انخفاض الإنتاج الزراعي والحيواني في بحوث الغاب الزراعية والسبب.. المركزية وتراجع الإمكانيات البشرية والمادية والبحث العلمي
تراجع الإنتاج في الأراضي البحثية الزراعية في مركز بحوث الغاب بشكل كبير ولافت خلال العام الزراعي المنصرم، في الوقت الذي كان يجب أن يكون مؤشراً على حسن الإدارة وتطوير وتعميق البحث العلمي ودوره في زيادة الإنتاج كما هو مرجو منه وحسب الإمكانيات المتوافرة له، حيث لم يعطِ الدونم الواحد من القمح أكثر من 40 كغ، في حين كان يُعطي في السنوات السابقة ما بين 250 -400 كغ، وضع إن دل على شيء إنما يدل على التراجع في الخبرات الفنية وعدم التركيز على العناصر والكفاءات المقتدرة في هذا الشأن، والتراخي في تأمين المخصّصات التي كان قد وعد بها مدير عام الهيئة أثناء زيارته الأخيرة إلى بحوث الغاب قبل شهرين ونصف الشهر من الآن لصيانة وتأهيل ما يمكن تأهيله؟!.
مركز بحوث الغاب الزراعي يعاني من غياب للإمكانيات وقلّة الحيلة لدى إدارته، إذ هل من المعقول أن يركن في مرآبه أكثر من ثمانية جرارات زراعية متعطلة عن العمل، والمركز بأمس الحاجة إليها لنقل المستلزمات من أعلاف وأسمدة وترحيل بقايا المحاصيل وروث محطة الجاموس البحثية.
مصدر مطلع طلب عدم ذكر اسمه أكد لـ”البعث” أن ما يعاني منه مركز بحوث الغاب الزراعي والبحثي هو ضعف الإمكانيات المادية، فضلاً عن فقدان روح المبادرة، الأمر الذي انعكس سلباً على الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والزراعي وقلّص دور البحث العلمي.
وبيّن مصدرنا أنه في الوقت الذي يجب فيه تكثيف هذا الدور والعمل عليه لرفع سوية الإنتاج، وفق ما تتحدث عنه الهيئة العامة للبحوث الزراعية دائماً، نرى عكس ذلك، وعليه إن كانت الهيئة مهتمة ومتابعة لما تعلن عنه، فمن الضروري العمل على إيجاد سلالات من المحاصيل ذات سمات جديدة، أما الهدف من ذلك فهو غلة متزايدة باستمرار في مناخ تزداد تحدياته باستمرار، وهذا يتجلّى في خيار واضح هو الحاجة إلى نظام زراعي أكثر مراعاة للأرض والموارد المائية. لكن وفي ظل المركزية المنغلقة وعدم تأمين الإمكانيات والمستلزمات المطلوبة لبحوثنا العلمية الزراعية، سنبقى أسيري نمط من الزراعات التقليدية ذات المردودية المتدنية، وهذا ما يحصل حتى الآن وكأنه مطلوب من المزارعين فقط أن يعكفوا على الدعاء لزيادة الإنتاج مهما كانت النوعية البذرية والتربة والخدمات الأخرى.
وهنا، لعلّ تهكمنا حول بقاء عشرات الآليات متعطلة في مرآب البحوث الزراعية، يهون كثيراً إذا ما قارناه بتهكمنا حول موضوع (استيراد بذار البطاطا)، حيث تمّ تكليف خبير قطن وبعض المدعومين في وزارة الزراعة للذهاب إلى هولندا لاستيراد أكبر كمية تستورد منذ سنوات!!.
وبناء عليه نتساءل: إذا كان إصلاح عدة جرارات يحتاج سنوات لتأهيلها، فكيف سيكون الحال بالنسبة لمعالجة الأمور الأخرى؟!.
حماة- محمد فرحة