في مسرحية مكشوفة.. صانعو الإرهاب يحاولون الاستثمار في محاربته عمليات مركزة في مسرابا وحرستا وجوبر.. وجيشنا الباسل يحقق تقدّماً كبيراً في حويجة صـقـر ويـقـضـي عـلـى عـشرات المرتزقة فـي ريفي اللاذقية وإدلب
الآن، اتضح المشهد كاملاً، وثبت بالدليل القاطع أن واشنطن وحلفاءها وأدواتها لا يريدون مكافحة الإرهاب، بل إنهم ومن خلال زعمهم محاربة “داعش” يحاولون صب الزيت على النار وترك المنطقة على صفيح ساخن إلى أمد طويل.
فلكل من رعاة الإرهاب أهدافه، إذ إن واشنطن تأمل بإعادة جيوشها إلى العراق بصفة المدافع عن العراقيين من جور داعش، بعدما هربت قبل ثلاث سنوات تحت جنح الظلام جراء مقاومة الشعب العراقي لأبشع احتلال استمر تسع سنوات دمّر البلاد وشرد العباد واستنزف الثروات، وتحلم اليوم بالعودة بذريعة مكافحة الإرهاب، يقول مسؤولون أمريكيون إنها ستستمر ثلاثين عاماً، فهل القضاء على بضع آلاف من المرتزقة يحتاج كل هذا الوقت أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟!..
أما السلطان أردوغان الحالم بعودة الإمبراطورية العثمانية والمسكون بهستيريا صمود سورية يحاول من خلال مشاركته في الحرب تحقيق شيء من أحلامه، ويشترط لقاء مشاركته: إسقاط الدولة السورية وإقامة مناطق حظر جوي فوق أراضيها.
ويقول بالحرف: “إنه لا يهمه ارتكاب مجازر في عين العرب”، ويستمر في منع المساعدات من الدخول إليها، وسيبقى كذلك حتى تنفذ مطالبه، فيما المظاهرات تعم بلاده والدماء تسيل في كل المدن التركية احتجاجاً على سياسة “رئيسهم المتطرف”، وهو أذن من طين وأذن من عجين، كما يقال، ولا يزال يسبح في أحلامه الطورانية، ولن يستفيق، حتى يقوم شعبه باقتلاعه مع حزبه ويعيد إلى تركيا علمانيتها..
في واشنطن، اجتمع أمس رعاة الإرهاب وممولوه ومنتجوه، بزعم بحث وقف تقدم داعش، لكن المؤكد أن ما تقوم به أمريكا وتحالفها مسرحية مكشوفة تحاول من خلالها الاستثمار في الإرهاب، الذي بات قاب قوسين أو أدنى من الارتداد عليهم، في ضوء الإنجازات النوعية لجيشنا الباسل، الذي يدك معاقل المرتزقة والتكفيريين في مختلف المناطق، ولن يطول الوقت حتى يطهر أرض سورية من رجس المرتزقة التكفيريين، أما التحالف الصوري، الذي أقاموه، فعليه تحضير نفسه لمحاربة الإرهابيين عندما يعودون إلى بلدانهم الأصلية، وسورية بشعبها وجيشها وقيادتها وأصدقائها قادرة على قلب الطاولة على رؤوس الخونة والمتآمرين.
ميدانياً، نفذّت وحدات من بواسل جيشنا سلسلة عمليات في عمق الغوطة الشرقية، أسفرت عن تدمير أوكار بما فيها من أسلحة وذخيرة، والقضاء على العديد من الإرهابيين معظمهم مرتزقة غير سوريين، من بينهم بلال العامري سعودي الجنسية في مسرابا وحرستا، ترافق ذلك مع تكثيف وحدات من الجيش عملياتها على عدة محاور في حي جوبر، نجم عنها مقتل العديد من الإرهابيين المرتزقة، منهم التونسيان الحبيب بوطايل البرهومي وفهد الدوسلي، والليبي محمد الزاوي.
كما دكت وحدات من الجيش والقوات المسلحة أوكار الإرهابيين في عين ترما البلد أسفرت عن إيقاع إرهابيين قتلى، منهم سامي جواد ليبي الجنسية، وتدمير كمية من الأسلحة والذخيرة، في الوقت ذاته لاحقت وحدات أخرى إرهابيين في مزارع تل كردي إلى الشمال الشرقي من مدينة دوما وأوقعتهم بين قتيل ومصاب، ودمرت ما بحوزتهم من أسلحة وذخيرة.
ونفذت وحدات من الجيش عدة ضربات مركزة ضد تجمعات للإرهابيين في مزارع بلدات القاسمية والبحارية والزمانية، وأردت العديد من الإرهابيين قتلى ودمرت لهم أسلحة وعتاداً حربياً، فيما واصلت وحدات أخرى ملاحقتها أفراد التنظيمات الإرهابية في جرود بلدتي قارة والمشرفة في القلمون وأوقعت قتلى ومصابين بينهم.
وفي دير الزور، أوقعت وحدة من الجيش والقوات المسلحة عدداً من إرهابيي تنظيم “داعش” قتلى ومصابين ودمرت عدداً من آلياتهم وأسلحتهم في منطقة حويجة صكر في الطرف الشمالي للمدينة، وتقدّمت بشكل كبير داخل البلدة، ودمرت وحدات أخرى أوكاراً وتجمعات لإرهابيي التنظيم في أحياء الصناعة والجبيلة والحويقة والرشدية، وأردت أعداداً منهم قتلى وأصابت آخرين، وقضت على عدد من إرهابيي تنظيم داعش وأصابت آخرين ودمرت لهم سيارة مركباً عليها رشاشاً ثقيلاً في حي الشيخ ياسين بالمدينة، ومن بين الإرهابيين القتلى حامد شكور وغازي محمد غدير.
وفي ريف حماة، فككت وحدة من الجيش عبوتين ناسفتين زرعهما إرهابيون على طريق بلدة الزارة المؤدي إلى محطة توليد الطاقة الكهربائية في البلدة.
وأوقعت وحدات من الجيش والقوات المسلحة عشرات الإرهابيين قتلى، ودمّرت عدداً من الآليات المزودة برشاشات ثقيلة في كفر زيتا واللطامنة ومعركبة وصلبة في ريف حماة، وعربة مصفحة بمن فيها في خان شيخون بريف إدلب، فيما دمّرت وحدات ثانية أوكاراً للإرهابيين وآلياتهم المزودة برشاشات ثقيلة، وقضت على العشرات منهم في عين حسين والرستن وجروح وشرق جباب حمد ومحيط عنق الهوى ومحيط غزيلة بريف حمص.
وفي درعا وريفها، استهدفت وحدات من جيشنا الباسل تجمعات للإرهابيين في درعا المحطة ومحيط جامع بلال الحبشي في درعا البلد وعلى الطريق الترابي غربي بلدة عتمان وأوقعت أعداداً منهم قتلى ومصابين، كما استهدفت تجمعات الإرهابيين في بلدتي الحارة وصيدا وفي حيي الكرك والحمادين وقضت على أعداد منهم وأصابت آخرين.
وفي ريف القنيطرة، استهدفت وحدات من الجيش والقوات المسلحة الإرهابيين وتجمعاتهم في بلدة الطيحة وتل مسحرة وأم باطنة والدوحة وبين أم باطنة وتل كروم جبا والمداجن جنوب تل كروم جبا وتل المال والبحوث الزراعية وقضت على العديد منهم وأصابت آخرين، وأحبطت وحدة أخرى محاولة تسلل إرهابيين باتجاه تل بزاق وتل كروم جبا وأوقعت العديد منهم قتلى ومصابين.
وفي حمص، أحبطت وحدات من الجيش محاولة إرهابيين التسلل من حي الوعر باتجاه البساتين وأوقعت بينهم قتلى ومصابين وقضت على آخرين باستهداف تجمعاتهم وأوكارهم في محيط مدينة المعارض وفي الجزيرتين الخامسة والسابعة في الحي، واستهدفت وحدات أخرى تجمعات الإرهابيين وأوكارهم أيضاً في كفرلاها وتلدو في الحولة وفي ظليل خمام والمشيرفة الشمالية في ريف المحافظة الشرقي وقضت على أعداد منهم وأصابت آخرين، كما أوقعت إرهابيين قتلى ومصابين في قرية رحوم ودمرت سيارة بمن فيها من إرهابيين في قرية أم الريش.
وفي ريف إدلب، استهدفت وحدات من الجيش والقوات المسلحة تجمعات الإرهابيين وأوكارهم في بنش وسراقب ومحيط وادي الضيف ومعرة النعمان وكورين ومعرة النعسان وسرمين وجدار بكفلون وقضت على العديد منهم ودمرت آليات مزودة برشاشات ثقيلة، فيما استهدفت وحدات أخرى تجمعاً للإرهابيين في خان السبل وقضت على العديد منهم بعضهم من جنسيات غير سورية ودمرت عدداً من السيارات المزودة برشاشات ثقيلة، كما تم القضاء على عدد من الإرهابيين وتدمير آلياتهم في طلب والبويضي وفي محيط مطار أبو الظهور.
في الأثناء، يواصل أهالي مدينة عين العرب شمال شرق محافظة حلب تصديهم لإرهابيي تنظيم داعش، حيث خاضوا أمس معارك ضارية في الأحياء الشمالية المؤدية لمعبر حدودي إلى تركيا ضد الإرهابيين الذين يسعون منذ نحو شهر للسيطرة على المدينة.
وذكرت مصادر محلية أن تنظيم داعش الإرهابي بات يطوق المدينة من ثلاث جهات مع عدم فعالية غارات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في منع الإرهابيين من التقدم مذكرة بأن الإرهابيين تمكنوا من الوصول إلى وسط المدينة أكثر من مرة في السابق وأجبروا على التراجع بفعل المقاومة العنيدة التي أبداها الأهالي ووحدات الحماية لصون مدينتهم وتجنيبها المجازر التي دأب تنظيم داعش الإرهابي على ارتكابها بحق الشعب السوري.
وفي سياق، آخر أكد الكسندر بورتنيكوف مدير هيئة الأمن الاتحادية الروسية أن التنظيمات الإرهابية الدولية تواصل تجنيد مواطنين روس لإرسالهم إلى سورية للالتحاق بصفوف التنظيمات الإرهابية فيها. وقال بورتنيكوف خلال اجتماع للجنة مكافحة الإرهاب الروسية أمس إن مواقع الكترونية ذات توجهات إرهابية ومتطرفة تعمل بصورة نشيطة في عدد من البلدان الأجنبية وتمارس غسل أدمغة عدوانياً إزاء المتلقين الروس كما أن التنظيمات الإرهابية الدولية تواصل تجنيد مواطنين روس لصالح العصابات التي لا يقتصر عملها على مناطق شمال القوقاز فحسب، بل وتعمل أيضاً في أراضي بلدان أخرى وعلى وجه الخصوص في سورية.
وأشار بورتنيكوف إلى أن تجنيد الواعظين والدعاة من عداد المواطنين الروس الذين يقومون بنشر دعاية للأفكار الهدامة والمقوضة للاستقرار اتخذ طابعاً واسعاً في المراكز التعليمية الإسلامية الأجنبية ولذلك فقد نضجت الحاجة منذ زمن بعيد في روسيا لتطوير منظومة نوعية من أجل التعليم الروحي للإسلام الحقيقي في المؤسسات التعليمية الإسلامية الوطنية.
من جهتها، أعلنت لجنة التحقيق الروسية أنها ستصدر مذكرة توقيف دولية بحق مواطن من إقليم كاباردينو بالغاريا شمال القوقاز متهم بالضلوع في القتال إلى جانب التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية، موضحة أن المواطن من مواليد 1983 سافر في تشرين الثاني عام 2010 إلى مصر ومنها انتقل إلى الأراضي السورية حيث انضم إلى صفوف التنظيمات المسلحة غير الشرعية في سورية.
في هذه الأثناء اعتقلت الشرطة البريطانية ستة أشخاص بتهمة الارتباط بالتنظيمات الإرهابية في سورية، وذكرت رويترز أن قوات مكافحة الإرهاب في بريطانيا احتجزت ستة أشخاص هم ثلاثة رجال وثلاث نساء تتراوح أعمارهم بين 23 و57 عاماً بتهمة ارتكابهم أعمالاً إرهابية والارتباط بالتنظيمات الإرهابية في سورية.
كما أدانت النيابة العامة البلجيكية أمس فرنسياً بتهمة قيادة مجموعة إرهابية في بلجيكا متخصصة في تجنيد مسلحين لضمهم إلى التنظيمات الإرهابية في سورية والصومال وأصدرت حكماً عليه بالسجن 18عاماً مع النفاذ في بروكسل، وأوضحت وكالة الصحافة الفرنسية أن الفرنسي رشيد بن عمري البالغ من العمر 41عاماً أدين بالمشاركة في عمليات مجموعات إرهابية كقيادي.
بدورها أكدت وسائل إعلام نرويجية أن هناك ما لا يقل عن 60 مواطناً نرويجياً منضوون في صفوف تنظيم داعش الإرهابي في سورية، وقالت مصادر في جهاز الشرطة: إن سبعة من هؤلاء هم من أصل نرويجي والباقون من أصول شرق أوسطية، مشيرة إلى أن غالبية الإرهابيين الذين توجهوا من النرويج إلى سورية كانوا يقيمون من قبل في مقاطعة أوستفول الواقعة جنوب شرق البلاد.