الصفحة الاولىمن الاولى

3000 تركي و4000 آسيوي ينضمون إلى صفوف "داعش" كونيا تتحوّل إلى مركـز لـتجنيد الإرهـابيين.. والشعب الجمهوري يحمّل أردوغان المسؤولية

كشف آتيلا كارت، النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، انضمام نحو ثلاثة آلاف شخص إلى تنظيم “داعش” الإرهابي من مدينة كونيا وحدها، مشيراً إلى أن حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا تتجاهل نشاط هذا التنظيم وتغض النظر عنه، على الرغم من علمها به، وأشار في تصريح صحفي إلى أن التنظيم الإرهابي يستخدم مكتبة بمدينة كونيا كمركز لتجنيد الإرهابيين، للقتال في صفوفه، لافتاً إلى أن قيادة شرطة كونيا تعرف أسماء المشايخ المزيفين الذين يدربون الشباب ويوجهونهم إلى ما يسمى “الجهاد”.
وقال كارت: “إن عدداً من هؤلاء المشايخ المزيفين يتاجرون بالسلاح في عدد من المدن التركية، ولاسيما مدينة كونيا ويمولون تنظيم “داعش” الإرهابي عن طريق جمع التبرعات، إضافة إلى تزويده بالسلاح”.
وأكد كارت أن الشباب الذين ينضمون إلى صفوف تنظيم “داعش” يتسللون إلى سورية عبر مدينة كيليس.
ولفت إلى أن هذا التنظيم الإرهابي يستهدف مدينة اسطنبول وضريح مصطفى كمال أتاتورك بأنقرة ومتحف مولانا مدين بكونيا وضريح حاج بكتاش ولي بمدينة نوشهير خلال دعايته ويعلن تركيا بلداً كافراً.
وحول سبب انتشار التنظيمات المتطرفة في تركيا وإيجاد بيئة حاضنة لها في المجتمع التركي أشار كارت إلى أن موقف السلطة السياسية ووجهة نظرها يعد من أهم الأسباب التي ساهمت في تغذية التنظيم الإرهابي وتقويته في تركيا.
وفي سياق متصل أكد عدد من المواطنين الأتراك في كونيا ازدياد نشاط التنظيمات المتطرفة في المحافظة وتجنيدهم للشبان فيها، كاشفين عن ذهاب أسر بكاملها من بلدات بوزكير وتشومرا وهاديم وتاشكنت إلى سورية.
من جهتها كشفت صحيفة “جمهورييت” عن انضمام عائلة تتكوّن من 4 أفراد من سكان منطقة كتشي أورن التابعة لمدينة أنقرة إلى تنظيم “داعش” عشية عيد الأضحى الماضي وذهابها إلى محافظة الرقة في سورية، وتساءلت عن كيفية تسلل العائلات عبر الحدود بهذه السهولة، داعية الحكومة التركية إلى اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة من أجل الوقوف أمام رحيل الشباب والعائلات إلى سورية.
وكانت تقارير أكدت في وقت سابق تصاعد نشاط تنظيم “داعش” العلني في مختلف المدن التركية، وقيامه بتجنيد آلاف الأتراك للالتحاق بصفوفه في سورية والعراق، وذلك تحت أعين حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم وأجهزتها الأمنية، التي سبق أن سهلت عبور الآلاف من الإرهابيين القادمين من مختلف دول العالم عبر حدودها إلى سورية، إضافة إلى ما قدّمته من دعم وتمويل وتسليح للتنظيمات الارهابية التي ارتكبت الجرائم والمجازر بحق السوريين على مدى السنوات الثلاث الماضية.
وكانت التنظيمات والشخصيات الداعمة لتنظيم “داعش” اجتمعت في اسطنبول بهدف بحث موضوع نقل الحرب إلى تركيا، ونشرت مجلة اديملار صوراً للاجتماع على موقعها الالكتروني، وأكد المجتمعون دعمهم العلني للتنظيم، فيما أكد ممثل حزب الاتحاد الكبير أن تنظيم داعش نفذ خلال 15 يوماً ما لم يستطع الأتراك تنفيذه منذ عشر سنوات، مشيراً إلى لقاءات يتمّ إجراؤها مع مسؤولي حزب الحركة القومية في اسطنبول باستمرار.
إلى ذلك، يقاتل اليوم حوالي أربعة آلاف شخص، يتحدّرون من آسيا الوسطى في صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والعراق، بحسب إفادة رافال روغوزينسكي الباحث الكندي في مجال الأمن الإعلامي والعلاقات الدولية لصحيفة “ميغابولوس” الكازاخية، والذي أضاف: “إننا نستمد المعلومات عن المسلحين الذين يحاربون في سورية والعراق من مصادر مختلفة، بما في ذلك من شبكة الإنترنت”، وأضاف: “إن الكثير من هؤلاء المسلحين لا يخفون أنفسهم، وينشرون صوراً لهم ومقاطع فيديو عبر الإنترنت، وإذا جمعنا هذه المعطيات فإننا سنحصل على رقم يوازي أربعة آلاف مسلح من آسيا الوسطى”.
وأشار روغوزينسكي إلى أن مشكلة كبيرة بالنسبة لكازاخستان، تكمن في أن هؤلاء المسلحين سيعودون إلى وطنهم، لأن مخططات تنظيم “داعش” الإرهابي لا تقتصر اليوم على سورية والعراق فقط، بل إنهم يريدون إقامة ما يسمى بخلافة إسلامية، تدخل كازاخستان فيها أيضاً، وأكد أن مكافحة الإرهاب ليست مهمة دولة واحدة فقط، بل لا بد من تحالف دولي من أجل التصدي للإرهاب بصورة قوية، وهذا ما يؤثر على إرهابيي “داعش”، الذين سيعودون إلى أوطانهم عبر بلدان ثالثة، وهذا ما يتيح أيضاً تقليص البروباغندا التي تعمل على تعبئة المتطرفين، مشدداً على وجوب تبني موقف استراتيجي وليس تكتيكياً فقط إزاء هذه المسألة.
ولفت الباحث الكندي إلى أن هناك مشكلة أخرى، هي عدم التنسيق في عمل الأجهزة الأمنية للدول المختلفة، لأنها تعمل على المستوى الوطني دون تعاون كامل على المستوى الدولي بما في ذلك كازاخستان، حيث لا يوجد فهم كامل على أعلى مستوى في الدولة لمدى الخطر المخيم على البلاد، ورأى أن أربعة آلاف مسلح هو عدد كبير ومرشح للازدياد، مشيراً إلى أن أيديولوجية تنظيم “داعش” الإرهابي الآخذة بالانتشار على المستوى الإقليمي، تشمل آسيا الوسطى وأفريقيا.
وقال روغوزينسكي: “إنه إذا كان تنظيم القاعدة يشكل في السابق منظمة استثنائية لها قيادتها العليا وجيش كبير، فإن داعش يدعو الجميع للانتساب إليه، وهو تنظيم آخر وأيديولوجية أخرى تملك أفكاراً ثابتة، ولكن انتشار هذا التنظيم وهذه الأيديولوجية سيتوقف على إرادتنا وعملنا وتعاوننا في مكافحة هذه المشكلة”.
وكانت تقارير إعلامية عديدة كشفت عن استمرار حملات تجنيد المرتزقة للقتال إلى جانب التنظيمات الإرهابية المسلحة، التي تسفك دماء السوريين من بلدان عدة، ومنها تقارير أشارت إلى وجود عشرات الإرهابيين الشيشان.
في الأثناء، أعلن الادعاء العام الألماني أمس أنه تمّ اعتقال شخصين، خلال الحملات التي قامت بها السلطات واستهدفت أشخاصاً يدعمون تنظيمي “داعش” و”أحرار الشام” الإرهابيين، وقال المدعي العام إن “أحد الشخصين يحمل جنسية مزدوجة، وهو ألماني من أصل مغربي، يدعى “منير أ.ر”، وقد تم اعتقاله على خلفية اتهامات بتزويده تنظيم “داعش”  ملابس بقيمة 1100 يورو، إضافة إلى تحويله مبلغ ألف يورو لأحد أعضاء التنظيم في سورية”، وأضاف الادعاء: إن “المشتبه كان يعتزم التوجه إلى سورية قريباً”، وقال: إنه “تم اعتقال شخص آخر لبناني يدعى “قاسم ال. أر” بتهمة تسليم ملابس عسكرية وأحذية لتنظيم “أحرار الشام”  الإرهابي.
وفي السياق نفسه، أكدت مصادر أمنية واستخباراتية إسبانية في تصريح لوسيلة إعلامية إسبانية أن تجارة المخدرات وأعمال السرقة والتزوير، تشكل مصدراً لتمويل الشبكات والجماعات الإرهابية في إسبانيا، ولفتت المصادر إلى أن 20 بالمئة من الإرهابيين المعتقلين في إسبانيا، كان قد تمّ اعتقالهم سابقاً وسجنهم لتهم وإدانات تتعلق بأنشطة إجرامية أخرى مثل الاتجار بالمخدرات والسرقة والتزوير، حيث حذرت أجهزة الاستخبارات الإسبانية من أن العلاقة الوثيقة ما بين هذا النوع من الإرهاب والمجرمين، إنما هي دليل على وجود جماعات إجرامية أكثر تنظيماً وأكثر تعقيداً مما نتصور.