نقطة ساخنة نشاط “المصدرين” يحرج “المقصرين”!
يبدو أن الاتحاد السوري للمصدّرين بات يشكل علامة فارقة في مسيرة القطاع الخاص، لاعتبارات أهمها نشاطه الملحوظ خلال الفترة الماضية ومحاولته دفع عجلة التصدير وفتح منافذ لمنتجاتنا الوطنية خاصة الزراعية منها، ومساهمته بعملية الترويج عبر المعارض الخارجية.
ليس هذا وحسب بل يسجل للاتحاد احتضانه لمنتجات مخترعينا الإبداعية وتوظيفها في خدمة صناعتنا الوطنية، من خلال سعيه لوضع خارطة طريق وبرنامج عمل للمخترعين السوريين الذين هم بالفعل قاعدة عمل كبيرة داعمة لكل الصناعات السورية، فيما لو تم العمل على هذا الأمر بشكل علمي ومحسوب.
ولعل إدراك الاتحاد لهذه المسألة ينبع من قناعته بأن لاختراعاتنا الوطنية انعكاسات لا يمكن إنكارها ولاسيما على المشاريع المتعلقة بإعادة الإعمار، وإلا ما كان ليتخذ خطوة باتجاه توحيد قوائم بأسماء المخترعين الحقيقيين ليصار إلى الاتصال بهم جميعاً، وتشكيل لجنه تنفيذية لبحث ودراسة كل الأمور المتعلقة بهذه الشريحة المغيبة، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لها بغية تطوير ما تنتجه عقولهم.
بصريح العبارة وبعيداً عن التملّق، فإن معطيات الواقع –التي نعتقد بأنها تدحض أي مجاملة– تؤكد أن الاتحاد أبدى جديته بالتعاطي مع كثير من القضايا الاقتصادية العالقة والمهمشة والرتيبة.
لا شك أن الاتحاد بما يُقْدِم عليه خلال هذه الفترة من تنشيط وتفعيل لفعاليات اقتصادية بعضها يدخل في صلب عمله، والبعض الآخر يتداخل عمله معها بشكل أو بآخر، قد عرّى الاتحادات المهنية الأخرى وكشف توانيها عن اضطلاعها بالدور المطلوب لرفع سوية العمل من جهة، وأحرج بعض جهاتنا الحكومية المعنية بالقطاعات الاقتصادية وعلى رأسها التصدير من ناحية تقصيرها بالتعاطي معها كما يجب، وعدم طرح أفكار ومبادرات كفيلة بالخروج من عنق الزجاجة في هذه المرحلة بالذات من جهة ثانية.
مختصر الكلام.. نعتقد أنه يجب على جميع رؤوس أهرام فعالياتنا الاقتصادية العامة والخاصة، التعاطي الإيجابي مع نشاط الاتحاد وتسخيره بما يعود بالخير والفائدة على جودة المنتج السوري، وعدم العزف على وتر الحساسيات غير المجدي، في وقت يفترض أن تكون فيه كل الجهود منصبة في خانة المصلحة العامة.
حسن النابلسي
hasanla@yahoo.com