نصر الله يتحدّى الإرهاب في جولة ميدانية جديدة على البقاع: الولايات المتحدة تستخدم إرهابيي "داعش" فزّاعة للمنطقة
مرة أخرى يتحدّى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الإرهاب التكفيري، بعد أن تحدّى سابقاً الإرهاب الإسرائيلي، وهما متلازمان، بجولة ميدانية جديدة على نقاط المقاومة في البقاع اللبناني، ليزداد اطمئناناً ويطلع على أحوال المقاومين وجهوزيتهم ضد الإرهابيين، الذين يحاولون في كل مرة الدخول إلى المنطقة، ليعيثوا فيها فساداً ودماراً، كما فعلوا في عرسال، ويجعلوا من الأراضي اللبنانية الحدودية مقراً وممراً لشن هجمات إرهابية في سورية.
وقال نصر الله: إن “ما حدث أخيراً في جرود بريتال وعسال الورد خلل تفصيلي وخطأ تمت معالجته”، مضيفاً: إن “الوضع قوي جداً على الأرض، واستعدادات المقاومة متقدّمة جداً، والخطط محكمة وهي جاهزة لأي خطوة يقدمون عليها”، موضحاً أن الإرهابيين أعجز من أن يجتاحوا أي منطقة بقاعية، وغير قادرين على ذلك، مشدداً على أن “هؤلاء أمام خيارين إما الموت أو المغادرة بثياب مدنية إلى لبنان وسورية”.
وأكد نصر الله، في اللقاء السنوي للمبلغين والعلماء، عشية حلول شهر محرم أن الولايات المتحدة تستخدم إرهابيي “داعش” فزّاعة، لإخافة دول المنطقة وابتزازها وإنهاكها، تمهيداً لفرض هيمنتها عليها خصوصاً في سورية والعراق، مشدداً على أن “الصراع ليس على سورية ولا على إسقاط القيادة فيها بل على إعادة رسم خريطة جديدة للمنطقة”، معتبراً أن بقاء إرهابيي “داعش” من مصلحة أمريكا وتركيا.
ووصف الحرب التي يخوضها التحالف الدولي ضد إرهابيي “داعش” بأنها عملية تقليم أظافر لهذا التنظيم، ورسم خطوط حمراء له بعدم الاقتراب من السعودية والأردن، لافتاً إلى أن الغارات التي شنت منذ بدء الحرب لا تعادل غارات يوم واحد من تلك التي شنتها إسرائيل على لبنان في تموز عام 2006، وقال: “إن كل يوم يمر نزداد يقيناً بأن قتالنا في سورية كان من أجل حماية لبنان، ونحن اليوم في محور المقاومة في موقع انتصار عندما تفشل خطط الأعداء، فهذا يعني أنك تنتصر، علماً أن المعركة لا تزال طويلة قبل الانتصار النهائي”، ورأى أننا أمام “فرصة ذهبية لكسر المشروع التكفيري”.
وشدد على الوحدة “التي نحن أحوج ما نكون إليها، والابتعاد عن الاستفزاز، وتقديم إسلام راق ومشرق، على عكس ذلك الذي يقدمه إرهابيو “داعش” وأمثالهم”.
إلى ذلك، عرض رئيس المجلس السياسي في حزب الله إبراهيم أمين السيد ووفد من حركة الناصريين المستقلين المرابطون برئاسة العميد مصطفى حمدان، أمين الهيئة القيادية في الحركة، التطورات السياسية في لبنان والمنطقة، وأكدوا ضرورة العمل لحماية لبنان من المخاطر التي تتربصه من العدو الإسرائيلي ومن التنظيمات التكفيرية، وذلك بالوقوف جميعاً صفاً واحداً خلف الجيش اللبناني ودعمه بكل السبل المتاحة.
وحذّر المجتمعون من أن استهداف الجيش اللبناني، إضافة إلى الخطابات التحريضية ضده، تعتبر تآمراً على دوره الوطني ومحاولة لزعزعة استقرار لبنان وضرب المؤسسة الوطنية، التي تشكل حصناً لحماية لبنان واللبنانيين، مشددين على أهمية تسليح الجيش وعدم عرقلة أي مبادرة لدعمه تحت عناوين وذرائع غير واقعية.
وأكد المجتمعون أن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي غير جدّي في القضاء على هذه الظاهرة التكفيرية الغريبة عن مجتمعاتنا، وأن المطلوب وقف تمويل التنظيمات الإرهابية وإغلاق الحدود أمام دخول الإرهابيين، ووقف حملات التحريض الفتنوية التي تسعى لتمزيق مجتمعاتنا من الداخل.
في الأثناء، ادعى القاضي صقر صقر، مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية اللبنانية، على الإرهابي الموقوف إبراهيم بحلق وخمسة إرهابيين سوريين متوارين عن الأنظار، وذلك بجرم الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلّح.
ووجه القاضي صقر إلى الإرهابيين اتهامات بالقيام بأعمال إرهابية، وقيام الإرهابي بحلق بالاعتداء على حاجز للجيش اللبناني في عرسال وجرح عدد من العسكريين، وقد أحال القاضي صقر الموقوفين وملف الفارين إلى قاضي التحقيق العسكري الأول.