في الطريق إلى عيد أضرحة الأضحى.. باقة ريحان وبندقية وحديقة شهداء
لم تعد طريق العيد تأخذ الطفل معتز إلى حدائق الألعاب كالعادة، حيث بدأ عيده بتوزيع الورود الحمراء التي قطفها من حديقة المنزل على قبر أخيه الشهيد وفيق النابلسي وعلى شواهد 14 طفلاً استشهدوا معاً في المجمع العلمي على أيدي أعداء العلم والوطن، فزيارة أضرحة الشهداء تتكرر في المناسبات والأعياد والعطلات، لتقتصر الأحاديث على ذكرى الذين رحلوا.
أتى العيد حزيناً كئيباً لا تخلو أحاديثه من ذكر اسم شهيد هنا ومصاب هناك، حيث قضى أغلب الأهالي في دمشق وباقي المحافظات أيام العيد بالاجتماع في المقابر أكثر منه في المنازل والمطاعم، فالوجوه حزينة ومتألمة لما آلت إليه البلاد، عيون خاشعة وأياد مبسوطة نحو السماء.
الطقوس في مقبرة الباب الصغير “الشاغور” لم تختلف في اليوم الثالث عن الأول للعيد، فالمشهد واحد أم تبكي ابنها وتقول هنا دفن الزمان عيدي، وأخت تقرأ القرآن بصوت يكاد يصل حدود السماء، وأب يخفي في صدره أنين فراق ابنه، وعلى الجانب الآخر تجاوزنا مسناً ثمل الخطوات، قابضاً بيد على بندقية وبالأخرى على غصن ريحان ليزور قبر حفيده الشهيد، عزيمة وإصرار هي رسالة تؤكد أن سورية ستنتصر على الجهلة والمتخلفين.
دمشق– فداء شاهين