من يلتزم ليس كمن يتهرّب “الكهرباء” تتعهّد بخدمة 24/24 لمسدّدي الفواتير وساعتين فقط للممتنعين؟
بدا المهندس عماد خميس وزير الكهرباء جدّياً هذه المرة بتلويحه المباشر بقطع التيار عن المشتركين غير الملتزمين بسداد الفواتير للشركات المعنية في المحافظات، مقابل تأمين الخدمة بشكل أفضل للمناطق التي تحرص على الإيفاء بالتزاماتها تجاه خزينة الدولة ودعم إمكاناتها وقدراتها لإبقاء هذا القطاع الحيوي واقفاً على رجليه.
التصريحات التي أطلقها خميس كانت محطّ انتظار وترقّب من شريحة واسعة من المغبونين والمظلومين من مساواتهم بأولئك المتهرّبين والممتنعين عن تسديد فواتير الكهرباء وكذلك سارقي الطاقة ومستجرّي التيار بطرق غير مشروعة، فخلال المرحلة الماضية كانت بعض المظاهر والتوجهات التي تخلط بين المبادرين ورافضي تقديم الحقوق التجارية قبل الأخلاقية والوطنية، غير منصفة اجتماعياً وحسابياً على اعتبار أن الكهرباء منتج له ثمنه وتكاليفه وأضراره وخسائره التي فاقت التوقّعات؟.
اليوم يصرّ الوزير على أن من يلتزم ليس كمن لا يلتزم، وبالتالي من حق المشترك الذي لا تمرّ دورة إلا ويكون أول المسدّدين أن يحصل على طاقة كهربائية مناسبة تفضي إلى مزيد من التحويلات المالية، لأن أي استهلاك زائد سيكون مقابله سداد زائد “طبعاً في حال عدم السرقة”، علماً أن الوزارة تتشدّد في موضوع الترشيد وتخفيض الهدر حفاظاً على الديمومة التي نبتغيها كمواطنين ومؤسسات؟.
وجديد ما تناوله خميس أن المنطقة أو الحي أو القرية التي لا “تدفع” لن تصلها الكهرباء سوى ساعتين خلال الأربع والعشرين ساعة، وهذا ضمن القوانين وأنظمة الاستثمار التي نصّت عليها عقود الاستثمار الموقّعة بين المشترك والشركة، أما تلك التي لا تقصّر في أداء واجبها ومسؤوليتها تجاه الوزارة فسوف تتمتع بالخدمة أكبر وقت في اليوم الواحد، وهذا ما يأمله الكثير من القرى والأرياف التي تحرم من الكهرباء ساعات طويلة وأحياناً أياماً، فقط لأنها ريف بعيد عن مراكز المدن رغم أن البيانات والوقائع تثبت أنهم مسدّدون من الدرجة الأولى بامتياز، ما يدفعهم إلى السخط أحياناً والتذمّر أحياناً أخرى، ولسان حالهم لا يتوقف عن القول: تُرى هل نستأهل كل هذا الحرمان من الكهرباء، وهل في هذه المعاملة دعوة غير مباشرة وتحريض مبطّن على التشبّه بغير الملتزمين، طبعاً هنا نتكلم في حال كانت الدوافع والأسباب الكامنة وراء الانقطاع الطويل ترتبط بمزاج موظف أو فساد وترهّل من يدير “القواطع” كما يشيع بين الناس المتذمّرين؟.
دمشق – علي بلال قاسم