت الإجراءات الدفاعية المناسبة، فيما تجري متابعة الاعتداء بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان”.
ويكرر جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على السيادة اللبنانية بشكل يخرق القرارات الدولية وخاصة القرار 1701.
وبالتزامن مع الاعتداء الإسرائيلي على موقع للجيش اللبناني، تصدت المقاومة اللبنانية، لهجومين منفصلين من قبل جماعات إرهابية في السلسلة الشرقية، وتحديداً في منطقتي جرود بريتال وتلال نحلة–المعري، وشن عناصر المقاومة هجوماً مضاداً استهدف تجمعات المسلحين.
وأفادت مصادر إعلامية لبنانية أن الإرهابيين استغلوا عيد الأضحى ليحاولوا مباغتة عناصر المقاومة، إلا أنهم وقعوا في عدد من الكمائن المحكمة، وتكبدوا عدداً كبيراً من الخسائر البشرية، وتحدّثت مصادر عن أن العناصر المهاجمة تابعة لـ “جبهة النصرة” الإرهابية، في حين تردد أن الهجوم نفذه مقاتلو تنظيم “داعش” الإرهابي.
وعلى صعيد متصل، استقدم الجيش اللبناني تعزيزات مدفعية إلى مراكزه في منطقة الطيبة للتعاطي مع الهجوم، وسمعت أصوات القذائف المدفعية في بعلبك وجوارها، حيث استهدف الجيش اللبناني تجمعات الإرهابيين في السلسلة الشرقية.
سياسياً، أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين أن العدوان الإرهابي المستمر على سورية بتمويل من دول عربية وإقليمية وغربية يرمي إلى تخريبها وتدميرها بسبب مواقفها الداعمة للمقاومة، وشدد في كلمة له في بلدة كفرة اللبنانية على أن الولايات المتحدة والحكومة التركية ودولا خليجية تتحمل مسؤولية كل قطرة دم سالت في سورية، لافتاً إلى أن الدعم والتمويل القطري الخليجي للإرهابيين التكفيريين في سورية بالمال والسلاح جاء بطلب من الولايات المتحدة ولا يهدف فقط إلى تحقيق مآرب هذه الدول من وراء التدخل في الشؤون الداخلية السورية.
كما أكد صفي الدين مجدداً ثقته بانتصار المقاومة على أعدائها جميعاً لتنظيف لبنان من آفة الإرهاب التكفيري، كما انتصرت سابقاً في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومن ورائه مخططات الهيمنة الأمريكية.
من جانبه دعا عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب اللبناني نواف الموسوي إلى دعم الجيش الوطني اللبناني في تصديه للخطر الإرهابي التكفيري ومواجهته وضرورة تقديم التغطية الكاملة لهذا الجيش دون تدخل يؤدي لتقييد إجراءاته العسكرية والأمنية، مطالباً اللبنانيين جميعاً بمواجهة خطر التنظيمات الارهابية التكفيرية لحماية البلد منها لأنها تهدد سلام وأمن اللبنانيين كافة وعلى حد سواء، وحذّر خلال احتفال في بلدة الخيام الجنوبية اللبنانية من خطر التنظيمات الإرهابية التكفيرية على أمن وسلم واستقرار لبنان والمنطقة والعالم برمته، وشدد على أن المسؤولية الوطنية تفترض تقديراً استباقياً ودقيقاً لحجم التهديدات ووضع تصور وقائي للعمل من أجل احتوائها مسبقاً قبل مواجهتها في الميدان، مؤكداً مواصلة المقاومة التصدي لخطر التنظيمات الإرهابية ومنع تمددها لحماية لبنان والمنطقة من مشاريعها الظلامية الهدامة.