تكلفة حرب واشنطن الجديدة ترتفع إلى 424 مليون دولار!.. والنتيجة "صفر مكعب" أسـلـحـة أمـريـكـية لـ "داعش" "عن طــريـق الـخـطـأ" تـعرّي اسـتراتيـجية أوباما تشوركين: للتنسيق مع الحكومة السورية والتصرف على أساس قرارات مجلس الأمن
مع كل يوم يمر منذ بدء التحالف الأمريكي بضرب تنظيم “داعش” الإرهابي عبر الغارات الجوية، يثبت فشل الاستراتيجية التي تبناها أوباما لضرب التنظيم، والاعتراف بالفشل يأتي تباعاً من المخططين وأصدقائهم ومؤيديهم، وهذا يعود إلى أن واشنطن ليست جادة أساساً في محاربة “داعش”، وإنما وجدت فيه ذريعة للعودة العسكرية إلى المنطقة، وتحقيق أهدافها الخاصة في الهيمنة على مقدرات البلاد العربية.
وإذا كانت تكلفة الحرب الأمريكية على التنظيم الإرهابي، بلغت 424 مليون دولار منذ بدء الضربات الجوية في العراق حتى الآن، فما هو معلوم أن الولايات المتحدة لا تقاتل مجاناً، والمعلوم أيضاً أن أتباعها في الخليج غالباً ما يدفعون تكاليف الحروب الأمريكية في المنطقة، معتقدين أنه بإمكانهم استثمار نتائج هذه الضربات في تحقيق أهدافهم الرجعية، والحصول على بعض المكاسب الضيقة، دون أن يتعلموا من دروس التاريخ القريب.
وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” أعلنت بالأمس أن تكلفة القتال ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق وسورية بلغت نحو 424 مليون دولار، لافتة إلى أن “هذا العدد هو منذ بدء الضربات الجوية في الثامن من آب الماضي ولغاية الآن”، وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي: “إن القتال يكلف نحو 7ر6 مليون دولار يومياً”، مشيراً إلى أن ضربات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في مدينة عين عرب السورية لم تؤد إلى تحسن الوضع، وقال: “رغم هذا فإن قوات تنظيم الدولة الإسلامية تواصل تهديد المدينة مع وجود أعداد كبيرة من الجهاديين في بعض أنحائها”.
يذكر أن إدارة أوباما تواصل الترويج لسياساتها، حول حاجة التحالف الذي تقوده لمدة طويلة للقضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي، الذي أكدت التقارير الاستخباراتية والوقائع الميدانية أنه صنيعة الاستخبارات الأميركية والغربية والدول الإقليمية، ويحظى بدعمها، وعلى رأسها حكومة “حزب العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا ومشيخات وممالك الخليج.
ومع نشر تنظيم “داعش” فيديو على الإنترنت يظهر حصول إرهابييه على حزمة من الإمدادات العسكرية الأمريكية التي أسقطت قرب مدينة عين العرب، قال كيربي: “إن خبراء يعكفون على تحليل الفيديو، ويحاولون تحديد ما إذا كانت حزمة الإمدادات هي نفسها، التي قالت الوزارة، في وقت سابق، إنها سقطت في أيدي “داعش” أم أنها حزمة ثانية في حوزة الجماعة”، وأضاف: “نحن نلقي نظرة على ذلك”، قائلاً: “إن ذخيرة الأسلحة الصغيرة والأسلحة التي صوّرت في الفيديو من أنواع الإمدادات التي أسقطت، ولا يمكن استبعاد أنها واحدة من حزم الإمدادات”.
إلى ذلك، أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن التقارير التي تفيد بحصول تنظيم داعش الإرهابي على أسلحة أميركية ليس مستغرباً، ما يظهر ضرورة التنسيق مع الحكومة السورية في هذا الصدد، وقال في حديث لوكالة تاس الروسية: “من الضروري تنسيق الأنشطة مع الحكومة السورية على نحو أدق كما يجب بشكل عام التصرف على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي”.
وكانت القيادة العسكرية الأميركية للشرق الأوسط وآسيا الوسطى “سنتكوم” أعلنت يوم الاثنين الماضي أن طائرات أميركية ألقت أسلحة وذخائر ومواد طبية للأهالي والوحدات المدافعة عن مدينة عين العرب شمال حلب، والتي يحاول تنظيم داعش الإرهابي السيطرة عليها.
وعرضت محطات تلفزيونية أمريكية في وقت لاحق شريط فيديو لأحد الإرهابيين عرف عن نفسه بأنه ينتمي إلى تنظيم داعش، ومن حوله صناديق مثبتة بمظلات وتحوي ذخيرة مختلفة، بما في ذلك قنابل يدوية وألغام.
وأقر بيان للجيش الأميركي بحصول إرهابيي داعش على أسلحة أميركية تمّ إلقاؤها من الجو، وزعم أن إحدى دفعات هذه الأسلحة “ضلت طريقها لكنها دمّرت كي لا تسقط في أيدي العدو وأن باقي الدفاعات تم تسليمها دون عوائق”.
في الأثناء، أقر المدير السابق لمركز مكافحة الإرهاب، الأمريكي مات أولسن بأن الضربات الجوية التي تشنها واشنطن، في إطار ما يسمى التحالف الدولي، فشلت في الحد من الخطر الذي يشكله تنظيم “خراسان” الإرهابي، وأوضح في مقابلة خاصة أجراها مع شبكة “سي. إن. إن” الأمريكية أن تنظيم “خراسان” الإرهابي ما زال يشكل تهديداً وشيكاً، وأن حدة هذا التهديد لم تضعف رغم الضربات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة وشركاؤها ضد مواقع تابعة له، ولتنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والعراق.
وعلى الرغم من أن الغارات الجوية استهدفت في وقت سابق مواقع مزعومة لتنظيم “خراسان”، إلا أن أولسن، الذي شغل منصب مدير مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي حتى نهاية الشهر الماضي، لفت إلى أن إرهابيي التنظيم ما زالوا متواجدين في مواقعهم السابقة ذاتها، مبيناً أن التنظيم المذكور ما زال في وضع يخوله إجراء تدريبات دون وجود أي نوع من التدخل لمنعه، كما أنه قادر على تجنيد عناصر جدد في صفوفه.
وحذّر أولسن من أن تنظيم “خراسان” كان يتطلع لإجراء اختبارات على المتفجرات، وتنفيذ هجمات إرهابية تستهدف الرحلات الجوية بوجه خاص، وبما أن الغارات الأمريكية فشلت في القضاء عليه، فإنه من المحتمل أن يكون إرهابيو التنظيم وصلوا إلى مراحل متقدّمة من التخطيط لهجمات إرهابية، واقتربوا من مرحلة تنفيذها.
ويعتقد على نطاق واسع أن التنظيم يضم شخصيات بارزة في تنظيم “القاعدة” الإرهابي، ومنهم إرهابيون قاتلوا سابقاً في أفغانستان، وانخرطوا في صفوف تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي في سورية.
هذا وشككت إيران حيال نوايا التحالف الأمريكي في محاربة تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم في مؤتمرها الصحفي الأسبوعي: إن على هذا التحالف الدولي أن يكون جاداً في دعم أهالي مدينة عين العرب السورية وإرسال المساعدات الضرورية لتعزيز صمودهم أمام تنظيم داعش الإرهابي.
وأعربت أفخم عن دعم بلادها لصمود أهالي عين العرب، وعن أملها في أن تصل جميع المبادرات الرامية لمساعدتهم إلى نتيجة حقيقية، لأن الأوضاع صعبة في المدينة، واصفة صمودهم أمام الإرهاب التكفيري بالمثير للإعجاب، وشددت على ضرورة أن تكون المساعي لمحاربة الإرهاب التكفيري في المنطقة جادة، مؤكدة أنه من أولويات محاربة تنظيم داعش وقف الدعم المالي والتسليحي لهذا التنظيم الإرهابي، كما شددت على أهمية التعاون والمشاركة من قبل دول المنطقة لحل مشاكلها.