أهالي عين العرب يسترجعون موقعين استولى عليهما التكفيريون جنوب المدينة كيري يتنصل من وعود القضاء على "داعش".. خامنئي: مزاعم محاربة الإرهاب كذبة أمريكية مفضوحة
بعد نحو شهر من بدء ما يُسمى التحالف الدولي لضرب داعش غاراته الجوية تنصل وزير الخارجية الأمريكي من وعود القضاء على التنظيم الإرهابي، معترفاً بعدم جدوى الضربات الجوية ومحدودية فاعليتها، في وقت نجح أهالي مدينة عين العرب في استرجاع موقعين كان استولى عليهما تنظيم “داعش” الإرهابي في جنوب المدينة.
من هذين النبأين يمكن استخلاص أن مواجهة التنظيمات الإرهابية لا يحتاج إلى تحالفات دولية تريد الاستثمار في الإرهاب لتنفيذ أجنداتها واستنزاف ثروات المنطقة، وإنما يتطلب نوايا صادقة وجدية في مكافحة الفكر التكفيري وهذا ما حققه أهلنا في عين العرب على أرض الواقع عندما أفشلوا المحاولات المتكررة “للدواعش” لدخول مدينتهم، وبالتالي فإن محاولات أمريكا وحلفائها لمواجهة الإرهاب ليست حقيقية، وأن مزاعم محاربته ليست إلا كذبة أمريكية مفضوحة حسب ماأعلن قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي.
بالمقابل فإن مماطلة ومراوغة الغرب وعدم جديته في مكافحة الإرهاب ينبئ بعواقب وخيمة له، دلل على ذلك التهديدات التي أطلقها تنظيم داعش بالإيعاز إلى المتواطئين معه بضرب الدول التي تشارك في التحالف ضده في عقر دارها خاصة بعد عودة ما يُسمى الجهاديين إلى بلدانهم الأصلية، حيث كشفت تقارير صحفية جديدة أن عدد البريطانيين الذين يقاتلون إلى جانب التنظيمات الإرهابية في سورية يتجاوز الـ 2000 إرهابي.
فقد نجح أهالي مدينة عين العرب الليلة قبل الماضية في استرجاع موقعين كان استولى عليهما تنظيم “داعش” الإرهابي في جنوب المدينة، حيث قتل بحسب مصادر محلية 13 إرهابياً، وأضافت: إن أهالي عين العرب ووحداتهم للحماية شنوا هجوماً معاكساً في القسم الجنوبي للمدينة انتهى بتقدمهم وتمكنهم من السيطرة على نقطتين استولى عليهما التنظيم الإرهابي، موضحة أن هذا الهجوم جاء بعد محاولة جديدة من التنظيم الإرهابي لاستكمال السيطرة على المدينة عبر هجوم من أربعة محاور على مراكز الوحدات في الجنوب في ظل استمرار المعارك العنيفة على محاور المدينة الشرقية والجنوبية.
جاء ذلك في وقت تحدثت فيه وكالة الصحافة الفرنسية عن شن الطائرات الأمريكية والطائرات التابعة لشركاء لها خمس ضربات استهدفت أربع منها تجمعات ومواقع للتنظيم الإرهابي في القسم الجنوبي للمدينة، بينما استهدفت الضربة الأخيرة مراكز للتنظيم الإرهابي على أطراف المدينة من جهة هضبة مشته نور الواقعة عند التخوم الشرقية دون ورود معلومات عن نتائج هذه الضربات على التنظيم وإرهابييه.
كما شن طيران الولايات المتحدة وحلفائها غارات جوية على مواقع داعش في الريف الغربي لمحافظة الحسكة، وذكرت مصادر أهلية أن الغارات استهدفت مواقع التنظيم في جبل عبد العزيز 35 كيلومتراً شمال غرب مدينة الحسكة وعدداً من القرى المحيطة به.
في هذه الأثناء وبعد نحو شهر على بدء ما يُسمى التحالف الدولي غاراته الجوية للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي تنصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من وعود القضاء على هذا التنظيم رغم الغارات الجوية التي تشنها بلاده وحلفاؤها على مواقعه والتي اعترف بمحدوديتها وعدم فاعليتها.
وسبق أن سوقت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون أن الغارات الجوية وحدها التي يشنها الجيش الأمريكي وحلفاؤه ضمن ما يُسمى “التحالف” لن تتمكن من القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والعراق، واكتفى كيري بوصف الهجوم الإرهابي الذي يشنه التنظيم الإرهابي على مدينة عين العرب بـالمأساة التي تستمر رغم الغارات التي يشنها التحالف منذ أسابيع.
إلى ذلك أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي أن محاولات أمريكا وحلفائها لمواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي ليست حقيقية وتهدف إلى بث الفرقة والخلاف بين المسلمين، مشدداً على أن مزاعم محاربة هذا التنظيم الإرهابي من قبل الإدارة الأمريكية ليست إلا كذبة مفضوحة، موضحاً أن التيار التكفيري صنيعة الاستعمار، لكنه اليوم بدأ يشعل النار في صانعيه.
وفي لندن كشف النائب في حزب العمال البريطاني خالد محمود أن نحو ألفي متطرف بريطاني توجهوا إلى سورية والعراق من أجل الانضمام إلى تنظيم “داعش” الإرهابي وذلك في تصريحات تدحض مزاعم الحكومة البريطانية بأن عدد الإرهابيين البريطانيين الذين انضموا إلى التنظيم المذكور يقدر بنحو 500 فقط.
من جهتها كشفت صحيفة ذي استراليان الأسترالية أمس أن تنظيم “داعش” الإرهابي توعد بتنفيذ هجمات إرهابية ضد الدول المشاركة فيما يُسمى التحالف الدولي وحدد أستراليا كواحدة من بين خمس دول أخرى مستهدفة، وأوضحت أن التنظيم الإرهابي أطلق تحريضات جديدة دعا فيها المتواطئين معه إلى تنفيذ هجمات إرهابية في جميع الدول التي تشارك في حملة الضربات الجوية ضد مواقعه في سورية والعراق، مشيرة إلى أن التنظيم وفي بيان نشره في مجلة يصدرها تحت اسم “دابق” أعطى توجيهات وتعليمات محددة إلى المتواطئين معه تضمنت ضرورة شن هجمات في كل دولة شاركت في التحالف ضده وخاصة الولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا وألمانيا.
وفي سياق متصل أعلن رئيس الوزراء النيوزيلندي جون كي أمس عزم بلاده تشديد القوانين لمواجهة التهديد الذي يشكله الإرهابيون المتطرفون لدى عودتهم إلى نيوزيلندا بعد انضمامهم إلى صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق، وحذر من أن القوانين القائمة حالياً لا تعالج الخطر الذي يشكله المتطرفون العائدون إلى نيوزيلندا بعد انخراطهم في تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي، مؤكداً أنه بالرغم من أن عدد النيوزيلنديين المنخرطين في هذه الأعمال قليل بالمقارنة مع أعداد المنخرطين في هذا التنظيم من دول أخرى غير أن أعداد النيوزيلنديين المشاركين في العمليات المسلحة يعد كبيراً بالنسبة إلى حجم نيوزيلندا.