الصفحة الاولى

لا اتفاق مع واشنطن حول تبادل المعلومات الاستخبارية في مجال مكافحة الإرهاب مـوسـكو تـجـدد رفضهـا أي تحـالـفـات يتمّ تشكيلها التفافاً على مجلس الأمن "الوطن" الروسي: تنظيم "داعش" مشروع أعدته الاستخبارات الأميركية

أعلنت موسكو أنها ستواصل جهودها لمكافحة الإرهاب، لكنها لن تنضم إلى أي تحالفات يتمّ تشكيلها التفافاً على مجلس الأمن الدولي وخرقاً للقانون الدولي، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد خلال لقائه نظيره الأمريكي جون كيري في باريس أن روسيا تكافح الإرهاب منذ زمن وبشكل متواصل وتقدّم الدعم للدول الأخرى التي تواجه خطر الإرهاب، بما في ذلك سورية والعراق وغيرهما من دول المنطقة، وتساعدها في تعزيز الأمن.
كما نفت الخارجية الروسية ما تناقلته بعض وسائل الإعلام بشأن اتفاق بين لافروف وكيري حول تبادل المعلومات الاستخبارية في مجال مكافحة الإرهاب، وتدريب قوات الأمن العراقية، مؤكدة أن هذه الأنباء غير صحيحة، وأوضحت أن هذه المسائل طرحها كيري، ولفت البيان إلى أن الجانب الروسي ذكر خلال اللقاء بالمجموعة الخاصة لمكافحة الإرهاب، ضمن اللجنة الرئاسية الروسية الأمريكية المشتركة، والتي كان يتمّ خلالها تبادل المعلومات المفيدة، لكن عمل هذه اللجنة بكامل آلياتها تمّ تجميده بمبادرة من الجانب الأمريكي.
وكان رئيس الحكومة الروسية ديمتري ميدفيديف أكد الأربعاء في حديث لقناة سي إن بي سي التلفزيونية الأمريكية أن روسيا لم تتخل عن واجباتها، ولم تبتعد عن التعاون في مكافحة الإرهاب، ولكن التفويض بتنفيذ عمليات ضد الإرهاب يجب الحصول عليه في إطار القانون الدولي، أي على أساس قرار منظمة الأمم المتحدة وعلى أساس الإجماع الدولي الذي يجب التوصل إليه.
يُذكر أن روسيا أكدت مراراً أن قيام التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب بتوجيه ضربات للتنظيمات الإرهابية في سورية يجب أن يحصل على موافقة الحكومة السورية وضمن توافق وإجماع دولي، لأن حصول ذلك دون مظلة دولية سيزيد الأوضاع تعقيداً في المنطقة.
في الأثناء، شكك عضو مجلس الدوما الروسي رئيس حزب الوطن ألكسي جورافليوف في النيات الحقيقية لـ “التحالف الدولي” لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، الذي تقوده الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن هذا التحالف لا يعمل بالشكل المطلوب، ولا يتمّ قصف مواقع الإرهابيين إلا في الجزء الذي تختاره قواته، لأن هدفه ليس القضاء على التنظيم.
وأوضح جورافليوف في برنامج تحليلي تفاعلي بثته قناة مير الفضائية الروسية، وشارك فيه مدير المركز الإعلامي السوري في موسكو الدكتور فهد كم نقش وعدد من الخبراء والمحللين السياسيين الروس، أن تنظيم داعش هو مشروع أعدته الاستخبارات الأميركية، مثله مثل تنظيم القاعدة، وسورية تعتبر الدولة الوحيدة الصامدة في وجه هذه الظاهرة، التي تقودها الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، محذّراً من إمكانية توجيه التنظيم نحو روسيا.
ونبّه رئيس حزب الوطن الروسي إلى أن الهدف الرئيسي للسياسة الأميركية في نهاية المطاف هو روسيا، وأن خطر داعش والإرهابيين على روسيا حقيقة واقعية، داعياً إلى دعم الحكومة الشرعية في سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد والعمل للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي في مهده قبل أن يصل إلى الأراضي الروسية، وعبّر عن رفضه للرأي القائل بوجوب التفاهم مع الإرهاب والتفاوض معه للقضاء عليه فيما بعد، معبّراً عن تأييده لحكومة بلاده فيما يخص إعادة النظر بالعقيدة العسكرية الروسية حرصاً على أمنها ودفاعاً عن مصالحها القومية، التي تقع جيوسياسياً في سورية قبل غيرها.
من جهته حذّر كم نقش خلال البرنامج، الذي كرّس لبحث خطر تنظيم داعش الإرهابي، من أن هذا التنظيم وغيره من التنظيمات الإرهابية المسلحة التي صنعتها الإدارة الأميركية تشكل تهديداً عملياً لروسياً وغيرها من دول الفضاء السوفييتي السابق، موضحاً أن الهدف النهائي للولايات المتحدة هو تقويض قدرات روسيا، وقال: إن داعش والقاعدة صناعة أميركية، ويجمع بينهما أنهما تنظيمان إرهابيان دوليان، لكن الأول يدعو إلى إقامة ما يُسمى خلافة إسلامية، ما يعني أنه يعتزم العمل في جميع البلدان الإسلامية، وفي هذا بالذات يكمن خطره بالنسبة لروسيا، التي يقطنها نحو 25 مليون مسلم من السكان الأصليين.
وذكر كم نقش بما تمّ تداوله من أنباء مؤخراً حول نية الأميركيين إنشاء معسكرات في جورجيا لتدريب مسلحين مما يسمونها “المعارضة السورية المعتدلة”، مشيراً إلى أن مسلحي داعش يحاربون في مناطق صحراوية سورية شبيهة بمناطق آسيا الوسطى، وفي العراق بجبال سنجار، التي تشبه تضاريسها مناطق شمال القوقاز، ما يبعث على التفكير بأن ما يجري في سورية والعراق حالياً هو عمل تحضيري وتدريب على ما يعتزمون القيام به في بلدان أخرى، ومنها روسيا، وشدد على أن الأميركيين ومعهم مشيخات وممالك الخليج والقيادة التركية هم من مهدوا الطريق أمام الإرهابيين وأرسلوهم إلى سورية.
دي ميستورا: حل الأزمة في سورية سياسي
وجدد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا التأكيد على أن حل الأزمة في سورية سياسي.
جاء ذلك خلال لقاء عقده أمس مع نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في بيروت تم خلاله مناقشة آخر التطورات في المنطقة، ولاسيما في سورية، حيث أكد دي ميستورا توافق وجهات النظر بين الجانبين حول حل الأزمة في سورية بالطرق السياسية.
وقال دي ميستورا: إن زيارته لحزب الله تأتي في إطار التشاور لأهمية التواصل مع كل الأطراف التي يمكن أن تساعد على الحل في المنطقة وخاصة في سورية.
من جانبه أشار قاسم إلى أن الحل الوحيد المتاح في سورية هو الحل السياسي بعيداً عن الشروط المسبقة، وعدم تجاوز الأطراف الفاعلين والمؤثرين في الحل، مبيناً أن الدول الكبرى والإقليمية أضاعت ثلاث سنوات ونصف السنة من الوقت الذي كان مليئاً بالأخطار والقتل والتشريد في الخيار الحربي والإقصائي.
وكان دي ميستورا أكد، في وقت سابق، خلال لقائه رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام أن استقرار لبنان مهم جداً للمنطقة والمجتمع الدولي، وأن الامتحان بالنسبة للبنان سيكون في مواجهة مرحلة مصيرية، والتي نأمل أن تؤدي إلى حل سياسي في سورية.