صور المجازر تطارد أهالي سنجار.. و1200 امرأة يتحوّلن إلى "إماء" انهيار تام لـ"داعش" أمام ضربات أجهزة الأمن والعشائر في الضلوعية
واصلت القوات المسلحة العراقية تقدّمها في قتال عصابات “داعش” الإرهابية، حيث تمكنت، أمس، من استعادة السيطرة الكاملة على طريق عامرية الفلوجة والقضاء على العشرات منهم في منطقة الفاضلية ومناطق متفرقة من صلاح الدين والأنبار، فيما تتكشف يوماً بعد يوم جرائم تنظيم داعش بحق المدنيين، ويتجرع الأيزيديون المأساة، ويحاولون الخروج من دائرة إبادة أدخلهم فيها تنظيم داعش قبل أشهر، لكن عبثاً، فذاكرتهم ترهقها صور المجازر التي ارتكبها التنظيم بحق أكثر من 500 أيزيدي دفن معظهم أحياء، وأقدامهم لم تسترح بعد من هروب طاردهم فيه الجوع والعطش وجور “داعش” إلى جبال سنجار.
في أحد مخيمات النازحين أماطت بعض النسوة اللثام عن انتهاكات “داعش”، أعدن سرد بعض تفاصيل ما حل بهن، وأبقين الجزء الأكبر منها طي الكتمان، فبالرغم من كثرة الروايات، كما قلن، إلا أن اللسان لا يقوى على البوح بها.
تقول إحدى هؤلاء: “لقد قتلوا زوجي وأخي ووالدي أمام عيني، الآن لا أعلم شيئاً عن مصير أمي وأختي، عندما دخلوا إلى القرى راحوا يبحثون عن النساء، كان برفقتي أكثر من 40 امرأة ومعظمهن متزوجات، لكن مقاتلي “داعش” لم يكترثوا وراحوا يرقصون ويطلقون الرصاص في الهواء”، بينما تقول أخرى: “قتلوا كل الرجال وتركوا الفتيات والنساء، أخذونا سبايا، تعرضنا للضرب والتحرش، حاولنا ألا ندعهم يلمسون أجسادنا.. ولكن!”.
أكثر من 1200 امرأة اختطفن من سنجار وحدها، يعملن كعبيد في منازل، أو يجري بيعهن لمهربي البشر للعمل في بيوت الدعارة في أنحاء عدة من الشرق الأوسط، بينما تجبر أخريات على الزواج من مقاتلي داعش. وأكد التنظيم أنه منح النساء والأطفال الأيزيديين إلى مقاتليه كغنائم حرب، مفتخراً بإحيائه العبودية.
وتعود جذور ديانتهم إلى أربعة آلاف سنة، وتعرضوا إلى هجمات متكررة من قبل “الجهاديين” في السابق بسبب طبيعة ديانتهم الفريدة من نوعها، وحذّر قادة وناشطون حقوقيون بأن هذه الطائفة قد تندثر بفعل عمليات التهجير.
ميدانياً قتل وأصيب 45 مسلحاً من تنظيم “داعش” خلال المواجهات في منطقة الفاضلية التابعة لناحية جرف الصخر شمال غرب الحلة مركز محافظة بابل وعامرية الفلوجة مع القوات العراقية، المسنودة بالحشد الشعبي.
كما تمكنت القوات العراقية، بمساندة الحشد الشعبي في محافظة بابل، من تحرير أبو شمسي والصهناوة التابعتين لمنطقة البحيرات شمالي المحافظة من مسلحي داعش، وقال مصدر بسرايا السلام: إن القوات والأمنية وأبطال السرايا يتقدمون في القادرية الثانية ومستمرون بتقدمهم، وأفاد بمقتل أحد أبرز قادة تنظيم داعش المدعو “أحمد حميد خلف”.
وأكدت القوات العراقية انهيار إرهابيي تنظيم داعش في بلدة الضلوعية أمام القوات العراقية ومسلحي العشائر.
وسبق للحكومة العراقية أن أعلنت عدة مرات، كان آخرها قبل يومين، عن فك حصار إرهابيي داعش عن ناحية الضلوعية وتحريرها بصورة كاملة، لكن المواجهات كانت تتجدد في البلدة بين داعش من جهة وقوات الأمن ومسلحي العشائر من جهة أخرى.
وقال مدير شرطة الضلوعية العقيد قنديل خليل: إن إرهابيي داعش انهاروا في شرق الضلوعية بعد تلقيهم ضربات قوية ومواجهات على الأرض كبدتهم خسائر جسيمة، وأوضح أن ضغط عمليات دجلة قرب نهر العظيم والصمود الذي تبديه عشيرة الجبور والقوات المساندة لهم جعل داعش يبحث عن ملاذ.